تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شيظ]:

صفحة 474 - الجزء 10

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  شَاظَ به الغَضَبُ، كشَاطَ.

  وشَاظَ به يَشُوظُ شَوْظاً، إِذا سابَّهُ وقَذَعهُ.

  وشَاظَتْ به شَوْظَةٌ من مَرَضٍ، أَي وَخْزَةٌ، كما في العُبَاب.

  [شيظ]: الشَّيْظَانُ، كشَيْطانٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِي والصَّاغَانِيّ في التَّكْمِلَة. وفي العُبَابِ عن ابنِ عَبّادٍ: هو الشَّكِسُ الخُلُقِ، الشَّدِيدُ النَّفْسِ، لا يَنْثَنِي عَنْ شَيْءٍ.

  وقال أَبُو عَمْرٍو عن الكَلْبِيّ: شَاظَتْ⁣(⁣١) فِي يَدِي مِنْ قَنَاتِكَ شَظِيَّةٌ، تَشِيظُ شَيْظاً: دَخَلَتْ فِيها.

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: تَشَايَظَا، إِذا تَسَابَّا، كتَشاوَظَا.

فصل العين مع الظاءِ

  [عظظ]: عَظَّتْهُ الحَرْبُ، كعَضَّتْهُ، عن اللَّيْثِ. وأَنْكَرَ المُفَضَّل بنُ سَلَمَةَ عَظَّتْه الحَرْبُ «بالظاءِ». وقال ابنُ فارس: فإِنْ صَحَّ فلَعَلَّه يَكُونُ من بابِ الإِبْدَالِ. وقال بَعْضُهُم: العَظُّ من الشِّدَّةِ في الحَرْبِ، كأَنَّهُ من عَضِّ الحَرْبِ إِيّاه، ولكِنْ يُفْرَقُ بَيْنَهُمَا كما يُفْرَقُ بَيْنَ الدَّعْثِ⁣(⁣٢) والدَّعْظِ، لاخْتِلافِ الوَضْعَيْنِ.

  ونَقَلَ شَيْخُنَا عَنْ بَعْضِ فُقَهاءِ اللُّغَةِ: كُلُّ عَضٍّ بالأَسْنَانِ فهُوَ بالضَّادِ، وما لَيْسَ بِهَا كعَظِّ الزَّمَانِ فهو بالظَّاءِ.

  وقالَ ابنُ السِّيد في «كِتَاب الفَرْقِ»: العَضُّ والعَظُّ: شِدَّةُ الحَرْبِ، أَو شِدَّةُ الزَّمانِ، ولا تُسْتَعْمَلُ الظّاءُ في غَيْرِهِما، قال الفَرَزْدَقُ:

  وعَظُّ زَمَانٍ يا ابْنَ مَرْوان لَمْ يَدَعْ ... مِن المَالِ إِلاّ مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ

  وقَال شَمِرٌ: عَظَّ فُلاناً بالأَرْضِ، إِذا أَلْزَقَهُ بِهَا، فهو مَعْظُوظٌ بالأَرْضِ.

  وعَظْعَظَ السَّهْمُ عَظْعَظَةً وعِظْعَاظاً، بالكَسْرِ، إِذا ارْتَعَشَ في مُضِيِّهِ والْتَوَى، وقِيلَ: مَرَّ مُضْطَرِباً ولَمْ يَقْصِدْ. قال رُؤْبَة - ويُرْوَى لِلْعَجّاج -:

  لَمّا رَأَوْنا عَظْعَظَتْ عِظْاظا⁣(⁣٣) ... نَبْلُهُمُ، وصَدَّقُوا الوَعَّاظا

  وعَظْعَظَ الجَبَانُ عَظْعَظَةً: نَكَصَ عَنْ مُقَاتِلهِ، ورَجَعَ وحَادَ عَنْه، مَأْخُوذٌ من عَظْعَظَة السَّهْمِ.

  وعَظْعَظَ في الجَبَل: صَعَّدَ⁣(⁣٤)، عن أَبِي عَمْرٍو، وكَذلِكَ عَضْعَضَ، وبَرْقَط، وبَقَّطَ، وعَنَّتَ.

  وعَظْعَظَتِ الدَّابَّةُ عَظْعَظَةً، إِذا حَرَّكَتْ ذَنَبَهَا ومَشَتْ في ضِيقٍ مِنْ نَفْسِها، عن ابنِ عَبّادٍ.

  وقال أَبُو سَعِيدٍ: المُعَاظَّةُ والمُعاضَّةُ وَاحِدٌ، إِلاّ أَنَّهُمْ فَرَقُوا بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ، كَما فَرَقُوا بَيْنَ المَعْنَيَيْنِ.

  والعِظَاظُ، بالكَسْرِ: شِدَّةُ المُكَاوَحَةِ، وهُوَ شَبِيهٌ بالمِظَاظِ: يُقَالُ: عَاظَّهُ وماظه عِظَاظاً ومِظَاظاً: إِذا لَاحَاهُ ولَاجَّهُ، وهو المَشَقَّةُ والشِّدَّةُ في الحَرْبِ، كالعَظَّةِ والمُعَاظَّةِ، قال:

  أَخُو ثِقَةٍ إِذَا فَتَّشْتَ عَنْهُ ... بَصِيرٌ في الكَرِيهَةِ والعِظَاظِ

  ومِنَ الأَمْثَالِ السّائرَةِ قَوْلُهُمْ: لا تَعِظِينِي وتَعَظْعَظِي، أَيْ لا تُوصِينِي وأَوْصِي نَفْسَكِ. قالَ الجَوْهَرِيّ: وهذا الحَرْفُ هكَذَا جاءَ عَنْهُم فِيمَا ذَكَرَهُ أَبُو عُبَيْدٍ. قُلْتُ: أَي عن الأَصْمَعِيّ في ادِّعاءِ الرِّجُلِ عِلْماً لا يُحْسِنُهُ، أَو الصَّوابُ ضَمُّ أَوَّلِ الثّانِيَةِ، ونَصُّ الصّحاحِ: وأَنا أَظُنَّهُ: وتُعَظْعِظِي، بضَمّ التّاءِ، أَي لا يَكُنْ مِنْكِ أَمْرٌ بالصَّلاحِ وأَنْ تَفْسُدِي أَنْتِ في نَفْسِكِ، كما قالَ المُتَوَكِّلُ اللَّيْثِيّ، كما في العُبَابِ - ويُرْوَى لأَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيّ:

  لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وتَأْتِيَ مِثْلَهُ ... عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ

  قال: فَيَكُونُ من عَظْعَظَ السَّهْمُ: إِذا الْتَوَى واعْوَجَّ.

  يَقُولُ: كَيْفَ تَأْمُرِينَنِي بالاسْتِقامَةِ وأَنْتِ تَتَعَوَّجِينَ.


(١) في اللسان: شاظت يدي شظية من القناه ... عداها بنفسها.

(٢) عن اللسان وبالأصل «الدعت».

(٣) اللسان، وفي التهذيب: وعظعظت سهامهم عِظعاظاً

(٤) في التكملة والتهذيب: صَعِد.