[غيظ]:
  والغَنَظُ، مُحَرَّكَةً: تَغَيُّرُ النَّبَاتِ مِنَ الحَرِّ، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.
  وقالَ أَيْضاً: رَجُلٌ غِنْظِيَانٌ: يَسْخَرُ بالنَّاسِ، وهي بهَاءٍ، وقالَ غَيْرُه، أَيْ جافٍ.
  [غيظ]: الغَيْظُ: الغَضَبُ مُطْلَقاً، وقِيلَ: غَضَبٌ كامِنٌ للْعَاجِزِ، كما في الصّحاح، أَوْ أَشَدُّه، أَوْ سَوْرَتُهُ وأَوَّلُهُ.
  قال ابْنُ دُرَيْدٍ، وقد فَصَلَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ اللُّغَةِ بَيْنَ الغَيْظِ والغَضَبِ، فقالُوا: الغَيْظُ: أَشَدُّ مِنْ الغَضَبِ. وقالَ قَوْمٌ: الغَيْظ: سَوْرَةُ الغَضَبِ وأَوّلُهُ.
  قُلتُ: وقَالَ آخَرُونَ: الغَيْظُ هو الكَمِينُ، والغَضَبُ هو الظَّاهِرُ. أَو الغَضَبُ لِلْقَادِرِ، والغَيْظُ لِلْعَاجِزِ.
  غَاظَهُ يَغِيظُه غَيْظاً، وهو غَائِظٌ وذلِكَ مَغِيظٌ. في الصّحاح: قالَتْ قُتَيْلَةُ بِنْتُ النَّضْرِ بنِ الحارِثِ(١)، - وقَتَلَ النَّبِيُّ ﷺ أَباهَا صَبْراً -:
  ما كانَ ضَرَّكَ لَوْ مَنَنْتَ ورُبَّمَا ... مَنَّ الفَتَى وَهْوَ المَغِيظُ المُحْنَقُ(٢)
  فاغْتَاظَ اغْتِيَاظاً.
  وغَيَّظَه فتَغَيَّظَ، وأَغَاظَهُ لُغَةٌ في غاظَهُ، وأَنْكَرَهُ ابنُ السِّكِّيتِ، وله تَبعَ الجَوْهَرِيُّ فلَمْ يُجِزْ ذلِكَ، وقالَ الزَّجّاجُ: لَيْسَتْ بالفَاشِيَةِ.
  وحَكَى ثَعْلَبٌ عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ: غَاظَهُ، وأَغَاظَهُ، وغَيَّظَهُ بمَعْنًى وَاحِدٍ: وغَايَظَهُ فاغْتاظَ، وتَغَيَّظ، بمَعْنًى وَاحِدٍ.
  وتَغَيَّظَتِ الهَاجِرَةُ: اشْتَدَّ حَمْيُهَا، وهو مَجَازٌ، قال الأَخْطَلُ:
  طَفَتْ في الضُّحَى أَحْدَاجُ أَرْوَى كأَنَّهَا ... قُرًى مِنْ جُوَاثَى مُحْزَئلُّ نَخِيلُهَا
  لَدُنْ غُدْوَة حَتَّى إِذا ما تَغَيَّظَتْ ... هَوَاجِرُ منْ شَعْبَانَ حَامٍ أَصِيلُهَا
  وغَيْظ: اسْمُ رَجُلٍ، وهو ابْنُ مُرَّةَ بنِ عَوْفِ بنِ سَعْدِ بنِ ذُبْيَانَ بنِ بَغِيضِ بنِ رَيْثِ بنِ غَطَفَانَ. قال زُهَيْرُ بنُ أَبِي سُلْمَى:
  سَعَى سَاعِيَا غَيْظِ بنِ مُرَّةَ بَعْدَمَا ... تَبَزَّل ما بَيْنَ العَشِيرَةِ بالدَّمِ
  سَاعِيَاهُ: هُمَا الحَارِثُ بنُ عَوْفٍ، وهَرِمُ بنُ سِنَانِ بنِ أَبِي حارِثَةَ.
  وغَيَّاظٌ، كَشَدَّادٍ: ابنُ مُصْعَبٍ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضَبَّةَ بنِ أُدَدَ. قال رُؤْبَةُ - ويُرْوَى للعَجَّاجِ -:
  وسَيْف غَيَّاظٍ لَهُمْ غِنِاظَا ... نَعلُو بِهِ ذَا العَضَلِ الجَوّاظا
  ويُقَالُ: فَعَل ذلِكَ غِيَاظَكَ وغِيَاظَيْكَ، بكَسْرِهِمَا، كغِنَاظَيْكَ، وقد تَقَدَّم.
  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
  غَايَظَهُ مُغايَظَةً: بَارَاهُ وغَالَبَهُ فصَنَع مِثْلَ مَا يَصْنَعُ، وهو مَجَازٌ. والمُغَايَظَةُ: فِعْلٌ في مُهْلةٍ، أَو مِنْهُمَا جَمِيعاً. وقَوْلُه تَعالَى: {تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ} الْغَيْظِ(٣)، أَيْ مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ.
  وأَغْيظُ الأَسْماءِ عند الله مَلِكُ(٤) الأَمْلاكِ، أَيْ: أَشَدُّ أَصْحَابِ هذِهِ الأَسْمَاءِ عُقُوبَةً. وقَوْلُه تَعَالَى: {سَمِعُوا لَها} تَغَيُّظاً(٥) أَيْ صَوْتَ غَلَيَانٍ، قالَهُ الزَّجّاج.
  وغَيّاظُ بنُ الحُضَيْنِ بنِ المُنْذِر: أَحَدُ بَنِي عَمْرِو بنِ شَيْبَانَ الذُّهْلِيّ السَّدُوسِيّ، وسَيَأْتي ذِكْرُ أَبِيهِ في «ح ض ن». كان الحُضَيْنُ هذَا فارِساً، صاحِبَ الرَّايَةِ بصِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ ¥، وهُوَ القَائِلُ - في ابْنِهِ المَذْكُورِ -:
  نَسِيٌّ لِمَا أُولِيتَ مِنْ صالِحٍ مَضَى ... وأَنْتَ لِتَأْدِيبٍ عَلَيَّ حَفِيظُ
  تَلِينُ لِأَهْلِ الغِلِّ والغَمْزِ مِنْهُمُ ... وأَنْتَ عَلَى أَهْلِ الصَّفاءِ غَلِيظُ
(١) قال ابن اسحاق: قتيلة بنت الحارث أخت النضر بن الحارث، وصحح السهيلي أنها بنت النضر، كالأصل. وكانت قتيلة تحت الحارث بن أبي أمية الأصغر. انظر سيرة ابن هشام ٣/ ٤٤.
(٢) البيت في اللسان والصحاح وسيرة ابن هشام ٣/ ٤٥ وهو من قصيدة مطلعها:
يا راكباً إن الأثيل مظنة ... من صبح خامسةٍ وأنت موفقُ
(٣) سورة الملك الآية ٨.
(٤) أي رجل تسمى بملك الأملاك.
(٥) سورة الفرقان الآية ١٢.