تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قرظ]:

صفحة 483 - الجزء 10

  زَيْدٍ. وقَالَ اللَّيْثُ: فَاظَتْ نَفْسُهُ، إِذا خَرَجَتْ، والفاعِلُ فائظٌ.

  وقال الفَرّاءُ: أَهْلُ الحِجَازِ وطَيِّئ يَقُولُونَ: فَاظَتْ نَفْسُهُ.

  وقُضَاعَةُ وتَمِيمٌ وقَيْسٌ يَقُولُون: فاضَتْ نَفْسُهُ مِثْلُ فَاضَتْ دَمْعَتُه.

  وقالَ أَبو زَيْدٍ، وأَبُو عُبَيْد: فَاظَتْ نَفْسُه «بالظاءِ» لُغَةُ قَيْسٍ و «بالضاد» لُغَةُ تَمِيمٍ. ومِمّا يُقَوِّي فَاظَتْ بالظّاءِ قَوْلُ الشّاعِرِ:

  يَدَاكَ يَدٌ جُودُهَا يُرْتَجَى ... وأُخْرَى لِأَعْدَائِهَا غائِظَهْ

  فأَمَّا الَّتِي خَيْرُهَا يُرْتَجَى ... فَأَجْوَدُ جُوداً مِنَ اللاَّفِظَهْ

  وأَمَّا الَّتِي شَرُّها يُتَّقَى ... فنَفْسُ العدُوِّ لها فائظَهْ

  ومِثْلُهُ قَوْلُ الحُضَيْنِ بنِ المُنْذِرِ.

  ولَا هِيَ فِي الأَرْوَاحِ حِينَ تَفِيظُ⁣(⁣١)

  وقد مَرَّتِ الأَبْيَاتُ في «غيط».

  وقال أَبُو القَاسِمِ الزَّجّاجِيّ: يُقالُ: فَاظَ المَيِّت، «بالظّاءِ»، وفَاضَت نَفْسُه، «بالضاد»، وفاظتْ نفسُه «بالظاءِ» جائِزٌ عِنْدَ الجَمِيع إِلاّ الأَصْمَعِيّ، فإِنّهُ لا يَجْمَعُ بَيْنَ الظَّاءِ والنَّفْسِ. والَّذِي أَجازَ فاظَتْ نَفْسُهُ يَحْتَجُّ بِقَوْلِ الشاعِرِ:

  كادَتِ النَّفْسُ أَنْ تَفِيظَ عَلَيْه ... إِذْ ثَوَى حَشْوَرَيْطَةٍ وبُرُودِ⁣(⁣٢)

  وقَوْلِ الآخَرِ:

  هَجَرْتُكَ لاقِلًى مِنِّي ولكِنْ ... رَأَيْتُ بَقَاءَ وُدِّكِ فِي الصُّدُودِ

  كهَجْرِ الحَائماتِ الوِرْدَ لَمَّا ... رَأَتْ أَنَّ المَنِيَّةَ فِي الوُرُودِ

  تَفِيظُ نُفُوسُهَا ظَمَأً وتَخْشَى ... حِمَاماً فَهْيَ تَنْظُرُ مِنْ بَعِيدِ

  وحَانَ فَيْظُه، وفَوْظُه، أَي مَوْتُه. على المُعَاقَبَةِ، حَكَاه اللِّحْيَانِيّ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  تَفَيَّظُوا أَنْفُسَهُمْ: تَقَيَّئوُها، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.

  والفَيْظَانُ، بالفَتْحِ: لُغَةٌ في الفَيَظَانِ، بالتَّحْرِيكِ، عن اللِّحْيَانِيّ.

فصل القاف ع الظاءِ

  [قرظ]: القَرَظُ، مُحَرَّكَة: وَرَقُ السَّلَم يُدْبَغُ بِهِ⁣(⁣٣)، كما في الصّحاح، وهو قَوْلُ اللَّيْثِ، أَو ثَمَرُ السَّنْطِ، ويُعْتَصَرُ مِنْهُ الأَقَاقِيَا.

  وقال أَبُو حَنِيفَةَ: القَرَظُ: أَجْوَدُ مَا تُدْبَغُ بِهِ الأُهُبُ فِي أَرْضِ العرَبِ، وهي تُدْبَغُ⁣(⁣٤) بِوَرَقِهِ وثَمَرِهِ. وقال مَرَّةً: القَرَظُ: شَجَرٌ عِظَامٌ، لَهَا سُوقٌ غِلاظٌ أَمْثَالُ شَجَرِ الجَوْزِ، ووَرَقُهُ أَصْغَرُ من وَرَقِ التُّفّاحِ، ولَهُ حَبٌّ يُوضَعُ في المَوَازِينِ، وهو يَنْبُتُ في القِيعَانِ، وَاحِدَتُه قَرَظَةٌ، وبِهَا سُمِّيَ الرَّجُل قَرَظَةَ، وقُرَيْظَةَ.

  قُلْتُ: وقَالَ: ابنُ جَزْلَةَ: أَقاقيَا: هو عُصَارَةُ القَرَظِ، وفِيه لَذْعٌ، وأَجْوَدُه الطَّيِّبُ الرّائحَةِ الرَّزيِنُ الصُّلْبُ الأَخْضَرُ، يَشُدُّ الأَعْضَاءَ المُسْتَرْخِيَة إِذا طُبخَ في ماءٍ وصُبَّ عَلَيْهَا.

  والقَارِظُ: مُجْتَنِيهِ وجامِعُهُ.

  والقَرّاظُ، كشَدَّادٍ: بائِعُهُ، وأَدِيمٌ مَقْرُوظٌ: دُبِغَ أَو صُبِغَ بِهِ، يُقَالُ: قَرَظَ السِّقاءَ يقْرِظُهُ قَرْظاً، أَيْ دَبَغَهُ بالقَرَظِ، أَوْ صَبَغَهُ بِهِ.

  وكَبْشٌ قرَظِيٌّ، كعَرَبِيّ وجُهَنِيٍّ، الأَخِيرُ عَلَى تَغْيِيرِ النَّسَبِ يَمَنِيٌّ، لأَنَّهَا مَنَابِتُه، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.

  والقَارِظانِ: رَجُلانِ أَحَدُهُمَا يَذْكُرُ بنُ عَنَزَةَ وهو الأَكْبَرُ، كانَ لِصُلْبِهِ، والآخَرُ عامِرُ بنُ رُهْمِ بنِ هُمَيْمِ بن يَذْكُرَ بنِ عَنَزَةَ، كَذَا ذَكَرَهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ. وقالَ غَيْرُه: هو رُهْمُ بنُ


(١) اللسان وصدره فيه. لا حفظ الرحمن روحك حيّة

(٢) البيت لمحمد بن مناذر كما في طبقات ابن المعتز ص ١٢٣ ويروى «مذ ثوى» ويروى: مذا غدا» و «إذ غدا».

(٣) كذا بالأصل عن الصحاح، والذي في المصباح أنه الحب لأن الورق لا يدبغ به.

(٤) في كتاب النبات رقم ٤١٤ وهي تدبغ بورقه، ولم يرد «وثمره» انظر ما مرّ عن المصباح.