تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خزع]:

صفحة 93 - الجزء 11

  وقالَ أَبو نَصْرٍ: ثَمَرُ العُشَرِ الخُرْفُع، حَشْوُهُ زَغَبٌ مِثْلُ القُطْنِ يُحْشَى به، ولِبَيَاضِهِ وَتَنَفُّشِه شَبَّهَ الشُّعَرَاءُ الزَّبَدَ الَّذِي يَخْطِمُ خَرَاطِيمَ الإِبِلِ به، قالَ ابنُ مُقْبِل:

  يُضْحِي عَلَى خَطْمِها مِنْ قُرْطِها زَبَدٌ ... كَأَنَّ بالرَّأْسِ مِنْهَا خُرْفُعاً نُدِفاً⁣(⁣١)

  ويُقَالُ: هو القُطْنُ المَنْدُوفُ نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ وهو قَوْلُ أَبِي عَمْرٍو، كالخِرْفِعِ، كزِبْرِج، كما زَعَمَهُ بَعضُ الرُّواةِ. وقالَ أَبو مِسْحَلٍ: القُطْنُ يُقَال لَهُ الخِرْفِع بالكَسْرِ، وأَنْشَدَ ابن بَرّيّ للراجز:

  أَتَحْمِلونَ بَعْدِي السُّيُوفَا ... أَمْ تَغْزِلونَ الخِرْفعَ المَنْدُوفَا

  * وممّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْه:

  الخِرْفُع، بِكَسْرِ الخاءِ وضَمَّ الفَاءِ: لغَةٌ في الخُرْفُع والخِرْفِعِ، كقُنْفُذٍ وزِبْرِجٍ، نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَان عن ابْنِ جِنِّي.

  [خزع]: الخَزْع كالمَنْعِ: القَطْعِ، كالتَّخْزِيعِ، يُقَال: خَزَعْتُ اللَّحْمَ خَزْعاً فانْخَزَعَ، كَقَوْلِكَ: قَطَعْته فانْقَطَعَ.

  وِخَزَّعْتهُ: قَطَّعْتهُ قِطَعاً.

  وِالخَزْع: التَّخَلُّف عن الصَّحْبِ. يُقَال: خَزَعَ فلانٌ عَنْ أَصْحابِه، إِذا تَخَلَّفَ عَنْهمْ، وكَذلِكَ تَخَرَّعَ، كما في الصّحاح، أَيْ كانَ في مَسِيرِهِمْ، فخَنَسَ عَنْهم.

  وِالخُزَاعَة، بالضَّمِّ: القِطْعَة تُقْطَعُ. وفي العُبَابِ: تُقْطَعُ من الشَّىْءِ.

  وِخُزَاعَةٌ، بِلا لام: حَيٌّ مِن الأَزْدِ، قالَ ابنُ الكَلْبِيّ: وَلَدَ حارِثَةُ بنُ عَمْرو مُزَيْقِيَاءَ بن عامِر، وهو ماءُ السّمَاءِ، رَبِيعَةَ وهو لُحَى، وأَفْصَى وَعَدِيًّا وكَعْباً، وهُمْ خُزَاعَةُ، وأُمُّهُمْ بِنْتُ أُد بن طابِخَةَ بن إِلْيَاسِ بنِ مُضَرَ، فَوَلَدَ رَبِيعَةُ عَمْراً، وهو الّذِي بَحرَ البَحِيرَةَ، وسَيِّبَ السائِبَةَ، وَوَصَلَ الوَصِيلَة، وحَمَى الحامِيّ، ودَعَا العَرَبَ إِلَى عِبَادَةِ الأَوْثانِ، وهو خُزَاعَةُ. وأُمُّهُ فُهَيْرَةُ بنتُ عامِرِ بن الحارِثِ بن مُضَاض الجُرْهُمِيّ. ومِنْهُ تَفَرَّقَتْ خُزَاعَةُ، وإِنّمَا صارَت الحِجَابَةُ إِلَى عَمْرِو بنِ رَبِيعَةَ مِنْ قِبَلِ فُهَيْرَةَ الجُرْهُمِيَّةِ، وكانَ أَبُوهَا آخِرَ مَنْ حَجَبَ مِن جُرْهُمٍ، وقد حَجَبَ عَمْرو، وهذِهِ خُزَاعَةُ سُمُّوا بِذلِكَ لأَنَّهُمْ لمَّا سارُوا مع قَوْمِهِمْ مِن مَأَرِب، فانْتَهَوْا إِلَى مَكَّةَ تَخَرَّعُوا عَنْ قَوْمِهِمْ، وأَقَامُوا بمَكَّةَ وسَارَ الآخَرُونَ إِلَى الشّامِ. وقَالَ ابْنُ الكَلْبِيّ: لأَنَّهُمْ انْخَزَعُوا من قَوْمِهِمْ حِينَ أَقْبَلُوا مِن مَأْرِب فَنَزَلُوا ظَهْرَ مَكَّةَ. وفي الصّحاحِ: لأَنَّ الأَزْدَ لَمَّا خَرَجَتْ مِن مَكَّةَ لِتَتَفَرَّقَ في البِلَادِ تَخَلَّفَتْ عَنْهُمْ خُزَاعَةُ، وأَقَامَتْ بها. قالَ الشاعِرُ:

  فلَمَّا هَبَطْنا بَطْنَ مَرَّ تَخَزَّعَتْ ... خُزاعَةُ عَنّا في حُلُولٍ كَرَاكِر

  والبَيْتُ لِحَسَّان، كَما في هَوَامِشِ الصّحاح، وهكَذَا أَنْشَدَهُ له اللَّيْثُ. والصَّوابُ أَنَّهُ لِعَوْنِ⁣(⁣٢) بنِ أَيُّوبَ الأَنْصَارِي أَحَدِ بَنِي عَمْرِو بنِ سَوادِ بنِ غَنْمٍ، كما حَقَّقَه الصّاغَانِيّ.

  وِرَجُلٌ خُزَعَةٌ، كهُمَزَةٍ، عُوَقَةٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ والصّاغَانِيّ.

  وِقالَ أَبو عَمْرٍو: الخَوْزَعُ، كجَوْهَرٍ: العَجُوز، وأَنْشَدَ:

  وِقَدْ أَتَتْنِي خَوْرَعٌ لَمْ تَرْقُدِ ... فَحَذَفَتْنِي حَذْفَةَ التَّقَصُّدِ

  وِالخَوْزَعَةُ بهاءٍ: الرَّمْلَةُ المُنْقَطِعَةُ من مُعْظَمِ الرَّمْلِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. ويُقَالُ: به خَزْعَةٌ، أَى ظَلْعٌ من إِحْدَى رِجْلَيْه، وكَذلِكَ به خَمْعَةٌ، وبِهِ خَزْلةٌ وبه قَزْلَةٌ، بمَعْنًى.

  وِالخِزْعَةُ بالكَسْرِ: القِطْعَةُ مِن اللَّحْمِ. يُقَالُ: هذِه خِزْعَةُ لَحْم تَخَزَّعْتُهَا مِن الجَزُورِ، أَي اقتَطَعْتُهَا.

  وِالخُزَاعُ، كغُرَابٍ: المَوْتُ، عَن ابنُ عَبّاد.

  وِانْخَزَعَ الحَبْلُ: انْقَطَعَ مِنْ نِصْفِهِ، ولا يُقَالُ ذلِكَ إِذا انْقَطَعَ مِنْ طَرَفِهِ.

  وِانْخَزَعَ مَتْنُهُ: انْحَنَى كِبَراً وضَعْفاً.

  وِتَخَزَّع اللَّحْمَ مِنَ الجَزُورِ: اقْتَطَعَهُ. ومِنْهُ حَدِيثُ أَنَسٍ في الأُضْحِيَّةِ: «فَتَوَزَّعُوها، أَوْ تَخَزَّعُوهَا» أَي فَرَّقُوها.

  وِتَخَزَّعَ القَوْمُ الشَّيْءَ بَيْنَهُمْ: أقْتَسَمُوُهُ قِطَعاً.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  رَجُلٌ خَزُوعٌ مِخْزَاعٌ: يَخْتَزِلُ أَمْوَال النّاسِ.


(١) بالأصل «من فرطها» والمثبت عن الديوان واللسان والتكملة.

(٢) عن معجم البلدان «مرّ» وسيرة ابن هشام ١/ ٩٤ وفي بعض نسخها «عوف» والبيت من قصيدة له. وهو أيضا في ديوان حسان ص ١١٩.