تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دفع]:

صفحة 115 - الجزء 11

  المُطْعِمُونَ الجَفْنَةَ المُدَعْدَعَه ... وِالضّارِبُونَ الهامَ تَحْتَ الخَيْضَعَهْ

  وِقالَ أبو زَيْدٍ: دَعْدَعَ بالمَعزِ خاصَّةً، إذا بالمَعزِ كما في الصّحاح.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  أَدَعَّ الرَّجُلُ، إذا كَثُرَ عِيَالُه.

  وِدَعْدَعَ الشَّيْءَ، إذا حَرَّكَهُ حَتَّى اكْتَنَزَ - كالمِكْيَالِ والجُوَالِقِ - ليَسَع الشَّيْءَ، وهو الدَّعْدَعَةُ، ودَعْدَعَت الشّاةُ الإناءَ: مَلأَتْهُ، وكَذلِك النَّاقَةُ.

  وِدَعْ دَعْ، بالفَتْحِ: لُغَةٌ في دُعْ دُعْ، بالضَّمِّ، ومنه قَوْلُ الفَرَزْدَقِ:

  دَعْ دَعْ بأَعْنُقِكَ التَّوائِم⁣(⁣١)، إنَّنِي ... في باذِجٍ - يا ابْنَ المَزَاغَةِ - عالِي

  وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: قالَ أَعْرَابِيٌّ: كم تَدُعُّ لَيْلَتُكم هذِهِ من الشَّهْرِ؟ أَيْ كَمْ تُبْقِى سِوَاهَا، قَالَ: وأَنْشَدَنَا:

  وِلَسْنَا لأَضْيافِنَا⁣(⁣٢) بالدُّعُعْ

  وامْرَأَةٌ مُدَعْدَعَةُ الخَلْخَالِ: مَمْلُوءَةُ السَّاقِ.

  [دفع]: دَفَعَهُ ودَفَعَ إلَيْهِ شَيْئاً، ودَفَعَ عَنْهُ الأَذَى والشَّرَّ، عَلَى المَثَل، كَمَنَعَ، يَدْفَعُ دَفْعَا، بالفَتْحِ، ومَدْفَعاً، كمَطْلَبٍ: أَزالَهُ بِقُوَّةٍ. ومنه قَولُهُ تَعَالَى: {وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النّاسَ}⁣(⁣٣) ومِنْ كَلامِهِمْ: «ادْفَعِ الشَّرَّ ولَوْ إصْبَعاً»، حَكَاهُ سِيبَوَيْه. وشَاهِدُ المَدْفَع قَوْلُ مُتَمِّمٍ يَرْثِي أَخَاهُ مالِكاً:

  فَقَصْرَكِ إنَّي قَدْ شَهِدْتُ فَلَمْ أَجِدْ ... بِكَفَّيَّ عَنْهُ لِلْمَنِيَّةِ مَدْفَعَا

  وفي البَصَائرِ: إذا عُدِّيَ الدَّفْعُ بإلَى اقْتَضَى مَعْنَى الأمَانَةِ⁣(⁣٤)، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ}⁣(⁣٥) وإذا عُدِّيَ بِعَنْ اقْتَضَى مَعْنَى الحِمَايَةِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا}⁣(⁣٦) وقَوْلِهِ تَعالى: {لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللهِ}⁣(⁣٧)، أَي حامٍ.

  وقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: مَدْفَع الوَادِي: حَيْثُ يَدْفَعُ السَّيْل، وهو أَسْفَلُه حَيْثُ يَتَفَرَّقُ ماؤُه.

  وِالدِّفْعَةُ، بالفَتْحِ: المَرَّةُ الواحِدَةُ.

  وِالدَّفْعَةُ بالضَّمِّ، مِثْل الدُّفْقَة⁣(⁣٨) مِنَ المَطَرِ وغَيْرِهِ، كَمَا في الصّحَاح ج: دُفَعٌ، كصُرَدٍ.

  وِالدُّفْعَةُ أَيْضَاً: ما دُفِعَ وانْصَبَّ مِن سِقَاءٍ أَوْ إناءٍ بمَرَّةٍ، نَقَلَه اللَّيْثُ، وأَنْشَد:

  أَيُّها الصُّلْصُلُ المُغِذُّ إلَى المَدْ ... فَعِ من نَهْرِ مَعْقِلٍ فالمَذَارِ

  وِكَمَقْعَد: ع، ويُقَالُ: بَل المَدْفَعُ: مَذْنَبُ الدّافِعَةِ، لأَنَّهَا تَدْفَعُ فيه إلَى الدّافِعَةِ الأُخْرَى. والمَذْنَبُ: مَجْرَى ما بَيْنَ الدّافِعَتَيْن.

  وِفي الصّحاح: المَدْفَعُ: وَاحِدُ مَدَافِعِ المِيَاهِ الَّتِى تِجْرِى فِيهَا.

  وقالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: مَدْفَعُ الوَادِي حَيْثُ يَدْفَعُ السَّيْلُ، وهو أَسْفَلَهُ حَيْثُ يَتَفَرَّق مَاؤُه. قالَ لَبِيدٌ ¥:

  فمَدافِعُ الرَّيّانِ عُرِّيَ رَسْمُهَا ... خَلَقاً، كَما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلَامُهَا

  وقَالَ سَلامَةُ بنُ جَنْدَلٍ:

  شِيبِ المَبَارِكِ مَدْرُوسٍ مَدَافِعُه ... هَابِي المَرَاغِ قَلِيلِ الوَدْقِ مَوْظُوبِ⁣(⁣٩)

  وِالمِدْفَعُ، كمِنْبَرٍ: الدَّفُوعُ، ومنهُ قَوْلُهَا، كما في الصّحاح، وفي اللِّسَانِ: يَعْنِي سَجاحِ. وفي العُبَابِ: ومِنْهُ قَوْلُ امْرَأَةٍ جَالِعَةٍ:


(١) عن الديوان ٢/ ١٦٢ وبالأصل «النوائم».

(٢) في التهذيب: لسنا لأضيافكم.

(٣) سورة البقرة الآية ٥١.

(٤) في مفردات الراغب: الإنالة.

(٥) سورة النساء الآية ٩.

(٦) سورة الحج الآية ٣٨.

(٧) سورة المعارج من الآيتين ٢ و ٣.

(٨) في القاموس: «الدُّفْعةُ» وعلى هامشه عن نسخة أخرى «الدَّفْقَةُ» بفتح الدال، وضبطت اللفظة بالضم عن الصحاح.

(٩) قال شمر قال أبو عدنان: المدروس الذي ليس في مدافعه آثار السيل من جدوبته. والموظوب الذي قد وظب على أكله أي ديم عليه. وقال أبو سعيد: مدروس مدافعه: مأكول ما في أوديته من النبات، هابي المراغ: ثائر غباره. عن التهذيب.