تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صبع]:

صفحة 261 - الجزء 11

  مُتفرِّقةً، قال الأَجْدَعُ بنُ مَالِكِ بنِ⁣(⁣١) مَسْرُوقِ بنِ الأَجْدَعِ:

  وِكَأَنَّ صَرْعَاهَا قِدَاحُ مقَامِرٍ ... ضُرِبَتْ على شَزَنٍ فهُنَّ شَوَاعِي

  وِشاعَت القَطْرَةُ من اللَّبَنِ في الماءِ، وتَشَيَّعَتْ: تَفَرَّقَتْ، وكذا شَيَّعَ فيه، أَي: تَفَرَّقَ فيه.

  وِاشْتاعَتِ النّاقَةُ بِبَوْلِها، كأَشاعَتْ: وِأَشاعَتْ: خَدَجَتْ.

  وفي الحَدِيثِ: «الشِّيَاعُ حَرَامٌ» قال ابنُ الأَثِيرِ: كذا رَوَاهُ بعضُهم، وفَسَّرَه بالمُفَاخَرَةِ بكَثْرَةِ الجِمَاع، وقال أَبو عَمْرٍو: إِنّه تَصْحِيفٌ، وهو بالسِّينِ المُهْمَلَةِ والباءِ المُوَحَّدَةِ، كما تَقَدَّم، قال: وإِنْ كان مَحْفُوظاً فلعَلّه من تَسْمِيَةِ الزَّوْجَة شاعَةً.

  وبَنَاتُ مُشَيِّعٍ: قُرًى مَعْرُوفَةٌ، قالَ الأَعْشَى:

  من خَمْرِ بَابِلَ أُعْرِقَتْ بمِزَاجِها ... أَو خَمْرِ عَانَةَ أَو بَنَاتِ مُشَيِّعا

  ويُقَالُ: هذَا شَيْعُ هذَا: للَّذِي وُلِدَ بَعْدَه ولم يُولَدْ بَيْنَهُما، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ في «ش و ع» وقَلَّدَه المُصَنِّفُ، وما يُغْنِي عن ذِكْرِه هُنَا.

  وتَشَايَعَتِ الإِبِلُ: تَفَرَّقَتْ.

  وِشَايَع بِهِم الدَّلِيلُ، فأَبْصَرُوا الهُدَى، أَي نادَى بِهِم.

  وِشَيَّعَ هذَا بهذَا: قَوّاهُ به.

  وِتَشَيَّعَهُ⁣(⁣٢) الغَضَبُ: اسْتَخَفَّه وضَرَّمَه، كما تُشَيَّعُ النّارُ، وهو مَجَازٌ.

  والحَسَنُ بنُ عَمْرٍو المَرْوَزِيُّ، وإِسماعيلُ بن يُونُسَ الشِّيعِيّانِ، بالكَسْرِ - إِلى شِيعَةِ المَنْصُور - الأَوّلُ رَوَى عن مُسْلِمِ بنِ مُقَاتِلٍ المَكِّيّ، والثّانِي شَيْخٌ للدَّارَقُطْنِيّ.

  ومُحَمّدُ بنُ عِيسَى الشِّيَعِيُّ، بفتحِ اليَاءِ: شيخٌ للحاكِمِ.

فصل الصاد المهملة مع العين

  [صبع]: الأَصْبعُ، مُثَلّثَةَ الهَمْزَةِ، ومَعَ كُلِّ حَرَكَةٍ تُثَلَّثُ الباءُ المُوَحَّدَةُ، فهي تِسْعُ لُغَاتٍ، ذَكَرَ الجَوْهَرِيُّ منها خَمْساً، وهي: بكَسْرِ الهَمْزَة وضَمِّهَا، والباءُ مفتوحةٌ فيهما، وبإِتْبَاعِ الكَسْرَةِ الكَسْرَةَ، وإِتْبَاع الضَّمَّةِ الضَّمَّةَ، وأَصْبع، كأَضْرِبُ أَنا، أَي بفتحِ الهَمْزَةِ مع كَسْرِ الباءِ، وثِنْتَانِ زادَهُمَا الصّاغَانِيُّ، وهي بكَسْرِ الأَوّلِ وضَمِّ الثّالِثِ، وبإِتْبَاعِ الفَتْحِ الفَتْحَةَ، كأَفْكَلَ، وثِنْتَانِ زَادَهُمَا المُصَنِّفُ وهما: بفَتْح الأَوَّلِ وضَمِّ الثّالِث، وبِضَمّ الأَوّلِ وكَسْرِ الثّالِث، والعَاشِرُ: أُصْبُوعٌ بالضَّمِّ، كأُظْفُورٍ وأُرْغُولٍ، وقد جَمَعَهَا في بَيْتٍ، وهُوَ:

  تَثْلِيثُ «با» إِصْبعٍ مَعْ كَسْرِ هَمْزَتِه ... من غَيْرِ قيْدٍ معَ الأُصْبُوع قد كَمُلا

  قالَ شَيْخُنَا: وقَوْلُهُ: «مع كَسْرِ هَمْزَتهِ» فيه نَظَرٌ، ولو قالَ: «مع ضَبْطِ هَمْزَتِه، بغَيْرِ قَيْدٍ» لكانَ أَنَصَّ عَلَى المُرَادِ. ويأْتي في «أُنْمُلَة» بَيْتٌ آخرُ أَعْذَبُ من هذَا. قلتُ: وهي بكَسْرِ الأَوَّلِ وضَمِّ الثّالِثِ نَادِرٌ، كُلُّ ذلِكَ عن كُرَاعٍ، في كتابَيْهِ: المُجَرَّد والمُنَضَّد، وحَكَاهُنَّ أَيْضاً اللِّحْيَانِيُّ في نَوَادِرِه عن يُونُسَ. وقال ياقُوت في المُعْجم⁣(⁣٣): في إِصْبَعِ اليَدِ ثلاثُ لُغَاتٍ جَيِّدةٌ مُسْتَعْمَلَة، وهُنَّ: إِصْبَع، ونَظَائِرُه قَلِيلَةٌ، جاءَ منه: إِبْرَم: نَبْتٌ، وإِبْيَن: اسمُ رَجُلٍ نُسِبَتْ إِلَيْه عَدَنُ [إبْيَن]⁣(⁣٤) وإِشْفَى: للمِثْقَبِ⁣(⁣٥)، وإِنْفحَةٌ. وإِصْبعٌ، كإِثْمِد، وأُصْبُعٌ، كأُبْلُم. وحَكَى النَّحْوِيُّونَ لغةً رابِعَةً ردِيئَةً، وهي أَصْبع، بفَتْحِ أَوَّله مع كَسْرِ الثّالِثِ، انْتَهَى. مُؤنَّثَةٌ فِي كُلِّ ذلِك وقد تذَكَّرُ، والغَالِبُ التَّأْنِيثُ، كما في العُبَابِ، زادَ شَيْخُنا في الإِصْبع - وفي أَسمائِها خُصُوصاً كالخِنْصَرِ والبِنْصَرِ - نَعَمْ جَزَمَ قومٌ بتَذْكِيرِ الإِبْهَامِ، وفي اللِّسَانِ رُوِيَ عن النَّبِيِّ ÷ وسَلَّمَ أَنَّهُ دَمِيَتْ إِصْبَعُه في حَفْرِ الخَنْدَقِ، فقالَ:

  هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ


(١) كذا بالأصل واللسان وفي التهذيب «أبي» وانظر نسبه في المؤتلف للآمدي ص ٤٩ وجمهرة ابن حزم ص ٣٩٤ وفيها أن الأجدع والد الفقيه مسروق. وهو الأجدع بن مالك بن أمية بن عبد الله ... بن وادعة بن عمرو ... بن همدان.

(٢) في الأساس: وقد شيّعه.

(٣) معجم البلدان: إصبع.

(٤) زيادة عن ياقوت.

(٥) في ياقوت: وهو المخصف وإنفحة.