تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صرع]:

صفحة 268 - الجزء 11

  يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صَدَعَ في مَعْنَى تَصَدَّع، لُغَةً، ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَلَى النَّسَبِ، أَي ذاتُ انْصِدَاعٍ وتَصَدُّعٍ.

  وِانْصَدَعَت الأَرْضُ بالنَّبَاتِ، وتَصَدَّعَت: انْشَقَّت.

  وِانْصَدَعَ الصُّبْحُ: انْشَقَّ عنه اللَّيْلُ، كما يُقَالُ: انْفَجَرَ، وانْفَلَقَ، وانْفَطَر.

  وِالصَّدِيعُ: الثَّوْبُ المُشقَّقُ.

  وِصَدَعَ الشَيْءَ: بَيَّنَه وفَرَّقَه.

  وِتَصَدَّعَ السَّحَابُ: تَقطَّع.

  وِصَدَعَتْهُم النَّوَى، وصَدَّعَتْهُم: فَرَّقَتْهُم، وهو مَجَازٌ.

  وِالتَّصْدَاعُ تَفْعالٌ من ذلك. قال قَيْسُ بن ذُرِيحٍ:

  إِذا افْتَلَتَتْ منك النَّوَى ذا مَوَدَّةٍ ... حَبِيباً بتَصْداعٍ من البَيْنِ ذِي شَعْبِ

  وِالصَّدْع: الفَصْل، نَقلَ ابنُ السِّكِّيت، وهو مَجَازٌ.

  وِالصادِعُ: القاضِي بينَ القوْمِ.

  وعليه صِدْعَةٌ مِنْ مالٍ، بالكَسْرِ، أَي قَلِيل.

  وِالصَّدِيعُ: نحوُ السِّتِّينَ من الإِبِلِ.

  وقال أَبو ثروَانَ: تَقُولُ: إِنَّهم على ما ترَى من صَدَعَاتِهِم⁣(⁣١) لَكِرَامٌ.

  ورَجُلٌ صَدَعٌ، بالتَّحْرِيكِ: مَاضٍ في أَمْرِه.

  وقِيلَ في قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ} أَي فَرِّقِ القَوْلَ فِيهم مُجْتَمِعِينَ وفُرَادَى.

  ودَلِيلٌ مِصْدَعٌ، كمِنْبَرٍ: مَاضٍ لوَجْهِه.

  وِتَصَدَّعُوا عنّي: تَفرَّقُوا.

  ويُقَالُ: صَدَعَه صَدْعَ الرِّدَاءِ.

  ويُقال: هو أَصْدَعُهم بالصَّوابِ، في أَسْرَع جَوَابِ.

  وِالصِّدْعُ، بالكَسْرِ: المَرْأَةُ تَصْدَعُ أَمْرَ القَوْمِ فلا تَشْعَبُه، عن ابْنِ عَبّادٍ. والصَّدِيعُ: الجَمَاعَةُ من البَقرِ.

  وِصَدَعَ اللَّيْلَ صَدْعاً: سَرَاهُ، وهو مَجَازٌ، نَقلَهُ ابنُ القَطّاعِ.

  وقالَ السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ: الصَّدِيعُ في بَيْتِ الشَّمّاخِ⁣(⁣٢): ثَوْبٌ تَلْبَسُه النَّوَّاحَةُ أَسْوَدُ تَحْتَ ثَوْبٍ أَبْيَضَ وتَصْدَعُ الأَسْوَدَ عند صَدْرِهَا، فَيَبْدُو الأَبْيَضُ: نَقَله قاسِمُ بنُ ثابِتٍ، وأَنْشدَ:

  كَأَنَّهنَّ إِذْ وَرَدْنَ لِيَعَا ... نَوّاحَةٌ مُجْتابَةٌ صَدِيعَا

  ولِيعٌ: اسمُ طَرِيقٍ⁣(⁣٣).

  [صرع]: الصَّرْعُ، بالفَتْحِ ويُكْسَر، هو الطَّرْحُ على الأَرْضِ، وفي العُبَابِ واللِّسَانِ: بالأَرْضِ، وخَصَّهُ في التَّهْذِيبِ بالإِنْسَانِ، صَارَعَهُ فصَرَعَه صَرْعاً وصِرْعاً: الفَتْحُ لِتَمِيمٍ، والكَسْرُ لِقَيْسٍ، عن يَعْقُوبَ، كما نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ كالمَصْرَعِ، كمَقْعَدٍ قال هَوْبَرٌ الحارِثِيُّ:

  بمَصْرَعِنَا النُّعْمَانَ يَوْمَ تَأَلَّبَتْ ... عَلَيْنَا تَمِيمٌ مِن شَظًى وصَمِيمِ

  وِهو مَوْضِعُه أَيضاً، قال أبو ذُؤَيْبٍ يَرثِي بَنِيه:

  سَبَقُوا هَوَيَّ وأَعْنَقُوا لِهَوَاهُمُ ... فَتُخرِّمُوا، ولكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ⁣(⁣٤)

  وِقد صَرَعَهُ، كَمَنَعَهُ، وفي الحَدِيثِ: «مثلُ المُؤْمِنِ كالخَامَةِ من الزَّرْعِ، تَصْرَعُها الرِّيحُ مَرَّةً، وتَعْدِلُها أُخْرَى» أَي تُمِيلُهَا، وتَرْمِيها من جَانبٍ إِلى جَانبٍ.

  وِالصِّرْعَةُ، بالكَسْرِ للنَّوْعِ مِثْلُ: الرِّكْبَةُ والجِلْسَة، ومنه المَثَلُ: «سُوءُ الاسْتِمْسَاكِ خَيْرٌ من حُسْنِه الصِّرْعَة» يُقَال: إِذا اسْتَمْسَك وإِنْ لم يُحْسِنِ الرِّكْبَةَ فهو خَيْرٌ من الَّذِي يُصْرَعُ صَرْعَةً لا تَضُرُّه؛ لأَنَّ الَّذِي يَتَمَاسَكُ قد يَلْحُق، والَّذِي يُصْرَعُ لا يَبْلُغُ، ويُرْوَى: حُسْنُ الصَّرْعَة، بالفَتْحِ، بمَعْنَى المَرَّةِ.


(١) في اللسان: «صداعتهم» وبهامشه: «قوله صداعتهم كذا ضبط في الأصل، ولينظر في الضبط والمعنى، وما الغرض من حكاية أبي ثروان هذه هنا».

(٢) يعني بيت عمرو بن معدي كرب المتقدم وروايته:

به السرحان مفترشاً يديه ... كأن بياض لبته صديع

(٣) قيدها ياقوت بالكسر: موضع.

(٤) ديوان الهذليين ١/ ٣ ويروى: واعنقوا لسبيلهم ففقدتهم.