تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وسع]:

صفحة 510 - الجزء 11

  وَزَعَ النَّفْسَ عَنْ هَوَاهَا يَزِعُ، كوَعَدَ يَعِدُ: كَفَّهَا، لغَةٌ في وَزَع كوَضَعَ، ذَكَرَهَا الشَّيْخُ ابنُ مالِكٍ فِي شَرْحِ الكافِيَةِ، وشَيْخُ مَشَايِخِ شُيُوخِنَا عَبْدُ القادِرِ بنُ عُمَرَ البَغْدَادِيُّ في شَرْحِ شَوَاهِدِ الرَّضِيِّ.

  وِالوُزَّاعُ، كرُمّانٍ: جَمْعُ وازِعٍ، وهُوَ المَوَكَّلُ بالصُّفُوفِ.

  وِالوَزِيعُ: اسمٌ للجَمْعِ.

  وِالأَوْزَاعُ: بُيُوتٌ مُنْتَبَذَةٌ عَنْ مُجْتَمَعِ النّاسِ، قالَ الشّاعِرُ يَمْدَحُ رَجُلاً:

  أَحْلَلْتَ بَيْتَكَ بالجَمِيعِ وبَعْضُهُم ... مُتَفَرِّقٌ ليَحُلَّ بالأَوْزَاعِ

  وِأَوْزَعَ بَيْنَهُمَا: فَرَّقَ وأَصْلَحَ.

  وِوَزُوعُ، كصَبُورٍ: اسمُ امرَأَةٍ.

  وِوازَعَهُ: مانَعَهُ.

  والشَّيْبُ وازِعٌ، وهُوَ عَلَى المَثَلِ.

  ويُقَالُ: هُوَ مُتَّزِعٌ: عَزِيزُ النَّفْسِ مُمْتَنِعٌ.

  ومِنَ المَجَازِ: تَوَزَّعَتْهُ الأَفْكَارُ، وهو مُتَوَزَّعُ القَلْبِ.

  وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: تَوَزَّعُوا ضُيُوفَهُمْ: ذَهَبُوا بِهِمْ إِلى بُيُوتِهِمْ، كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُم بطائِفَةٍ، وكَذلِكَ تَوَشَّعُوا.

  [وسع]: وَسِعَهُ الشَّيْءُ، بالكَسْرِ يَسَعُه، كيَضَعُه، سِعَةً، كدَعَةٍ وزِنَةٍ، وعَلَى الأَوَّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، وَقَرَأَ زَيْدُ بنُ عَليّ: وَلَمْ يُؤْتَ سِعَةً⁣(⁣١) بالكَسْرِ.

  وِيُقَالُ: إِنَّهُ يَسَعُنِي ما يَسَعُكَ، ولا يَسَعُنِي شَيْءٌ ويَضِيقُ عَنْكَ، ولا يَسَعُكَ [أَنْ تَفْعَلَ كَذا]⁣(⁣٢) كما في الأَساسِ، زادَ الجَوْهَرِيُّ: أَيْ: وأَنْ يَضِيقَ عَنْكَ، بَلْ مَتَى وَسِعَنِي شَيْءٌ وَسِعَكَ.

  ويُقَالُ: ما أَسَعُ ذلِكَ، أَي: ما أُطِيقُه. وهَلْ تَسَعُ هذا؟ أَي: هَلْ تُطِيقُه، وهُوَ مَجازٌ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: إِنَّمَا سَقَطَتِ الواوُ مِنْهُ في المُسْتَقْبَلِ لِمَا ذَكَرْنَاهُ في بابِ الهَمْزَةِ فِي وَطِئَ يَطَأُ. وفي النَّوَادِرِ: اللهُمَّ سَعْ عَلَيْنَا⁣(⁣٣)، أَيْ: وَسِّعْ.

  وِيُقَالُ: ليَسَعْكَ بَيْتُكَ: أَمْرٌ بالقَرارِ فيهِ، وقَدْ وَسِعَهُ بَيْتُه.

  وِيُقَال: هذا الإِناءُ يَسَعُ عِشْرِينَ كَيْلاً، أَي: يَتَّسِعُ لِعِشْرِينَ، وهذا يَسَعُه عِشْرُونَ كَيْلاً، أَي يَتَّسِعُ فيهِ عِشْرُونَ، على مِثَالِ قَوْلِكَ: أَنَا أَسَعُ هذَا الأَمْرَ، وهذا الأَمْرُ يَسَعُنِي، قالَ أَبُو زُبَيْد الطّائِيُّ:

  حَمّالُ أَثْقَالِ أَهْلِ الوُدِّ آوِنَةً ... أُعْطِيهِم الجَهْدَ مِنِّي بَلْه ما أَسَعُ

  والأَصْلُ في هذا أَنْ تَدْخُلَ فِي، وعَلَى، والّلامُ؛ لأَنَّ قَوْلَكَ: هذا الوِعَاءُ يَسَعُ عِشْرِينَ كَيْلاً، مَعْنَاه: يَسَعُ لِعِشْرِينَ كَيْلاً، أَي: يَتَّسِعُ لِذلِكَ، ومِثْلُه: هذَا الخُفُّ يَسَعُ رِجْلِي، أَيْ: يَتَّسِعُ لَهَا⁣(⁣٤)، وتَقُول: هذا الوِعَاءُ يَسَعُهُ عِشْرُونَ كَيْلاً، مَعْنَاه: يَسَعُ فيهِ عِشْرُونَ كَيْلاً، أَي يَتَّسِعُ فيهِ عِشْرُونَ كَيْلاً، والأَصْلُ في هذِهِ المَسْأَلَةِ أَنْ يَكُونَ⁣(⁣٥) بصِفَةٍ، غَيْرَ أَنَّهُمْ يَنْتَزِعُونَ الصِّفاتِ مِنْ أَشْياءَ كَثِيرَةٍ، حَتّى يَتَّصلَ الفِعْلُ إِلى ما يَلِيهِ، ويُفْضِي إِلَيْه، كأَنَّهُ مَفْعُولٌ بهِ، كقَوْلِكَ: كِلْتُكَ، ووَزَنْتُك واسْتَجَبْتُ لَكَ، ومَكَّنْتُ لكَ⁣(⁣٦).

  وِيُقَال: وَسِعَتْ رَحْمَةُ اللهِ كُلَّ شَيْءٍ، ولِكُلِّ شَيْءٍ، وَعَلَى كُلِّ شَيْءٍ وقَوْلُه تَعالَى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ}⁣(⁣٧) أَي: اتَّسَعَ، وفي الحَدِيثِ: «إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النّاسَ بأَمْوَالِكُمْ، فَلْيَسَعْهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ وَجْهٍ، وحُسْنُ خُلُقٍ» وهُوَ مَجَازٌ.

  وِالواسِعُ: ضِدُّ الضَّيِّقِ، كالوَسِيعِ، وقَدْ وَسِعَهُ ولَمْ يضِقْ عنه.

  وِالواسِعُ: في الأَسْمَاءِ الحُسْنَى اخْتُلِفَ فِيهِ، فقِيلَ: هُوَ


(١) سورة البقرة الآية ٢٤٧.

(٢) زيادة عن الأساس.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «عليه» ومثلها في التكملة والتهذيب.

(٤) الذي في التهذيب: هذا الخف يسع برجلي أي يسع لرجلي، ويسع على رجلي أي يتسع لها وعليها.

(٥) يريد حرف الجر.

(٦) العبارة في التهذيب: كقولك كلتك واستحيتك (في اللسان: واستجبتك) ومكنتك، أي كلت لك واستحيت (في اللسان: واستجبت) لك ومكّنت لك.

(٧) سورة البقرة الآية ٢٥٥.