تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ولع]:

صفحة 531 - الجزء 11

  وِاسْتَوْكَعَتْ مَعِدَتُه: اشْتَدَّتْ وقَوِيَتْ، وقِيلَ: اشْتَدَّتْ طَبِيعَتُه.

  وِاسْتَوْكَعَ السِّقاءُ: مُتِّنَ تَمْتِيناً واسْتَدَّتْ مَخارِزُه بَعْدَ ما شُرِّبَتْ⁣(⁣١)، قالَهُ اللَّيْثُ، واسْتَدَّتْ بالسِّينِ المُهْمَلَةِ عَلَى الصَّوابِ، وفي بَعْضِ النُّسَخِ بالمُعْجَمَةِ⁣(⁣٢)، وهو خَطَأٌ، وبَيْنَهَا وَبَيْنَ «اشْتَدَّتْ» جِناسٌ.

  وِالمِيكَعَةُ، بالكَسْرِ: سِكَّةُ الحِرَاثَةِ الَّتِي يُسَوَّى بِهَا خُدَدُ الأَرْضِ المَكْرُوبَةِ، ج: مِيكَعٌ قالَ الجَوْهَرِيُّ: وهِي الَّتي تُسَمّى بالفَارِسِيَّة «بَزَنْ» وقالَ غَيْرُه: هِيَ المالَقَةُ⁣(⁣٣).

  وِالمِيكَعُ: السِّقَاءُ الوَكِيعُ، كما في العُبَابِ.

  وِمَيْكَعَانُ بالفَتْحِ، كما يَدُلُّ له إِطْلاقُه، وهُوَ مَضْبُوطٌ في العُبَابِ بالكَسرِ: ع، لِبَنِي مازِنِ بنِ عَمْرِو بنِ تَمِيمٍ، قالَ حاجِبٌ:

  وِلَقَدْ أَتانِي ما يَقُولُ مُرَيْثِدٌ ... بالمَيكَعَيْنِ وللكَلامِ نَوادِ⁣(⁣٤)

  وِواكَعَ الدِّيكُ الدَّجَاجَةَ، مُوَاكَعَةً ووِكَاعاً: سَفَدَهَا، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

  وِالأَوْكَعُ: الطَّوِيلُ الأَحْمَقُ، وهِيَ وَكْعَاءُ.

  وِيُقَالُ: أَسْمَنَ القَوْمُ وأَوْكَعُوا: إِذا سَمِنَتْ إِبِلُهُمْ وغَلُظَتْ من الشَّحْمِ، واشْتَدَّتْ.

  وِأَوْكَعَ زَيْدٌ: قَلَّ خَيْرُه، وهو كِنَايَةٌ.

  وِقالَ ابنُ عَبّادٍ: أَوْكَعَ الرَّجُلُ: جاءَ بأَمْرٍ شَدِيدٍ.

  قال: وأَوْكَعَ الأَمْرُ إِيكاعاً: وَثُقَ وتَشَدَّدَ، فهُوَ - إِذن - ووَكُعَ سَوَاءٌ.

  قالَ: واتَّكَعَ الشَّيْءُ كافْتَعَلَ: اشْتَدَّ، وأَصْلُه اوْتَكَعَ، قُلِبَتِ الواوُ تاءً، ثمّ أُدْغِمَتْ، قالَ عُكّاشَةُ السَّعْدِيُّ:

  مُخْمَلَةً قَرَاطِفاً قَد اتَّكَعْ

  بِها مَقَرّاتُ الثَّمِيلاتِ النُّقُعْ⁣(⁣٥)

  وِسِقَاءٌ مُسْتَوْكِعٌ: لَمْ يَسِلْ مِنْهُ شَيْءٌ، فإِذا سالَ فهُوَ نَغِلٌ، ولا يَخْفَى أَنَّ هذا مَفْهُومٌ مِنْ قَوْلِه سابِقاً: اسْتَوْكَعَ السِّقاءُ: إِذا مَتُنَ واسْتَدَّتْ مَخارِزُه، فإِنَّهُ حِينئَذٍ لا يَسِيلُ مِنْهُ شَيْءٌ ولا يَنْضِحُ؛ لأَنَّهُ قَدْ شُرِّبَ الماءَ، فتَأَمَّلْ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ:

  عَبْدٌ أَوْكَعُ: لَئِيمٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، قالَ ابنُ بَرِّيّ: وقَدْ جَمَعُوه فِي الشِّعْرِ علَى وَكَعَةٍ، قال:

  أَحْصَنُوا أُمَّهُمُ مِنْ عَبْدِهِمْ ... تِلْكَ أَفْعَالُ القِزَامِ الوَكَعَهْ

  مَعْنَى أَحْصَنُوا: زَوَّجُوا.

  ورَجُلٌ أَوْكَعُ: يَقُولُ: لا، إِذا سُئلَ، عن أَبِي العَمَيْثَلِ الأَعْرَابِيِّ.

  ويُقَالُ: يُعْجِبُنِي وَكَاعَةُ حِمارِكَ، أَي: غِلَظُه وشِدَّتُه.

  وِالوَكِيعَةُ مِنَ الإِبِلِ: الشَّدِيدَةُ المَتِينَةُ.

  ومِنَ الأَسْقِيَةِ: ماقُوِّرَ ما ضَعُفَ مِنْ أَدِيمِهِ وأُلْقِيَ، وخُرِزَ ما صَلُبَ مِنْهُ وبَقِيَ.

  وِأَوْكَعَ السِّقَاءَ: أَحْكَمَه.

  وِاسْتَوْكَعَ الرَّجُلُ: اشْتَدَّتْ مَعِدتُه.

  وِاسْتَوْكَعَتِ الفِرَاخُ: غَلُظَتْ وسَمِنَتْ، كاسْتَوْكَحَتْ.

  وأَمْرٌ وَكِيعٌ، مُسْتَحْكِمٌ.

  وِالمِيكَعُ، بالكَسْرِ: الجُوالِقُ؛ لأَنَّهُ يُحْكَمُ ويُشَدُّ، وبهِ فُسِّرَ قَوْلُ جَرِيرٍ:

  جُرَّتْ فَتَاةُ مُجَاشِعٍ فِي مِنْقَرٍ ... - غَيْرَ المِرَاءِ - كما يُجَرُّ المِيكَعُ

  ويُقَالُ: خُتِنَ بَعْدَ ما اسْتَوْكَعَتْ قُلْفَتُه، أَي: غَلُظَتْ واشْتَدَّتْ.

  [ولع]: وَلِعَ بهِ، كوَجِلَ، يَوْلَعُ وَلَعاً، مُحَرَّكَةً، ووَلُوعاً، بالفَتْحِ، فهُوَ وَلُوعٌ، بالفَتْحِ أَيْضاً للمَصْدَرِ والاسْمِ، نَبَّه


(١) في التهذيب: «سُرِّب» وفي اللسان: «شُرِّب».

(٢) في التهذيب واللسان: «اشتدت».

(٣) المالقة قال المجد في مادة ملق: المالق كهاجر ما يملس به الحارث الأرض المثارة.

(٤) معجم البلدان «الميكعان» ونسبه لحاجب بن ذبيان.

(٥) الشطران في التكملة ونسبهما لأبي محمد الفقعسي، قال: ويقال عكاشة بن أبي مسعدة السعدي.