تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دنغ]:

صفحة 18 - الجزء 12

  الأَزْهَرِيُّ: أي: فيَذْهَبُ بِه ذَهَابَ الصَّغَارِ والذُّلِّ.

  وَالدّامِغُ: جَبَلٌ باليَمَنِ.

  وَأَدْمَغَ الرَّجُلُ طَعَامَهُ: ابْتَلَعَهُ بَعْدَ المَضْغِ، وقِيلَ: قَبْلَه.

  وَدَمَغَتِ⁣(⁣١) الأرْضُ: أَكَلَتْ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ.

  وَالدِّماغُ، ككِتَاب: سِمةٌ لِلإبِلِ في مَوْضِعِ الدَّمْغِ، نَقَلَهُ السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ، كما قالَهُ شَيْخُنا.

  قُلْتُ: وهكَذَا قَرَأْتُهُ في الرَّوْضِ عَنْدَ ذِكْرِ سِماتِ الإِبِلِ، غَيرَ أَنَّهُ قَدْ تَقَدَّمَ للمُصَنِّفِ في «د م ع» أنَّ الدِّماعَ: مِيسَمٌ في المَنَاظِرِ سائِلٌ إلى المَنْخِرِ، فلَعَلَّ ما ذَكَرَهُ السُّهَيْلِيُّ هُو هذا، وقد صَحَّفَه النُّسَاخُ حَيْثُ أَعْجَمُوا الغَيْنَ، فتَأَمَّلْ ذلِكَ.

  وَالدّامِغَانِ، بِكَسْرِ المِيمِ: مَدِينَةٌ عَظِيمَةٌ بفارِسَ، منها الإمامُ قاضِي القُضَاةِ أَبُو عَبْدِ الله⁣(⁣٢).

  [دنغ]: رَجُلٌ دَنِغٌ، ككَتِف، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَالصّاغَانِيُّ في التَّكْمِلَةِ، وأَوْرَدَهُ في العُبَابِ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أي: رَذْلٌ سافِلٌ، ج: دَنَغَةٌ مُحَرَّكَةً، وَهو نادِرٌ، لأَنَّ فَعَلَةً جَمْعاً إِنَّما هُوَ تَكْسِيرُ فاعِلٍ، وهُمْ سَفِلَةُ النّاسِ ورُذَالُهُمْ قال ابنُ دُرَيْدٍ: ويُقَالُ بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ أَيْضاً، وهُوَ الوَجْهُ. قُلْتُ: وقد تَقَدَّمَ ذلِكَ عَن الجَوْهَرِيِّ وغَيْرِه.

  [دوغ]: داغَ القَوْمُ دَوْغًا، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقال ابنُ الفَرَجِ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الكِلابِيَّ يَقُولُ: داغَ القَوْمُ ودَاكُوا: إِذا عَمَّهُمْ المَرَضُ، وهُمْ في دَوْغَةٍ مِنَ المَرَضِ ودَوْكَةٍ: إِذَا عَمَّهُمْ وآذاهُمْ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: داغَهُ الحَرُّ، أي: أَفْسَدَهُ يَدُوغُه دَوْغًا، وَمنه قَوْلُهُم: هُوَ صاحِبُ دَوْغاتٍ، أي: فَسادٍ.

  وداغَ الطَّعَامُ: رَخُصَ.

  قال: وداغَ القَوْمُ بَعْضُهُم إلى بَعْضٍ في القِتَالِ: اسْتَرَاحُوا. وقال غَيْرُه: أَصَابَتْنا الدَّوْغَةُ أي: البَرْدُ.

  وقال أَبُو سَعِيدٍ: في فُلانٍ الدَّوْغَةُ⁣(⁣٣) والدَّوْكَةُ، أي: الحُمْقُ.

  وذَكَرَ الأَطِبّاءُ في كُتُبِهمْ الدُّوغُ، بالضَّمِّ، وهو المَخِيضُ، وَهو فارِسِيُّ.

  وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: «أَحْمَقُ مِنْ دُغَةَ» فَسَيَأْتِي في المُعْتَلِّ إِنْ شاءَ اللهُ تَعَالَى.

فصل الذال المعجمة مع الغين

  هذا الفَصْلُ مَكْتُوبٌ بالحُمْرَةِ؛ لأَنَّهُ مُسْتَدْرَكٌ عَلَى الجَوْهَرِيِّ.

  [ذغغ]: ذَغَّ جارِيَتَهُ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ، وَقالَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: أي جامَعَهَا، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ في كِتابَيْهِ.

  [ذلغ]: ذَلِغَتْ شَفَتُه، كَفرِحَ تَذْلَغُ ذَلَغًا، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقَالَ ابنُ بُزُرْجَ: أي انْقَلَبَتْ وقالَ غَيْرُه: تَشَقَّقَتْ، وهُوَ أَذْلَغُ.

  وذَلَغَهَا، كمَنَعَ: جَامَعَها نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ.

  وفي نَوادِرِ الأَعْرَابِ: ذَلَغَ الطَّعَامَ ودَلَعَهُ، ولَغِفَه: أَكَلَهُ، أَوْ ذَلَغَهُ: سَغْسَغَهُ، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ، أَو الذَّلْغُ: الأَكْلُ لِمَا لانَ، كما قالَهُ ابنُ عَبّادٍ أَيْضاً.

  والأَذْلَغُ، والأَذْلَغِيُّ، والمِذْلَغُ، كمِنْبَرٍ: الذَّكَرُ، وَأَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍو:

  واكْتَشَفَتْ لِنَاشِئٍ دَمَكْمَكِ ... عَنْ وارِمٍ أَكْظَارُه عَضَنَّكِ

  تَقُولُ: دَلِّصْ ساعَةً، لا، بَلْ نِكِ ... فداسَهَا بأَذْلَغِيٍّ بَكْبَكِ

  فَصَرَخَتْ قَدْ جُزْتَ أَقْصَى المَسْلَكِ


(١) كذا بالأصل واللسان.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: قاضي القضاة أبو عبد الله، هكذا هو في النسخ التي بأيدينا بدون ذكر اسمه اهـ» والذي في لباب ابن الأثير: قاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن عليّ بن محمد الدامغاني ... توفي ببغداد سنة ٤٧٨ هـ. وكانت ولادته بالدامغان سنة ٤٠٠ هـ.

(٣) في التهذيب واللسان والتكملة: في فلان دوغة ودوكة أي حمق بحذف الألف واللام في الألفاظ الثلاثة.