تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ريغ]:

صفحة 27 - الجزء 12

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَليه:

  أَراغَهُ إِراغَةً: خادَعَهُ، وكَذلِكَ راوَغَهُ رِواغًا.

  وَرَاغَ الصَّيْدُ: ذَهَبَ ههُنَا وههُنَا، وهُوَ مَجَازٌ.

  وَفي المَثَلِ: «أَرْوَغُ مِنْ ثَعْلَبٍ» قال طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ لَعمْرِو بنِ هِنْدٍ يَلُومُ أَصْحَابَهُ في خِذْلانِهِم [إِيّاه]:

  كُلُّ خَليلٍ كُنْتُ خالَلْتُه ... لا تَرَكَ اللهُ لَه واضِحَهْ

  كُلُّهُمُ أَرْوَغُ مِنْ ثَعْلَبٍ ... ما أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بالبَارِحَهْ⁣(⁣١)!

  وَفي مَثَلٍ آخَرَ: «رُوغِي جَعارِ، وانْظُرِي أَيْنَ المَفَرّ» وَجَعَارِ: اسْمٌ للضَّبُعِ، ولا تَقُلْ: رُوغِي إلّا للمُؤَنَّثِ.

  وراغَ حاجَةً إلى فُلانٍ يَرُوغُهَا: بَغاهَا بَغْياً وشِيكاً.

  وَيُقالُ: خَيْرٌ رُواغاءُ، أي: كَثِيرٌ.

  وَيُقَالُ: هوَ يَرُوغُ عَن الحَقِّ، وطَرِيقٌ رائِغٌ زائِغٌ، وهو مَجَازٌ، ومِنْهُ حَدِيثُ الأَحْنَفِ: «فَعَدَلْتُ إلى رائِغَةٍ مِنْ رَوَائِغِ المَدِينَة» أي: طَرِيقٍ يَعْدِلُ ويَمِيلُ عَن الطَّرِيقِ الأَعْظَم.

  وَالمُرَاوَغَةُ: المُرَاوَدَةُ، تقول: ما زِلْتُ أُراوِغُهُ عَنْ كَذا، فما راغَ إِلَيْهِ، أي: أُراوِدُه⁣(⁣٢).

  وَرائِغَةُ⁣(⁣٣): مَنْزِلُ لِحَاجِّ البَصْرَةِ بَيْنَ إِمَّرَةَ وطَحْفَةَ⁣(⁣٤).

  وَقِيلَ: ماءٌ لبَنِي الحُلَيْفِ⁣(⁣٥) من بَجِيلَةَ.

  و: أَيْضاً: جَبَلٌ لغَنِيّ.

  [ريغ]: الرِّيغُ، بالكَسْرِ، أَهْمَلَهُ الجَوهَرِيُّ، وهُوَ هكَذَا في سائِرِ النُّسَخِ، وصَوَابُه: الرِّياغُ، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبَابِ وَاللِّسَان والتَّكْمِلَةِ، قالوا: قال شَمِرٌ: الرِّياغُ: الغُبارُ وَالرَّهَجُ. وقِيلَ: التُّرَابُ عامَّةً، وقِيلَ: المُدَقَّقُ مِنْهُ، قال رُؤْبَةُ يَصِفُ عَيْرًا، وأُتُنَهُ:

  وإِنْ أَثارَتْ مِنْ رِيَاغٍ سَمْلَقَا ... تُهْوِي حَوامِيهَا بِهِ مُدَقِّقَا⁣(⁣٦)

  أَرادَ أَثارَتْ رِياغًا مِنْ سَمْلَقٍ، فقَلَبَ.

  وقِيلَ: الرِّيَاغُ: النِّفارُ، قال الصّاغَانِيُّ: وثَلاثَتُهَا يَدْخُلُ في التَّرْكِيبَيْنِ، يَعْنِي هذا التَّرْكِيبَ والَّذِي قَبْلَه.

  وأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إبْرَاهِيمَ المَغْرِبِيُّ الرِّيغِيُّ بالكَسْرِ: قاضِي الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، سَمِعَ أَبَا الطّاهِرِ بنَ عَوْفٍ، وَعُمِّرَ دَهْرًا طَوِيلاً، وماتَ سنةَ ٦٤٥ وذُرِّيَّتُه بَعْدَه وأَقارِبُه: مُحَدِّثُونَ مُتَأَخِّرُونَ.

  وقال النَّضْرُ: رَيَّغَ الثَّرِيدَةَ أي: رَوَّغَها، فَتَرَيَّغَتْ بالدَّسَمِ.

  وقال العُزَيْرِيّ: المُرَيَّغُ، كمُعَظَّمٍ: الشَّيءُ المُتَرَّبُ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  تَرَيَّغَتِ اللُّقْمَةُ بالسَّمْنِ، أي: تَرَوَّتْ، قالَهُ النَّضْرُ.

  وَقالَ الأَزْهَرِيُّ: وأَحْسَبُ المَوْضِعَ الَّذِي يَتَمَرَّغُ فيهِ الدَّوابُّ سُمِّيَ مَرَاغًا مِنَ الرِّياغِ، وهو: الغُبَارُ.

فصل الزاي مع الغين

  [زبغ]: يُقَالُ: أَخَذَهُ بزَبَغِه، مُحَرَّكَةً، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وَصاحِبُ اللِّسَانِ، وقالَ ابنُ عَبّادٍ: أي: بجُمْلَتِهِ وحِدْثانِه، هكَذا نَقَلَه عَنْهُ الصّاغَانِيُّ في كِتَابَيْهِ، وهو تَصْحِيفٌ، وَالصّوابُ بِرَبَغِه بالرّاءِ، كما تَقَدَّمَ، وكانَ الجَوْهَرِيُّ | لا يَحْتَجُّ بابْنِ عَبّادٍ فِيمَا أَوْرَدَهُ في كِتَابِه.

  [زدغ]: المِزْدَغُ، كمِنْبَرٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ هُنَا، وأَوْرَدَهُ اسْتِطْرَادًا في «ص د غ» وقَالَ ابنُ عَبّادٍ: هي المِخَدَّةُ


(١) ديوانه ص ١٥.

(٢) في الأساس: أي أداوره.

(٣) في معجم البلدان «رابغة» بالباء الموحدة ... قال: وروي رايغة بالياء تحتها نقطتان وغين معجمة.

(٤) عن معجم البلدان «رابغة» وبالأصل «وملحقة».

(٥) عن معجم البلدان «رابغة» وبالأصل «الحلبس».

(٦) روايته في ديوانه ص ١١١

تهوي حواميها به مذلقا

وَالأول في التهذيب: «أثارت» بحذف «وإن».