تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صردغ]:

صفحة 42 - الجزء 12

  الصُّدْغِ، ورُبّما قالُوا: مِزْدَغَةٌ بالزّايِ، كما قالُوا للصِّراطِ: زِرَاط. وصَدَغَهُ، كمَنَعَهُ: حاذَى بصُدْغِهِ صُدْغَهُ في المَشْيِ، حَكاهُ أَبُو عُبَيْدٍ.

  وصَدَغَ النَّمْلَةَ: قَتَلَها، يُقالُ: فُلانٌ ما يَصْدَغُ نَمْلَةً، ولا يَقْصَعُ قَمْلَةً، أي: ما يَقْتُلُ مِنْ ضَعْفِه.

  ويُقَالُ: صَدَغَه عن الأَمْرِ، أي: صَرَفَهُ ورَدَّهُ، قالَهُ: الأَصْمَعِيُّ، وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: ويُقَالُ لِلفَرَسِ أو البَعِيرِ - إذا مَرَّ مُنْفَلِتًا يَعْدُو، فأُتْبِعَ لِيُرَدَّ -: اتَّبَعَ فُلانٌ بَعِيرَهُ فَما صَدَغَهُ، أي: فَما ثَنَاهُ وما رَدَّهُ، وذلِكَ إذا نَدَّ، كما في الصِّحاحِ، ورَوَى أَصْحَابُ أَبِي عُبَيْدٍ هذَا الحَرْفَ عَنْهُ بالعَيْنِ، والصَّوابُ بالغَيْنِ، كما قالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ وغَيْرُه، وعَنْ سَلَمَةَ: «اشْتَرَيْتُ سِنَّوْرًا فَلَم يَصْدَغْهُنَّ» يَعْنِي الفَأْرَ، لِأَنَّهُ لضَعْفِه لا يَقْدِرْ عَلَى شَيْءٍ، فكأَنَّهُ مَصْرُوفٌ عَنْهُ.

  والصِّداغُ، ككِتَابٍ: سِمَةٌ في مَوْضِعِ - وفي الأَساسِ عِنْدَ مُسْتَوَى - الصُّدْغ طولاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والسُّهَيْلِيُّ.

  والأَصْدَغانِ: عِرْقانِ تَحْتَ الصُّدْغَيْنِ، قال الأَصْمَعِيُّ: هُمَا يُضْرَبانِ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ في الدُّنْيَا أَبَدًا، ولا واحِدَ لَهُمَا يُعْرَفُ، كما قالُوا: المِذْرَوَانِ.

  والصَّدِيغُ كأَمِير: الصَّبِيُّ أَتَى لَهُ مِنَ الوِلَادَةِ سَبْعَةُ أَيّام، سُمِّيَ بِذلِكَ لِأنَّهُ لا يَشْتَدُّ صُدْغاهُ إلّا إلى سَبْعَةِ أَيّامٍ⁣(⁣١)، ومنه حدِيثُ قَتَادَةَ: «كانَ أَهْلُ الجاهِلِيَّةِ لا يُوَرِّثُونَ الصَّبِيَّ، يَقولُونَ: ما شَأْنُ هذا الصَّدِيغِ الَّذِي لا يَحْتَرِفُ ولا يَنْفَعُ نَجْعَلُ لَهُ نَصِيبًا مِنَ المِيرَاثِ؟!».

  والصَّدِيغُ أَيضًا: الضَّعِيفُ، وقَدْ صَدُغَ، ككَرُمَ، صَداغَةً، أي: ضَعُفَ، قال ابْنُ بَرِّيّ: وشاهِدُه قَوْلُ رُؤْبَةَ:

  إِذا المَنَايَا انْتَبْنَهُ لَم يَصْدُغِ

  أي: لَم يَضْعُفْ، وقِيلَ: هُو فَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ، من صَدَغَهُ عن الشَّيْءِ: إذا صَرَفَهُ.

  وقال ابنُ شُمَيْلٍ: بَعِيرٌ مَصْدُوغٌ، ومُصَدَّغٌ كمُعَظَّمٍ: وُسِمَ بِه، أي: بالصِّداغِ⁣(⁣٢)، ونَصُّ ابْنِ شمَيْلٍ: بَعِيرٌ مَصْدُوغٌ: وُسِمَ بالصِّداغِ، وإِبِلٌ مُصَدَّغَةٌ، وُسِمَتْ بالصِّداغِ، ففَرَّقَ بَيْنَهُما في الذِّكْر، ولو أنَّ مآلَ المَعْنَى إِلَى وَاحِدٍ، إِشارَةً إِلَى ما في الثّانِي مِنَ التَّكْثِيرِ، فتَأَمَّلْ.

  وصادَغَهُ: داراهُ، أو عارَضَهُ في المَشْي، ونَصُّ المُحِيطِ: صادَغْتُ الرَّجُلَ: إذا دارَيْتَهُ، وهِيَ المُعَارَضَةُ في المَشْيِ، وفي الأَساسِ: صَادَغْتُه: [عارَضْتُه]⁣(⁣٣) في المَشْيِ - صُدْغِي لِصُدْغِه.

  قال الصّاغَانِيُّ: والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ عَلَى عُضْوٍ منَ الأَعْضَاءِ، وعَلَى ضَعْفٍ، وقد شَذَّ عَنْهُ: صَدَغْتُه عَن الشَّيْءِ: إذا صَرَفْتَه عَنْهُ.

  قلتُ: لَيْسَ بشاذٍّ عَنْ التَّرْكِيبِ، فإِنّه مِنْ قَوْلِهِم: صَدَغَه: إذا ضَرَبَ صُدْغَهُ، ومَنْ كانَ كَذلِكَ فَقَدْ صُرِفَ، فتَأَمَّلْ.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيهِ:

  صَدَغَهُ يَصْدَغُه صَدْغًا: ضَرَبَ صُدْغَه.

  وصُدِغَ، كعُنِيَ، صَدْغًا: ضَرَبَ صُدْغَه.

  وصَدَغَ إِلَى الشَّيْءِ صُدُوغًا: مالَ، وكَذا: صَدَغَ عن طَرِيقِه: إذا مالَ.

  وصَدَغَه صَدْغًا: أَقَامَ صَدَغَه، مُحَرَّكَةً، وهُو العِوَجُ والمَيْلُ.

  [صردغ]: الصُّرْدُغَةُ، بالضَّمِّ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، والصّاغَانِيُّ، وصاحِبُ اللِسَانِ، وهِيَ مِنَ الشّاءِ كالبادِرَةِ مِنَ الإِنْسَانِ، ولَيْسَتْ لَها بادِرَةٌ، وإِنَّمَا مَكَانَهَا صُرْدَغَةٌ، وهُمَا الأُولَيَانِ تَحْتَ صَلِيفَيِ العُنُقِ، لا عَظْمَ فيهِمَا. نُقِلَ ذلِكَ عَنْ أَمَالِي أَبِي عَلِيٍّ الهَجَرِيِّ

  [صغغ]: صَغَّ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: أيْ أَكَلَ أَكْلاً كَثِيرًا.

  وصَغْصَغَ شَعَرَهُ: رَجَّلهُ، وقَد جاءَ ذلِكَ في حَدِيثِ ابْنِ عَبّاسٍ، ®، حِينَ سُئلَ عَن الطِّيبِ، للمُحْرِمِ، فقَالَ: «أَمّا أَنَا فأُصَغْصِغُهُ في رَأْسِي»، قال ابنُ الأَثِيرِ: هكذا رُوِيَ، وقالَ الحَرْبِيُّ: إِنَّمَا هُو أُسْغَسِغُه، أي:


(١) عبارة التهذيب: وقال الليث: الصديغ الولد قبل استتمامه سبعة أيام لأنه لا يشتد صدغه إلا إلى تمام السبعة.

(٢) ضبطت بكسر الصاد عن اللسان والتكملة، وضبطت في التهذيب، بالقلم، بضمها.

(٣) زيادة عن الأساس.