تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سحتب]:

صفحة 68 - الجزء 2

  وتقول: ما اسْتَبْقَى رَجُلٌ وُدَّ صَاحِبه، بِمِثْلِ ما سَحَبَ الذَّيْلَ عَلَى مَعَايِبِه.

  ومن المجَازِ أَيْضاً: السَّحْبُ بمَعْنى شِدَّةِ الأَكْلِ والشُّرْب. يقال: سَحَب يَسْحَبُ إِذَا أَكَلَ وشَرِبَ أَكْلاً وشُرْباً شَدِيداً، فهو أُسْحُوبٌ⁣(⁣١) بالضم أَي أَكُولٌ شَرُوبٌ. وأَسْحَبْتُ من الطَّعَامِ والشّرَابِ، وتَسَحَّبْتُ⁣(⁣٢): تَكثَّرت؛ لأَنَّ شأْن المَنْهُومِ أَن يَجُرَّ⁣(⁣٣) المَطَاعِمَ إِلَى نَفْسِه ويَسْتَأْثِرَ بِهَا.

  وفي لسان العرب، قال الأَزْهَرِيّ: الَّذِي عَرَفْنَاه وحَصَّلْنَاه: رَجُلٌ أُسْحُوتٌ بالتَّاءِ إِذَا كَانَ أَكُولاً شَرُوباً، ولَعَلَّ الأُسْحُوبَ «بالْبَاءِ» بِهَذَا المَعْنَى جَائِز.

  والسَّحَابَةُ: الغَيْم والتي يَكُونُ عَنْهَا المَطَر، سُمِّيَت بِذلِكَ لانْسِحَابِهَا في الهَوَاءِ أَو لِسَحْبِ بَعْضِهَا بعضاً، أَو لِسَحْبِ الرِّياح لَهَا.

  ج سَحابٌ. ونقل شيخُنا عن كِتَابِ الأَصْمَعِيّ في أَسْمَاءِ السَّحَابِ. أَنَّ السَّحَابَ اسْمُ جِنْسٍ جَمْعِيّ، واحده سَحَابَة، يُذَكَّرَ ويُؤَنَّثُ، ويُفْرَدُ ويُجْمَع وسُحُبٌ بضمتين، يجوز أَن يكون جَمْعاً لِسَحَابٍ أَو لِسَحَابَة. وفي لسان العرب: خَلِيقٌ أَنْ يَكُونَ سُحُبٌ جمعَ سَحَابٍ الذي هو جَمْعُ سَحَابة فيكون جَمْعَ جَمْع. وسَحَائِبُ جَمْعٌ لِذِي التَّاءِ مُطْلَقاً وللمُجَرَّدِ إِذا حُمِلَ على التَّأْنِيثِ، حَقَّقَه شَيْخُنا.

  ومن المَجَازِ قَوْلُهم: أَقمتُ عِنْدَه سَحَابَةَ نَهَارِي، وما زِلْتُ أَفْعَلُه سَحَابَةَ يَوْمِي أَي طُولَه فهو ظَرْفٌ مُسْتَعَارٌ. أُطْلِقَ عَلَى المُدَّةِ مَجَازاً، نقلَه ابْنُ دُرَيْد. وفي الأسَاس: قِيلَ ذلِك فِي نَهَار مُغِيمٍ، ثُمَّ ذَهَبَ مَثَلاً في كُلِّ نَهَارٍ، قال:

  عَشِيَّةَ سَالَ المِرْبَدَانِ كِلَاهُمَا ... سَحَابَةَ يَوْمٍ بالسُّيُوفِ الصَّوَارِمِ

  والسَّحَابُ: سَيْفُ ضِرار بْنِ الخَطَّابِ الفِهْرِيّ، وفِيه يَقُولُ:

  فَمَا السَّحَابُ غَدَاةَ الحَرِّ من أُحُدٍ ... بِنَاكِلِ الحَدِّ إِذْ عَايَنْتُ غَسَّانا

  ورجُلٌ سَحْبَانُ: جُرَافٌ يَجْرُفُ كُلَّ مَا مَرّ بِهِ، وبه سُمِّي سَحْبَان؛ وَهُو اسْمُ رَجُلٍ مِنْ وَائِل بَلِيغٌ لَسِنٌ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ في البَيَانِ والفَصَاحَة، فَيُقَالُ: أَفْصَحُ مِنْ سَحْبَانِ وَائِلٍ، ومِن شِعْرِه:

  لقَدْ عَلِم الحَيُّ اليَمَانُونَ أَنَّنِي ... إِذَا قُلْتُ أَمَّا بَعْدُ أَنِّي خَطِيبُها

  أَنشدَهُ ابْنُ بَرِّيّ.

  وسَحَابُ⁣(⁣٤): اسْمُ امْرَأَة، قال:

  أَيَا سَحَابُ بَشِّرِي بِخَيْرِ

  وفي الحدِيثِ: «كَانَ اسْمُ عِمَامَتِه السَّحَابَ». سُمِّيَت بِهِ تَشْبِيهاً بسَحَاب المَطَر لانْسِحَابِه في الهَوَاءِ.

  والسُّحْبَانُ: بالضَّم: فَحْلٌ نقله الصاغانيّ.

  وتَسَحَّبَ عَلَيْهِ: أَدَلَّ. وقال الأَزْهَرِيُّ: فُلَانٌ يَتَسَحَّبُ عَلَيْنَا أَي يَتَدَلَّل، وكذلك يَتَدَكَّل وَيَتَدَعَّبُ⁣(⁣٥). وفي حَدِيث سَعِيد وأَرْوَى: «فقَامَتْ فَتَسَحَّبَتْ في حَقِّه» أَي اغْتَصَبَتْه وأَضَافَتْه إِلَى حَقِّها وأَرْضِها.

  والسُّحْبَةُ بالضم: الغِشَاوَةُ.

  وفَضْلَةُ مَاءٍ تَبْقَى في الغَدِير يقال: مَا بَقِي في الغَدِير إِلَّا سُحَيْبَةٌ منْ مَاءٍ أَي مُوَيْهَة قَلِيلَة. كالسُحابة بالضَّمِّ.

  [سحتب]: السَّحْتَبُ كجَعْفَرٍ هو بالتَاء المثناة الفوقية كما في نُسْخَتِنَا، والَّذِي في لِسَان العَرب بالنُّونِ بَدَلَ التَّاءِ⁣(⁣٦)، وقد أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقال ابْنُ دُرَيْد: هو الجَرِئُ المُقْدِمُ. واسْمٌ. وهَذَا مَعْنَاهُ نَقَله الصَّاغَانِيّ.

  [سخب]: السَّخَبُ مُحَرَّكَةً: الصَّخَبُ، وهو الصِّيَاحُ.

  السِّين لُغَةٌ في الصَّاد، وهُمَا في كُلِّ كَلِمَة فيها خاءٌ جائِز.


والذلذل والذلذلة بفتح ذالهما الأولى ولا مهما وكعلبط وعلبطة وهدهد وزبرج وزبرجة أسافل القميص الطويل. فإضافته للريح مجاز.

(١) اللسان كالأصل، وفي الأساس: سحوب.

(٢) الأساس: سحبتُ وتسحبّتُ.

(٣) الأساس: يجتر.

(٤) في اللسان: سحابة.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله يتدكل قال الجوهري: تدكل الرجل، أي تدلل وهو ارتفاع الإنسان في نفسه اه».

(٦) الذي في اللسان سحتب كالأصل، وفي مادة مستقلة: السَّحْتَبُ: الجريء الماضي.