تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عكف]:

صفحة 396 - الجزء 12

  ظبْيٌ أَعْقَفُ: مَعْطُوفُ القُرُونِ.

  وَالعَقْفاءُ من الشِّياهِ: الَّتِي الْتَوَى قَرْناها على أُذُنَيْها.

  وَشَوْكَةٌ عَقِيفَةٌ: أي مَلْوِيَّةٌ كالصِّنّارَةِ.

  وَشَيْخٌ مَعْقُوفٌ: انْحَنَى من شِدَّةِ الكِبَرِ.

  وَالتَّعْقِيفُ: التَّعْوِيجُ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  وَالعَيْقُفانُ، على فَيْعُلان: نَبْتٌ كالعَرْفَجِ، له سَنِفَةٌ كسَنِفَة الثُّفاءِ⁣(⁣١)، عن أبي حَنِيفَةَ.

  وَعُقْفانُ بنُ قَيْسِ بنِ عاصِمٍ: شاعِرٌ.

  [عكف]: عَكَفَه يعْكُفُه بالضَّمِّ ويَعْكِفُه بالكَسْرِ عَكْفاً: حَبَسَه ووَقَفَه، ومنه قَوْلُه تَعالَى: {وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً}⁣(⁣٢).

  يُقال: ما عَكفَكَ عن كَذا؟ قالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وفي التَّهْذِيبِ: يُقالُ: عَكَفْتُهُ عَكْفاً، فعَكَفَ يَعْكُف عُكُوفاً، وهو لازِمٌ وَواقِعٌ، كما يُقال: رَجَعْتُه فرَجَعَ، إِلا أَنّ مَصْدَرَ اللّازمِ العُكُوفُ، ومَصْدَر الواقِعِ العَكْفُ، وأَما قولُه تعالى: {وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً} فإِن مُجاهِداً وعَطاءً قالا: مَحْبُوساً.

  وعَكَفَ عليه يَعْكِفُ، ويَعْكُفُ عَكْفاً، وعُكُوفا: أَقْبَلَ عليهِ مُواظِباً لا يَصْرِفُ عنه وَجْهَه، وقيل: أَقامَ، ومنه قوله تعالى: {يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ}⁣(⁣٣) أي: يُقِيمُون، وقَرَأَ الكُوفِيُّون غيرِ عاصِمٍ: «يَعْكِفُون» بكسرِ الكافِ، والباقُونَ بضَمِّها.

  وعَكَفَ القَوْمُ حولَه: اسْتَدارُوا وقال العَجّاجُ:

  عَكْفَ النَّبِيطِ يلْعَبُونَ الفَنْزَجَا

  وكذا عُكُوفُ الطَّيْر حَوْلَ القَتِيلِ أَنْشَد ثَعْلَبٌ:

  تَذُبُّ عَنْه كَفٌّ بها رَمَقٌ ... طَيْرًا عُكُوفاً كزُوَّرِ العُرُسِ

  يعنِي بالطَّيْرِ هُنا الذِّبّانَ، فجَعَلَهم طَيْرًا، وشَبَّهَ اجْتماعَهُنَّ للأَكْلِ باجْتماعِ الناسِ للعُرْسِ، وقالَ عَمْرُو بنُ كُلْثُوم:

  تَرْكَنا الطَّيْرَ عاكِفَةً عَلَيهِ ... مُقَلَّدَةً أَعِنَّتَتهَا صُفُونَا⁣(⁣٤)

  ويُقالُ: عَكَفَ الجَوْهَرُ في النَّظْمِ: إذا اسْتَدارَ فيه كما في الصِّحاحِ.

  وعكَف فلانٌ في المَسْجِدِ واعْتَكَفَ: أقام به ولازمَهُ، وَحَبَسَ نَفْسَه فيهِ لا يَخْرُجُ منه إلّا لحاجَةِ الإِنسانِ، قال الله تَعالَى: {وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ}⁣(⁣٥) وفي الحَدِيثِ: أَنّه «كانَ يَعْتَكِفُ في المَسْجِدِ».

  وعَكَفَ: رَعَى.

  [وعكف: أَصْلَحَ] *.

  وعَكَف: تَأَخَّرَ.

  وقَوْمٌ عُكُوفٌ بالضمِّ: أي عاكِفُونَ أيْ: مُقِيمُون مُلازِمُون لا يَبْرَحُونَ، قال أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الأَثافيَّ:

  فَهُنَّ عُكُوفٌ كَنَوْحِ الكَرِي ... مِ قد شَفَّ أَكْبادَهُنَّ الهَوِيُّ⁣(⁣٦)

  وعَكّافٌ، كشَدَّادٍ: ابنُ وَدَاعَةَ الهِلالِيُّ الصَّحابِيُّ ¥، وهو الَّذِي قالَ له «يا عَكّافُ أَلَكَ شاعَةٌ؟» أي: زَوْجَةٌ، وقد تَقَدَّم، والحديثُ قَوِيٌّ.

  وقال ابن عبّادٍ: العكفِ ككتِفٍ: الجعْدُ من الشَّعَرِ.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: عُكَيْفٌ كزُبَيْرٍ: اسمٌ.

  وشَعَرٌ معْكُوفٌ: أي مَمْشُوطٌ مَضْفُورٌ قال اللَّيْثُ: قَلَّما يَقُولُونَ: عَكِفٌ، وإِن قِيلَ كانَ صواباً.

  قال: وعُكِّفَ النَّظْمُ تَعْكِيفاً: إذا نُظِمَ ونَصُّ اللَّيْثِ: نُضِّدَ⁣(⁣٧) فِيه الجَوْهرُ قال الأَعْشَى:

  وَكأَنَّ السُّمُوطَ عَكَّفَها السِّلْ ... كُ بِعطْفَيْ جعيْداءَ أُمِّ غَزالِ

  أي: حبَسَها، ولَم يَدَعْها تَتَفَرَّقُ.


(١) عن اللسان وبالأصل «السفاء».

(٢) سورة الفتح الآية ٢٥.

(٣) سورة الأعراف الآية ١٣٨.

(٤) من معلقته برواية «تركتا الخيل».

(٥) سورة البقرة الآية ١٨٧.

(*) ساقطة من الكويتية.

(٦) ديوان الهذليين ١/ ٦٧ وبالأصل «لنوح الكريم» والمثبت رواية الديوان.

(٧) عن اللسان وبالأصل «نص».