تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أفق]:

صفحة 6 - الجزء 13

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليهِ:

  أَزَقْتُه أَزْقاً: ضَيَّقْتُه، فأَزَقَ هو؛ أَي: ضاقَ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ، نقله شَيْخُنا.

  * ومما يستدرك عليه:

  [أَسق]: المِئْساقُ: الطَّائِرُ الذي يُصَفِّقُ بجنَاحَيْهِ إِذا طار، ذكره صاحبُ اللِّسانِ هكَذا، وأَهْمَلَه الجَماعةُ، ويُقَوِّي قولَهُم: إِنَّ أَصْلَه الهَمْزُ جَمْعُهُم له على مآسِيقَ لا غيرُ، قالَهُ ابنُ سِيدَه، وسيأْتِي في «و س ق».

  * ومما يستدرك عليه أَيضاً:

  [استبرق]: اسْتَبْرَقُ؛ أَورَدَه الجَوْهَرِيُّ في «برق» على أَنَّ الهَمْزَةَ والسينَ والتّاءَ من الزَّوائِدِ، وذَكَرَه أَيضاً في السِّينِ والرّاءِ، وذَكَرَه الأَزْهريُّ في خُماسيِّ القافِ على أَنَّ هَمْزَتَها وحْدَها زائِدةٌ، وصَوَّبَه، وسيأْتِي الكَلامُ عليه فيما بَعْدُ.

  [أشق]: الأُشَّقُ، كسُكَّرٍ أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقال الصّاغانِيُّ: ويُقالُ: وُشَّقٌ بالواو أَيضاً وقالَ اللَّيْثُ ويُقالُ: أُشَّجٌ أَيضاً بالجيمِ بدلَ القافِ، وهكذا يُسَمّى بالفارِسيّةِ، وقد ذُكِرَ في مُوْضِعِه: صَمْغُ نَباتٍ كالقِثَّاءِ شَكْلاً، وغَلِطَ مَنْ جَعَلَه صَمْغَ الطُّرْثُوثِ فيه تَعْرِيضٌ على الصّاغَانِيِّ، حيثُ جَعَلَه صَمْغَ الطُّرْثُوثِ مُلَيِّنٌ مُدِرُّ مُسَخِّنُّ مُحَلِّلُ، تِرْياقٌ للنَّسَا والمَفاصِلِ، ووَجَعِ الوَرِكَيْنِ شُرْباً مِثْقالاً ومَرَّ له في الجِيِم أَنّه صَمْغٌ كالكُنْدُرِ، وفي العُبابِ: يُلْزَقُ به الذَّهَبُ على الرَّقِّ، قالَ: هو دَواءٌ كالصَّمْغِ، دَخِيلٌ في العَرَبِيَّةِ، وقد ذَكَرَه المُصَنِّفُ في أَرْبَعَةِ مَواضِعَ، وهو المَعْرُوفُ الآنَ بمصرَ «بقَنَا وَشَقْ».

  [أفق]: الْأُفُقُ، بالضَّمِّ، وبضَمَّتَيْنِ كعُسْرٍ وعُسُرٍ: النّاحِيَةُ، ج: آفاقٌ قالَ الله تَعالَى: {وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى}⁣(⁣١) وقالَ ø: {سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ}⁣(⁣٢) وقد جَمَعَ رُؤْبَةُ بينَ اللُّغَتَيْنِ:

  ويَغْتَزِي⁣(⁣٣) مِنْ بَعْدِ أُفْقٍ أُفُقَا

  قالَ شيخُنا: وذَكَرُوا في الْأُفْقِ بالضمِّ أَثَّه استُعْمِلَ مُفْرَداً وجَمْعاً، كالفُلْكِ، كما في النِّهاية، قلتُ: وبه فُسِّرَ بَيْتُ الْعَبَاسِ ¥ يمدحُ النبيَّ :

  وأَنْتَ لمّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ الْ ... أَرْضُ وضاءَتْ بِنُورِكَ الْأُفْقُ

  ويُقال: إِنَّه إِنَّما أَنَّثَ الْأُفُقَ ذَهاباً إِلى النّاحِيَةِ، كما أَنَّثَ جَرِيرٌ السُّورَ في قولِه:

  لمّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَضَعْضَعَتْ ... سُورُ المَدِينَةِ والجِبالُ الخُشَّعُ

  أَو الأُفُقُ: ما ظَهَرَ مِنْ نَواحِي الفَلَكِ وأَطْرافِ الأَرْضِ.

  أَو الأُفُقُ: مَهَبُّ الرِّياح الأَرْبَعَة: الجَنُوبِ، والشَّمالِ، والدَّبُورِ، والصَّبَا.

  والأُفُق: ما بَيْنَ الزِّرَّيْنِ المُقَدَّمَيْنِ في رُواقِ البَيْتِ.

  وأُفُقُ البَيْتِ من بُيوتِ الأَعْرابِ: نَواحِيهِ ما دُونَ سَمْكِه.

  وهو أَفَقِيٌّ، بفَتْحَتَيْنِ لمن كانَ من آفاقِ الأرْضِ⁣(⁣٤)، حكاه أَبو نَصْرٍ، كما في الصِّحاحِ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وهو عَلَى غَيْرِ قِياسٍ. وقالَ الجَوْهَرِيُّ: بعضُهُم يَقُولُ: أُفُقِيٌّ بضَمَّتَيْنِ وهو القِياسُ، قالَ شيخُنا: النَّسَبُ للمُفْردِ هو الأَصْلُ في القَواعِدِ، وبقيَ النظَرُ في قولِ الفُقَهاءِ في الحَجِّ ونحوه آفاقِيُّ هل يَصِحُّ قِياساً على أَنْصارِيٍّ ونحوِه، أَو لا يَصِحُّ بناءً على أَصلِ القاعِدَةِ؟ والنِّسْبَةُ إِلى الجمعِ مُنْكَرَةٌ، أَطالَ البحثُ فيهِ ابنُ كَمال باشا في الفَرائِدِ، وأَوْرَدَ الوَجْهَيْنِ، ومالَ إِلى تَصْحِيحِ قولِ الفُقَهاءِ، وذَهَبَ النَّوَوِيُّ إِلى إِنْكارِ ذلِكَ وتَلْحِينِ الفُقَهاءِ، والأَوّلُ عندِي صَوابٌ ولا سِيَّما وهُناكَ مواضِعُ تُسَمَّى أُفُقاً تَلْتَبِسُ النِّسْبَةُ إِلَيْها، والله أَعلمُ.

  ورَجُلٌ أَفّاقٌ كشَدّادٍ: يَضْرِبُ في الآفاقِ: أَي نَواحِي الأَرْضِ مُكْتَسِباً ومنه حَدِيثُ لُقْمَانَ بنِ عادٍ: «صَفّاقٌ أَفّاقٌ».

  وفَرَسٌ أُفُقٌ، بضَمَّتَيْنِ: أَي رائِعٌ يُقالُ للذَّكَرِ والأُنْثَى كما في الصِّحاحِ، وأنْشَدَ للشّاعِرِ المُرادِيّ، هو عَمْرُو بنُ قِنْعاس:


(١) سورة النجم الآية ٧.

(٢) سورة فصلت الآية ٥٣.

(٣) عن الديوان ص ١١٤ وبالأصل: «ويعتري» وقد تقدم في مادة أبق مع شطر آخر.

(٤) أي نواحيها، وهو قول الأصمعي كما في التهذيب. وقال ابن السكيت أَفَقي إذا أضفته إلى الآفاق.