تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ألق]:

صفحة 9 - الجزء 13

  سَقَى بَطْنَ العَقِيقِ إِلى أُفاقٍ ... فَفاثُورٍ إِلى لَبَبِ الكَثِيبِ⁣(⁣١)

  وقال نَهْشَلُ بنُ حَرِّيٍّ:

  يَجُرُّونَ الفِصالَ إِلى النَّدامَى ... برَوْضِ الحَزْنِ من كَنَفَيْ أُفاقِ

  والأَفِيقَةُ كَكَنِيسَةٍ: الأَفِيكَةُ، أَو هِيَ الدَّاهِيَةُ المُنْكَرَةُ.

  وقال الأَصْمَعِيُّ: يُقالُ: تَأَفَّقَ بِنَا فلانٌ: أَي أَتانَا من أُفُقٍ قال أَبو وَجْزَةَ:

  أَلَا طَرَقَتْ سُعْدَى فكَيْفَ تأَفَّقَتْ ... بِنَا وهي مِيسانُ اللَّيالِي كَسُولُها

  وقِيلَ: تَأَفَّقَتْ: أَلَمَّتْ بِنَا، وأَتَتْنَا.

  * ومما يُسْتَدْرَك عليه:

  أَفَقَه يَأْفِقُه: إِذا سَبَقَه في الفَضْلِ، وكَذا أَفَقَ عليهِ، قال الكُمَيْتُ:

  الفاتِقُونَ الرّاتِقُو ... نَ الآفِقُونَ على المَعاشِرْ

  وأَفَقَ يأْفِقُ: أَخَذَ مِن الآفاقِ.

  وقالَ الأَصْمَعِيُّ: بَعِيرٌ آفِقٌ، وفَرَسٌ آفِقٌ: إِذا كانَ رائِعاً كَرِيماً، والبَعِيرُ عَتِيقاً كَرِيماً.

  وفَرَسٌ آفِقٌ، قُوبِلَ من آفِقٍ وآفِقَةٍ: إِذا كانَ كَرِيمَ الطَّرفَيْنِ، كما في الصِّحاحِ.

  قال ابنُ بَرِّيّ: والأَفِيقُ من الإِنْسانِ، ومن كُلِّ بَهِيمَةٍ: جِلْدُه، قال رُؤْبَةُ يصِفُ سَهْمَاً:

  يَشْقَى بهِ صَفْحُ الفَرِيصِ والأَفَقْ

  وفي نَوادِرِ الأَعْراب: تَأَفَّقَ بهِ، وتَلَفَّقَ: لَحِقَه.

  [ألق]: أَلَقَ البَرْقُ يَأْلِقُ من حَدّ ضَرَبَ أَلْقاً بالفَتْحِ وإِلاقاً، ككِتابٍ: إِذا كَذَبَ قالَه أَبو الهَيْثَمِ فهو أَلَّاقٌ كشَدّادٍ: كاذِبٌ، لا مَطَرَ فيهِ.

  والإِلاقُ كَكِتابٍ: البَرْقُ الكاذِبُ الذِي لا مطَرَ له قال النّابِغَةُ [الجَعْدِيُّ] ¥ وَجَعَلَ الكَذُوبَ إِلاقاً:

  ولَسْتُ بذِي مَلَقٍ كاذِبٍ ... إِلاقٍ كبَرْقٍ مِنَ الخُلَّبِ

  والإِلْقُ، بالكَسْرِ: الذَّئْبُ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وهو قولُ ابنِ الأَعْرابِيَّ، وكذلك الإِلْسُ، قالَ والإِلْقَةُ: الذِّئْبَةُ وجَمْعُها إِلَقٌ، قال رُؤْبَةُ:

  جَدَّ وجَدَّتْ إلْقَةٌ مِن الإِلَقْ

  ورُبّما قالُوا: القِرْدَةُ إِلْقَةٌ، وذَكَرُها قِرْدٌ ورُبَّاحٌ لا إِلْقٌ قالَ بِشْرُ بنُ المُعْتَمِرِ:

  وإِلْقَةٌ تُرْغِثُ رُبّاحَهَا ... والسَّهْلُ والنَّوْفَلُ والنَّضْرُ

  وقالَ اللَّيْثُ: الإِلْقَةُ يُوصَفُ بِها المَرْأَةُ الجَرِيئَةُ لخُبْثِها.

  والأَوْلَقُ: الجُنُونُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وهو قَوْلُ الرِّياشِيِّ، قال الجَوْهَريُّ: هو فَوْعَلٌ، قالَ: وإِن شِئْتَ: جَعَلْتَه أَفْعَلَ؛ لأَنَّه يُقالُ: أُلِقَ الرَّجُلُ كعُنِيَ أَلْقاً فهو مَأْلُوقٌ، على مَفْعُولٍ، أَي: جُنَّ، قالَ الرِّياشِيُّ: وأَنْشَدَنِي أَبو عُبَيْدَةَ:

  كأَنَّما بي مِنْ إِرانِي أَوْلَقُ⁣(⁣٢)

  وقالَ رُؤْبَةُ:

  كأَنَّ بِي مِنْ أَلْقِ جِنٍّ أَوْلَقَا

  والأَوْلَقُ: سَيْفُ خالِدِ بنِ الوَلِيدِ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنه وهو القائِلُ فيه:

  أَضْرِبُهُمْ بالأَوْلَقِ ... ضَرْبَ غُلامٍ مُمْئِقِ

  بصارِمٍ ذِي رَوْنَقِ

  والمَأْلُوقُ: المَجْنُونُ هو من أُلِقَ كعُنِيَ كالمُؤَوْلَقِ على مُفَوْعَلٍ، وذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ في صُورَةِ الاسْتِدْلالِ على أَنَّ الأَوْلَقَ وزْنُه فَوْعَلٌ، قال: لأَنَّه يُقالُ للمَجْنُونِ: مُؤَوْلَقٌ.

  قلتُ: وهو مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ، كما تَقُولُ: جَوْهَرٌ ومُجَوْهَرٌ، وذَهَبَ الفارِسِيُّ إِلى احْتِمَالِ كَوْنِه أَفْعَلَ، بزيادةِ الهَمْزَةِ، وأَصالَةِ الواوِ، وهو القَوْلُ الثّانِي الذي ساقَهُ الجَوْهَرِيُّ بقولِه: وإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ الأَوْلَقَ أَفْعَلَ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: قالَ بعضُ النَّحْويِّين: أَوْلَقُ أَفْعَل، وهذا غَلَطٌ عِنْدَ البَصْرِيِّينَ؛


(١) بالأصل «فعا ثور إلى السبب» والمثبت عن معجم البلدان.

(٢) نسب بحواشي المطبوعة الكويتية إلى الزفيان السعدي.