تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خدرق]:

صفحة 103 - الجزء 13

  الحَسَنِ عليُّ بنُ عَبْدِ الله الصُّوفِيُّ الخَبَاقِيُّ، سَمعَ بالشامِ والعِراقِ، ورَوَى عن أَبِي سَعْدٍ إِسماعيلَ بنِ عبدِ القاهِرِ الجُرْجانِيِّ، وأَبي الحَسَن⁣(⁣١) الطُّورِيِّ، سمع منه أَبُو سَعْد بنُ السَّمْعانِيّ، توفي سنة ٥١٩.

  وتَخَبَّقَ الشيءُ: ارْتَفَع وعَلَا عن ابنِ عَبّادٍ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الخَبْقَةُ: الأَرْضُ الواسِعَة.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: خُبَيْقٌ: تَصْغِيرُ خَبْقٍ، وهو الطُّول.

  والخِبِقَّةُ، بكسرتين مُشَدَّدَ القافِ: القَصِيرُ.

  [خدرق]: الخَدَرْنَقُ كسَفَرْجَلٍ: الذَّكَرُ هكَذا في سائِرِ النُّسَخ، وهو يُوهِمُ أَنه ذَكَرُ الرَّجُلِ، كما هو مَفْهُومُ الإِطلاقِ، وليسَ كذلِك، بل الصّوابُ أَنَّه الذَّكَرُ من العَنْكَبُوتِ خاصَّةً، كما هو في العُبابِ واللِّسان.

  وقال أَبُو عُبَيْدٍ: هو العَنْكَبُوتُ ولم يَخُصَّ به الذَّكَرَ، أَو العَظِيمُ الضَّخْمُ منها كما قالهَ أَبو مالِكٍ، وأَنْشدَ أَبو عُبَيْدِ للزَّفَيانِ:

  ومَنْهَلٍ طامٍ عليه الغَلْفَقُ ... يُنِيرُ أَو يُسْدِي به الخَدَرْنَقُ

  قالَ الجَوْهَرِيُّ: وإِذا جَمَعْتَ حَذَفْتَ آخرَه، فقُلْتَ: الخَدارِنُ.

  [خدنق]: كالخَدَنَّقٍ، كَعَملَّسٍ أَهمله الجَوْهَرِيُّ، واسْتَدْرَكَهُ ابنُ عَبّادٍ وابنُ جِنِّي، وهو ذَكَر العَناكِب.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  [خذنق]: الخَذَنَّقُ، كعَمَلَّسٍ، والذالُ مُعجَمَةٌ: ذكَرُ العَناكِبِ، عن ابنِ جِنِّي وَحْدَه.

  [خذرق]: والخَذَرْنَقُ، بالذّالِ المُعْجَمة، أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هو ذَكَرُ العَناكِبِ.

  وقالَ اللَّيْثُ: رَجُلٌ خِذْراقٌ بالكَسْرِ ومُخَذْرِقٌ: سَلّاحٌ أَي: كثير السَّلْحِ، قال:

  صاحِبُ حانُوتِ إِذا ما اخْرَنْبَقَا ... فيهِ عَلاهُ سُكْرُه فخَذْرَقَا

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: خُذارِقٌ كعُلابِطٍ: ماءَةٌ مِلْحَةٌ للعَرَبِ بتِهامَةَ، سُمِّيَتْ بذلِكَ لأَنَّها تُسْلِحُ شارِبَها حَتَّى يُخَذْرِقَ، أَي: يَسْلَحَ كما في العُبابِ⁣(⁣٢).

  [خذق]: خَذَقَ الطّائِرُ يَخْذُقُ من حدِّ نَصَرَ، زاد اللَّيْثُ ويَخْذِقُ من حدِّ ضَرَب: ذَرَق وكذلِكَ مَزَقَ، نَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ، وهو قَوْلُ الأَصْمَعِيِّ أَو يَخُصُّ البازِيَّ قالَ ابنُ سِيدَه: الخَذْقُ للبازِيِّ خاصَّةً، كالذَّرْقِ لسائِرِ الطَّيْرِ، وعَمَّ به بَعْضُهم.

  وخَذَقَ الدّابَّةَ: إِذا نَخَسَها بحَدِيدَةٍ وغيرِها؛ لتَجِدَّ في سَيْرِها.

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الخَذّاقُ، كشَدّادٍ: سَمَكَةٌ لها ذَوائِبُ كالخُيُوطِ إِذا صِيدَتْ خَذَقَتْ في الماءِ أَي: ذَرَقَتْ.

  وخَذّاقٌ: والِدُ يَزِيدَ الشّاعِرِ العَبْدِيِّ.

  والخَذْقُ: الرَّوْثُ ومقتَضَى إِطْلاقِه أَنّه بالفَتْحِ، ومثلُه في العُبابِ والصِّحاحِ، وقد جاءَ في الرَّجَزِ الَّذِي أَنْشَدَه اللَّيْثُ:

  مِثْل الحُبارَى لَمْ تَمالَكْ خَذَقَا

  بالتَّحْرِيكِ، فانْظُر ذلِكَ، وفي الصِّحاحِ: قيلَ لمُعاوِيَةَ: أَتذْكُرُ الفِيلَ؟ قال: أَذْكُرُ خَذْقَه، يَعْنِي رَوْثَه قالَ ابنُ الأَثيرِ: هكَذا جاءَ في كتاب الهَرَوِيِّ والزَّمَخْشَرِيِّ وغيرِهما عن مُعاوِيَة وفيه نَظَرٌ؛ لأَنَّ مُعاوِيَةَ يَصْبُو عن ذلِكَ؛ لأَنَّهُ وُلِدَ بعدَ الفيلِ بأَكثرَ من عِشْرِينَ سَنَةً، فكيفَ يَبْقَى رَوْثُه حَتّى يراهُ؟ وإِنَّما الصَّحِيحُ قُباثُ⁣(⁣٣) بنُ أَشْيَم؛ قِيلَ له: أَنتَ أَكْبَرُ أَمْ رَسُولُ اللهِ ؟ قال: هو أَكبَرُ مِنِّي، وأَنا أَقْدَمُ منه في المِيلادِ، وأَنا رَأَيْتُ خَذَقَ الفِيلِ أَخْضَرَ مَحِيلاً، قالَ صاحِبُ اللِّسانِ: ويُحْتَمَلُ أَنْ يكونَ ما رَواه الهَرَوِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ صَحِيحاً أَيضاً، ويكونُ مُعاوِيَةُ لمَّا سُئلَ عن ذلِكَ، قالَ أَذْكُر خَذْقَه، ويَكونُ كَنَى بذلِكَ عن آثارِهِ السَّيِّئَة، وما جَرَى منه


(١) في اللباب ومعجم البلدان: «أبي الحسين الطيوري» وفي اللباب: بن الطيوري.

(٢) ومثله في التكملة ومعجم البلدان، وقال الأصمعي: ولكنانة بالحجاز ماء يقال له خذارق.

(٣) ضبطت عن اللسان، وفي القاموس: وقباث كسحاب بن أشيم، صحابي.