تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خقق]:

صفحة 119 - الجزء 13

  يَقُول: يَغْزُو عَلَى هذا الفَرَسِ، فيَغْنَمُ مَرَّةً، ولا يَغْنَمُ أُخْرَى.

  وأَخْفَقَ الصائِدُ: إِذا رَجَعَ ولم يَصِدْ.

  وقالَ أَبو عمرٍو: أَخْفَق فُلاناً: إِذا صَرَعَه.

  ويُقال: طَلَب حاجَةً فأَخْفَقَ: إِذا لم يُدْرِكْها عن أَبِي عُبَيْدٍ.

  ومُخَفِّقٌ، كمُحَدِّث: ع قالَ رُؤْبَةُ:

  ولا مَعِي مُخَفِّق فعَيْهَمُهْ ... والحِجْرُ والصَّمّانُ يَحْبُو وَجَمُهْ

  وَجَمُه، أَي: أَغْلَظُه.

  * ومما يُسْتَدركُ عليه:

  الخَوافِقُ، والخافِقاتُ: الرّاياتُ والأَعلامُ.

  وأَخْفَقَ الفُؤادُ، والرِّيحُ، والبَرْقُ، والسَّيْفُ، والرَّايَةُ: مثلُ خَفَقَ، عن ابْنِ سِيدَه.

  ويُقالُ: سَيْرُ اللَّيْلِ الخَفْقَتانِ، هما أَوَّلُه وآخِرُه، وسَيْرُ النَّهارِ البَرْدانِ، أَي: غُدْوَةً وعَشِيَّةً.

  وأَرْضٌ خَفّاقَةٌ: يَخْفِقُ فِيها السَّرابُ.

  وأَخْفَقَتِ النُّجُومُ: إِذا تلَأْلَأَت وأَضاءَتْ، وكأَنَّ الهَمْزَةَ فيه للسَّلْبِ، كفَلَس وأَفْلَسَ.

  ورَأَيتُ فُلاناً خافِقَ العَيْنِ، أَي: خاشِعَ العَيْنِ غائِرَها، وهو مَجازٌ.

  وخَفَقَ السَّهْمُ: أَسْرَع.

  وامْرَأَةٌ خَنْفَقٌ، وخَنْفَقِيقٌ: سَرِيعَةٌ جَرِيئَةٌ.

  والخَنْفَقِيقُ: الدّاهِيَةُ، قال الجَوْهَرِي: قالَ سِيبَوَيْهٌ: والنُّونُ زائِدَةٌ، وأَنْشَدَ شُيَيْم⁣(⁣١) بنِ خُوَيْلِدِ:

  وقد طَلَقَتْ لَيْلَةً كُلَّها ... فجاءَتْ بهِ مُؤدَناً خَنْفَقِيقا

  هكَذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ بَرِّيّ: صوابُه:

  زَحَرْتَ بِها لَيْلَةٌ كُلَّها ... فجِئْتَ بِها مُؤْيَداً خَنْفَقِيقا

  والخَنْفَقِيقُ أَيضاً: النّاقِصُ الخَلْقِ، وبه فُسِّرَ البيتُ أَيضاً.

  وأَخْفَقَ الرَّجُلُ: قَلَّ مالُه.

  والخافِقُ: المَكانُ الخالِي من الأَنِيسِ، وقَدْ خَفَقَ: إِذا خَلَا، قالَ الرَّاعِي:

  عَوَيْتَ عُواءَ الكَلْبِ لَمّا لَقِيتَنَا ... بثَهْلانَ من خَوْفِ الفُرُوج الخَوافِقِ⁣(⁣٢)

  وخَفَقَ في البِلادِ خُفُوقاً: إِذا ذَهَبَ.

  والخَفْقَةُ: النَّوْمَةُ الخَفِيفةُ، وبه فُسِّرَ حَدِيثُ الدَّجّالِ: «يَخْرُجُ في خَفْقَةٍ من الدِّينِ» يَعْنِي أَنَّ الدِّينَ ناعِسٌ وسَنْانُ في ضَعْفِه.

  والمَخْفَقُ، كمَقْعَدٍ: موضِعُ خَفْقِ السَّرابِ، قالَ رُؤْبَةُ:

  ومَخْفَقٍ مِنْ لُهْلُهٍ ولُهْلُهِ ... في مَهْمَهٍ أَطْرافُه في مَهْمَهِ

  وقالَ الأَصْمَعِيُّ: المَخْفَقُ: الأَرْضُ التي تَسْتَوِي فيَكُونُ فِيها السَّرابُ مُضْطَرِباً.

  وأَما قَوْلُ الفَرَزْدَقِ يَهْجُو جَرِيراً:

  غَلَبْتُكَ بالمُفَقِّئِ والمُعَنَّى ... وبَيْتِ المُحْتَبِي والخافِقاتِ⁣(⁣٣)

  فالمَعْنَى: غَلَبْتُكَ بأَرْبَعِ قَصائِد، منها: الخَافِقاتُ، وهي قَوْلُه:

  وأَيْنَ تُقَضِّي المالِكانِ أُمُورَها ... بحَقٍّ، وأَيْنَ الخافِقاتُ اللَّوامِعُ؟

  [خقق]: الإِخْقِيقُ، كإِزْمِيلٍ، وأُسْبُوع. الشَّقُّ في الأَرْضِ قالَ الجَوْهَرِيُّ: الأُخْقُوق: لُغةٌ في اللُّخْقُوقِ ج: أَخاقِيقُ ولَخاقِيقُ، ومنه الحَدِيثُ⁣(⁣٤): «فوَقَصَتْ به ناقَتُه في أَخاقِيقِ جُرْذانٍ» وهِيَ شُقُوقُ الأَرْضِ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: هي


(١) كذا بالأصل واللسان وفي معجم المرزباني: «شتيم».

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٨٣ وانظر تخريجه فيه.

(٣) بالأصل «غلبتك بالمقفى ... وبيت المجتبي ..» والمثبت عن الديوان ١/ ١١٠ وبهامشه: المفقئ أراد به بيتا يقول فيه: «ولست وإن فقأت عينك» وبالمعنى قوله: أنت المعنّي يا جرير» والمحتبي قوله: «بيتاً زرارة محتب بفنائه» وبالخافقات قوله: «وأين الخافقات اللوامع».

(٤) في التهذيب واللسان: «وفي حديث النبي أن رجلاً كان واقفاً معه، وهو محرم، فوقصت ...».