[رحق]:
  رَتَقَه يَرْتِقُه، من حَدِّ ضَرَبَ، فإِنَّ اقْتِصارَ المُصنِّفِ يُفْهِمُ أَنَّه من حَدِّ نَصَرَ فقط، وذَكَرَ الوَجْهَيْنِ صاحبُ اللِّسان.
  والرَّتْقُ: المَرْتُوق.
  والرّاتِقُ: المُلْتَئِمُ من السّحابِ، وبه فَسَّرَ أَبو حَنِيفَةَ قولَ أَبي ذُؤَيْبٍ:
  يُضِيءُ سَناهُ راتِقٌ مُتَكَشِّفٌ ... أغَرُّ كمِصْباحِ اليَهُودِ دَلُوجُ(١)
  وفَرْجٌ أَرْتَقُ: مُلْتَزِقٌ، وقد يكونُ الرَّتَقُ في الإِبِلِ.
  وبنو أَرْتَقَ، كأَحْمَدَ: مُلُوكُ الرُّومِ.
  ومن المَجازِ: رَتَقَ فَتْقَهُم، أَي: أَصْلَحَ أَحوالَهُم، أَو ذاتَ بَيْنِهم.
  والأُرْتِيقُ، بالضمِّ، والمشهورُ الفَتْحُ: كُورةٌ من أَعْمالِ حَلَبَ من جِهَةِ القِبْلَةِ.
  [رحق]: الرَّحِيقُ: من أَسْماءِ الخَمْر مَعْرُوفٌ، قال أَبو عُبَيْد: من أَسْماءِ الخَمْرِ الرَّحيقُ والرّاحُ أَو: أَطْيَبُها وهو صَفْوَةُ الخَمْرِ أَو: أَعْتَقُها وأَفْضَلُها قالَهُ ابنُ سِيدَه، أَو: الخالِصُ، وقالَ الزَّجّاجُ: هو الشَّرابُ الذي لا غِشَّ فيهِ، وقالَ غيرُه: هو السَّهْلُ من الخَمْرِ أَو الصافِي قالَ ابنُ دُرَيْدٍ(٢): الرَّحْقُ: أَصْلُ بِناءِ الرَّحِيقِ، قالوا: هو الصافي، وبكُلِّ ذلِك فُسِّرَ قولُه تعالى: {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ}(٣) وفي الحَدِيثِ: أَيُّما مُؤْمِن سَقَى مُؤْمِناً على ظَمَأٍ سَقاهُ اللهُ يومَ القِيامَةِ منَ الرَّحِيقِ المَخْتُومِ» وقالَ، حَسّان بنُ ثابتٍ ¥:
  يَسْقُونَ مَنْ وَرَدَ البَرِيصَ عَلَيْهِمُ ... بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَل
  كالرُّحاقِ بالضَّمِّ، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: قد جاءَ في الشِّعْرِ الفَصِيحِ في مَعْنَى رَحِيقٍ، ولم أَسْمَعْ له فِعْلاً مُتَصَرِّفاً.
  والرَّحِيقُ: ضَرْبٌ من الطِّيبِ والغِسْلِ(٤)، كما في العُبابِ. ورُحْقانُ، كعُثْمانَ: ع، بالحِجاز قُرْبَ المَدِينَةِ على ساكِنِها أَفْضَلُ الصّلاةِ والسَّلامِ.
  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:
  حَسَبٌ رَحِيقٌ، أَي: خالِصٌ(٥).
  ومِسْكٌ رَحِيقٌ: لا غِشَّ فيهِ، وهو مَجازٌ.
  [ردق]: الرَّدَقُ، مُحَرَّكَةً أَهْمَله الجَوْهَرِيُّ، وقالَ اللَّيْثُ: هو لُغَةٌ في الرَّدَج وهو عِقْيُ الجَدْيِ، كما أَنَّ الشَّيْرَقَ لُغَةٌ في الشَّيْرَجِ، وقَدْ رُوِي هذا البَيْتُ:
  لَها رَدَقٌ في بَيْتِها تَسْتَعِدُّه ... إِذا جاءَها يَوْما مِنَ النّاسِ خاطِبُ
  [رذق]: الرَّوْذَقُ، كجَوْهَر أَهملَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ، وقالَ سَعْدان: هو الجِلْدُ المَسْلُوخُ وبه فُسِّرَ(٦) قولُ جَرِيرٍ:
  لا خَيْرَ في عَضْبِ الفَرَزْدَقِ بَعْدَ ما ... سَلَخُوا عِجانَكِ سَلْخَ جِلْدِ الرَّوْذَقِ
  وهو فارِسيٌّ مُعَرَّبُ: روذه، قالَ الصاغانِيُّ: كذا قالَ: المَسْلُوخ، وصَوابُه المَسْمُوطُ(٧).
  وقالَ غيرُه: الرَّوْذَقُ: الحَمَلُ السَّمِيطُ.
  وقالَ الخارْزَنْجِيُّ: هو ما طُبِخَ مِنْ لَحْمٍ وخُلِطَ بأَخْلاطِه، ج: رَواذِقُ قالَ: ولَعَلَّه مُعَرَّبٌ.
  [ررق]: الرَّيْرَقُ كجَعْفَر والرِّيزَقُ كدِرْهَمٍ أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصاغانِيُّ، وقالَ ابنُ بَرِّيّ: هو عِنَبُ الثَّعْلَبِ واقْتَصَر على الضَّبْطِ الأَوّلِ، كما في اللِّسانِ.
  قلتُ: وقد مَرَّ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ أَنَّه هو الرَّبْرَقُ بالمُوَحَّدَةِ، فلعَلَّ أَحَدَهُما تَصْحِيفٌ عن الآخر، فتأَمَّلْ ذلك.
  * ومما يُسْتَدرَكُ عليه:
  [رزتق]: الرُّزْتاقُ بالضَّمِّ: لُغَةٌ في الرُّسْتاقِ، عن اللَّحْيانِيِّ، وقد أَهْمَلَهُ الجماعةُ، وذَكَرَه صاحبُ اللِّسانِ.
(١) ديوان الهذليين ١/ ٥٢ برواية: راتقاً متكشفاً أغرَّ، بالنصب والمثبت بالرفع هي رواية الأصمعي يريد يضيء راتقٌ متكشفٌ في سناه.
(٢) انظر الجمهرة ٢/ ١٤٠.
(٣) سورة المطففين الآية ٢٥.
(٤) في التكملة: والغَسيل.
(٥) في الأساس: لا شوب فيه.
(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وبه فسر الخ لعل الأولى الاستشهاد بالبيت على المعنى الثاني».
(٧) في التكملة: الرودق، بالدال المهملة: الشواء.