تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زحلق]:

صفحة 189 - الجزء 13

  قال ابنُ خالَوَيْهِ: ليسَ من كَلامِ العَرَبِ زَبَقَ إِلّا في ثَلاثَةِ أَشْياءَ: زَبَقْتُ فُلاناً في الشَّيْءِ: أَدْخَلْتُه فيهِ.

  وزَبَقْتُه في البَيْتِ، وانْزَبَقَ هو.

  وزَبَقْتُ الشّاةَ والبَهْمَ، مثل رَبَقْتُه بحَبْلٍ، انتهى.

  وزَبَقَ الشَّيْءَ: كَسَرَه.

  والقُفْلَ: فَتَحَه، ومنه قَوْلُ الرّاجِزِ:

  ويَزْبِقُ الأَقْفالَ والتّابُوتَا

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: المَرْأَةُ الزِّبِقّانَةُ بكسرتينِ مع تَشْدِيدِ القافِ: الضَّيِّقَةُ الخُلُقِ، ورَجُلٌ زِبِقّانَةٌ: شِرِّيرٌ.

  وما أَغْنَى [عنه]⁣(⁣١) زَبَقَةً، أَي: شَيْئاً.

  ودِرْهَمٌ مُزَبِّقٌ، كمُحَدِّثٍ: مَطْلِيٌّ بالزِّئْبَقِ، ونَسَبَهُ ثَعْلَبٌ إِلى العامَّةِ، وقالَ الصّوابُ: مُزَأْبِقٌ بكسرِ الباءِ.

  [زحلق]: الزِّحْلِقُ، كزِبْرِجٍ، من الرِّياحِ: الشَّدِيدَةُ نقله ابنُ عَبّادٍ.

  والزَّحْلَقَةُ: مثل الدَّحْرَجَةِ، وتَزَحْلَقَ: مثل تَدَحْرَجَ وذلِكَ إِذا تَزَلَّقَ على اسْتِه، قالَ رُؤْبَةُ:

  مَن خَرَّ في طَخْطاخِها تَزَحْلَقَا

  والزُّحْلُوقَةُ: الزُّحْلُوفَةُ والجَمْعُ: الزِّحالِيقُ، نقلَهُ الجَوْهَرِيّ، وهو آثار تَزَلُّجِ الصِّبْيانِ من فَوْقُ إِلى أَسْفَل، قالَ الكُمَيْتُ:

  وَوَصْلُهُنَّ الصِّبا إِنْ كُنْتَ فاعِلَه ... وفي مَقامِ الصِّبا زُحْلُوقَةٌ زَلَلُ

  وأَنشَدَ الجَوْهَرِيُّ لمُلاعِبِ الأَسِنَّةِ:

  يَمَّمْتُه⁣(⁣٢) الرُّمْحَ شَزْراً ثُمّ قُلْتُ له: ... هذِي المُرُوءَةُ لا لِعْبُ الزَّحالِيقِ

  وقالَ الصّاغانِيُّ: الزَّحالِيقُ: لُغَةُ تَمِيمٍ في الزَّحالِيفِ. ومن المَجازِ: الزُّحْلُوقَةُ: القَبْرُ لأَنَّه يُزْلَقُ فيه.

  والزُّحْلُوقَةُ: الأُرْجُوحَةُ اسم لخَشَبَةٍ يَضَعُها الصِّبْيانُ على مَوْضِعٍ مُرْتَفِعٍ، ويَجْلِسُ على طَرَفِها الواحِدِ جَماعَةٌ، وعَلَى الآخرِ جَماعَةٌ، فإِذا كانَتْ إِحْداهُما أثْقَلُ ارْتَفَعَت الأُخْرَى فتَهِمُّ بالسُّقوطِ، فَيُنَادونَ بِهِم: أَلا خَلُّوا أَلَا خَلُّوا.

  * ومما يُسْتَدْركُ عليه:

  المُزَحْلَقُ: الأَمْلَسُ.

  والزَّحالِيقُ: المَزالِقُ، كالزِّحْلِيقِ، بالكسر.

  [زدق]: الزِّدْق، بالكسرِ أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ أَبو زَيْدٍ: لُغَةٌ في الصِّدْقِ، ويُقال: أَنا أَزْدَقُ منه، أَي أَصْدَقُ، قالَ: وقد قالُوا: القَزْد للقَصْدِ، وحَكَى النَّضْرُ عن بعضِ العَرَب: «خَيْرُ القَوْلِ أَزْدَقُهُ» وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ:

  فَلاةٌ فَلًى لَمّاعَة من يَجُرْ بِها ... عن القَزْدِ تُجْحِفْه المَنايا الجَواحِفُ

  هكذا أَنْشَدَه أَبو حاتِمٍ عن الأَصْمعي بالزّايِ لمُزاحِمٍ العُقَيْلِيِّ، وفي اللِّسانِ - في تركيب «ص د ق» - ما نَصُّه: «وكَلْبُ» تَقْلِبُ الصادَ مع القافِ زاياً، تقول: ازْدُقْنِي، أَي: اصْدُقْنِي، وقد بَيَّنَ سِيبَوَيه هذا الضَّرْبَ من المُضارَعَة في بابِ الإِدْغامِ. قلتُ: ومنه قَوْلُ الشاعِرِ:

  يَزِيدُ زادَ اللهُ في حَياتِه ... حامِي نِزارٍ عندَ مَزْدُوقاتِه

  فإِنَّه أَرادَ مُصْدُوقاتِه، فقَلَب الصّادَ زاياً؛ لضَرْبٍ من المُضارَعَة.

  [زرق]: الزَّرَقُ مُحَرَّكَةً، والزُّرْقَةُ بالضَّمِّ: لونٌ م معروفٌ، وقد زَرِقَتْ عينُه، كفَرِحَ قالَ ابنُ سِيدَه: الزُّرْقَةُ: البَياضُ حَيْثما كانَ، والزُّرْقَةُ: خُضْرَةٌ في سوادِ العَيْنِ، وقيل: هو أَن يتَغَشَّى سَوادَها بياضٌ، وقد زَرِقَ زَرَقاً، فهو أَزْرَقُ، وهي زَرْقاءُ، قال الشّاعِرُ:

  لقَدْ زَرِقَتْ عَيْناكَ يا ابْنَ مُكَعْبَرٍ ... كما كُلُّ ضَبِّيٍّ من اللُّؤْمِ أَزْرَقُ⁣(⁣٣)


(١) عن التكملة.

(٢) يعني ضرار بن عمرو الضبي، وقد ورد اسمه في بيت قبله:

لما رأيت ضراراً في ململمةٍ ... كأنما حافتاها حافتا نيق

(٣) نسبه بحاشية المطبوعة الكويتية إلى سويد بن أبي كاهل اليشكري.