تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زهمق]:

صفحة 206 - الجزء 13

  وقالَ اللَّيْثُ: الزِّهْلِقِيُّ من الرِّجالِ: هو الزُّمَلِقُ⁣(⁣١) الذي إِذا أَرادَ امْرَأَةً أَنْزَلَ قبلَ أَنْ يَمَسَّها، قالَ: ونحوُ ذلِك قالَ أَبُو عَمْرٍو.

  والزِّهْلِقِيُّ: فَحْلٌ يُنْسَبُ إِليهِ كِرامُ الخَيْلِ قالَهُ أَبو عَمْرٍو، وأَنْشَدَ لأَبِي النّجْمِ:

  فما يَنِي أَوْلادُ زِهْلِقِيِّ ... بناتُ ذِي الطَّوْقِ وأَعْوَجِيِّ⁣(⁣٢)

  قُود الهَوادِي كنَوَى البَرْنِي

  والزَّهْلَقَةُ: تَبْيِيضُ الثَّوْبِ عن ابنِ عَبّادٍ.

  والزَّهْلَقَة: ضَرْبٌ من المَشْيِ قِرابُ الخُطَا، يُقالُ: فُلان يُزَهْلِقُ المَشْيَ، عن ابنِ عَبّادٍ.

  قالَ: وتَزَهْلَقَ الثَّوْبُ: ابْيَضَّ وصَفا.

  وتَزَهْلَقَ: إِذا سَمِنَ قالَ رُؤْبَةُ:

  أَو أَخْدَرِيًّا بالثّمانِي سَهْوَقَا ... ذا جُدَدٍ أَكْدَرَ قد تَزَهْلَقَا

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  زَهْلَقَ الشَّيْءَ: مَلَّسَه.

  وحِمارٌ زِهْلِقٌ، كزِبْرِجٍ: أَمْلَسُ المَتْنِ.

  وصَفاً زِهْلِقٌ: أَمْلَسُ، قالَ:

  في زِهْلِقٍ زَلِقٍ من فَوْقِ أَطْوارِ

  والزِّهْلِقُ: الحِمارُ الهِمْلاجُ، قالَهُ القَزّازُ، وكذلِك الزِّهْلِقِيُّ، وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: الزِّهْلِقُ الحِمارُ الخَفِيف.

  وفي النَّوادِرِ: زَهْلَجَ له الحَدِيثَ، وزَهْلَقَهُ، وزَهْمَجَه⁣(⁣٣)، بمَعْنَىً واحدٍ.

  وقالَ الثّعالِبِيُّ: الزَّهْلَقَةُ في الحِمارِ: مثلُ الهَمْلَجَةِ في الفَرَسِ. والزِّهْلِقُ: موضعُ النّارِ من الفَتِيلِ.

  والزّهْلِيقُ⁣(⁣٤): السِّراجُ في القِنْدِيل.

  [زهمق]: الزَّهْمَقُ، بالفتحِ أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقال الصّاغانِيُّ: هو القَصِيرُ المُجْتَمِعُ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٥): الزَّهْمَقَةُ: زُهُومَةُ رائِحَةِ الجَسَد من صُنانٍ أَو نَتْن، وقالَ اللَّيْثُ: هي الزُّهُومَةُ السِّيِّئَةُ تَجِدُها من اللَّحْمِ الغَثِّ، وقالَ أَبو زَيْدٍ: شَمِمْتُ زَهْمَقَةَ يَدِه، أَي: زُهُومَتَها، وقالَ الرّاجِزُ:

  يا رِيَّها إِذا عَلَتْنِي زَهْمَقَهْ ... كأَنَّنِي جانِي كِنابِ البَرْوَقَهْ

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  امْرَأَةٌ مُزَهْمَقَةٌ، أَي: مُنْتِنَةٌ خَبِيثَةُ الرّائِحَة.

  [زيق]: زِيقُ القَمِيصِ، بالكَسْرِ: ما أَحاطَ بالعُنُقِ مِنْهُ، وقد جَعَله الجَوْهَرِيُّ واوِيَّ العَيْنِ، فأَوْرَدَه في تركيبِ: «زوق».

  وزِيقُ بنُ بَسْطامِ بنِ قَيْسٍ الشَّيْبانِيّ وفي الصِّحاح: قَيْس بن شَيْبانَ، وهو اسمٌ فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، ومنه قَوْلُه: يا زيقُ وَيْحَكَ مَنْ أَنْكَحْتَ يا زِيقُ⁣(⁣٦) وزِيقُ: مَحَلَّةٌ بنَيْسابُورَ ومنها: أَبُو الخَيْرِ عَلِيُّ بنُ عَلِيٍّ الزِّيقِيُّ، رَوَى عنه أَبو محمدٍ الشَّيْبانِيُّ، وذَكَر أَنّه توفي سنة ٣١٧.

  وأَمّا رِيقُ الشَّياطِينِ للُعابِ الشَّمْسِ، فالبرّاءِ وصَحَّفَه اللَّيْثُ، فقال: زِيقُ الشَّياطِين: شَيْءٌ يَطِيرُ في الهواءِ، تُسَمِّيهِ العَرَبُ لُعابَ الشَّمْسِ، نَبَّهَ على ذلك الأَزْهَرِيُّ.

  وتَزَيَّقَ: تَزَيَّنَ، واكْتَحَلَ، وفي الصِّحاحِ: تَزَيَّقَتِ المَرْأَةُ، كتَزَيَّغَت: إِذا تَزَيَّنَتْ واكْتَحَلَتْ، زادَ غيرُهُ وتَلَبَّسَتْ، وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هو تَفَعُّلٌ⁣(⁣٧) من الزُّوَقِ، ويجوزُ أَن يكونَ


(١) ضبطت بالقلم في التهذيب واللسان بتشديد اللام المفتوحة.

(٢) بعده في التهذيب واللسان:

يشجُجْنَ بالليل على الونيِّ

(٣) في التهذيب: «ودهمجه» والأصل كاللسان. قال أبو عبيد: الدهمجة: مشي الكبير كأنه في قيدٍ.

(٤) في التهذيب: الزِّهْلِق.

(٥) الجمهرة ٣/ ٢٨٥ و ٣٤٢.

(٦) نسبه في الجمهرة لجرير ٣/ ١٥ وصدره فيها:

يا زِيقُ قد كنت من شيبانٍ في حَسَبٍ

وبرواية مختلفة في ديوانه.

(٧) في الأساس: تَفَيْعَلَ نحو تَدَيَّنَ ويجوز أن يكون تَفَعَّلَ من زَيَّقَ البناء.