تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غمق]:

صفحة 385 - الجزء 13

  وفلانٌ مِفْتاحٌ للخير، مِغْلاق للشَّرِّ، والجمع مَغالِيق.

  وأَنشَدَ ابنُ الأَعرابي لأَوْس بنِ حَجَر:

  على العُمْر واصْطادَت فُؤاداً كأَنَّه ... أَبو غَلِقٍ في لَيْلَتَيْنِ مُؤَجَّلُ⁣(⁣١)

  وفَسَّره فقالَ: أَبو غَلِقٍ، أَي: صاحِبُ رَهْنٍ غَلِقَ أَجَلُه ليلتانِ أَن يُفَكَّ.

  وقومٌ مغَالِيقُ: يَغلَقُ الرَّهن على أَيدِيهم.

  وغَلِقَ غَلَقاً: ذَهَب.

  وأَغْلَقَ الرّهنَ: أَوجبَه، عن ابنِ الأَعرابِيّ.

  وقال أَبو عَمْروٍ: الغَلَقُ: الضَّجَر.

  ومكانٌ غَلِقٌ، أَي: ضَيِّقٌ، يقال: إِيّاك والغَلَقَ.

  والغَلَق أَيضاً: الهَلاك.

  وقال المُبَرِّدُ: الغَلَقُ: ضِيقُ الصَّدرِ، وقِلَّةُ الصَّبْرِ.

  وأَغْلَق عليه الأَمرُ: إِذا لم يَنْفَسِح له.

  وغَلِقَ الأَسِيرُ والجانِي، فهو غَلِقٌ: إِذا لم يُفْدَ. قال أَبو دَهْبَلٍ:

  ما زِلْتَ في الغَفْرِ للذُّنُوب، وإِطْ ... لاقٍ لِعانٍ بجُرْمِه غَلِقِ

  وقال شَمِر: يُقالُ لكلِّ شَيْءٍ نَشِب في شَيْءٍ فلَزِمه: قد غَلِقَ في الباطِلِ، وأَنْشَدَ شَمِر للفَرَزْدقِ:

  وعَرَّدَ عن بَنِيهِ الكَسْبَ منه ... ولو كانُوا أُولِي غَلَقٍ سِغابَا⁣(⁣٢)

  أُولِي غَلَقٍ، أَي: قد غَلِقُوا في الفَقْرِ والجُوعِ.

  وقال أَبُو عمروٍ: الغَلْقُ، بالفتح: السِّقاءُ النَّغِلُ.

  [غمق]: الغَمَق، مُحَرَّكةً، رُكوبُ النَّدَى الأَرْضَ، وقد غَمَقَت الأَرْضُ من حدِّ: نَصَر، وعلِم، وكَرُم مُثَلَّثَةً، فهي غَمِقَةٌ، كفَرِحَةٍ. واقتصر الجَوهري والصّاغانيُّ على حَدّ فَرح، أَي: ذَاتُ نَدىً وثِقَلٍ: زادَ غَيرُهما: وَوَخامَة. وفي الأَساسِ: كَثيِرةُ الأَنْداء وَبِئَةٌ. أَو قَرِيبَةٌ من المِياهِ والخُضَرِ والنُّزُوز، فإِذا كانت كذلِك قارَبَت الأَوبِئَةَ، والغَمَقُ في ذلك فَسادُ الرِّيحِ وخُمُومُها من كَثْرةِ الأَنْداء، فيَحْصُل منها الوَباءُ، ومنه الحديث: «أَنه كَتَب عُمرُ بنُ الخَطَّاب إِلى أَبِي عُبَيْدةَ ® وهو بالشَّام حين وقع بها الطّاعونُ: «إِنَّ الأُردُنَّ أَرضٌ غَمِقَةٌ».

  أَي قَرِيبةٌ من المِياهِ، وقال ابنُ شُمَيل: أَرض غَمِقَةٌ لا تَجِفُّ بواحِدَةٍ، ولا يُخْلِفُها المَطَرُ.

  وقال أَبو حَنِيفة: قالَ أَبو زِياد: مكانٌ غَمِيقٌ: قد رُوِيَ حتى لا يَسُوغُ فيه الماءُ. وقالَ أَيضاً: إِذا زادَ النَّدَى في الأَرضِ حَتَّى لا يَجِد مَساغاً فهي غَمِقَةٌ. قالَ وليسَ ذلِكَ بمُفْسِدِها ما لم تَقِئْهُ.

  ونَباتٌ غَمِقٌ، كَكتِف: إِذا كان لِرِيحهِ خَمَّةٌ وفَسادٌ؛ لكَثْرة النَّدَى عن ابنِ شُمَيْلٍ. ونَصُّه: من كَثْرة الأَنْداءِ عليه، وقد غَمِق غَمَقاً.

  وقال أَبو زَيْدٍ: غمِقَ الزَّرْعُ غَمَقاً إِذا أَصابَه نَدىً فلم يَكَدْ يَجِفُّ. قال ابنُ عَبّادٍ: وإِذا غُمَّ البُسْرُ ليُدْرِك ويَنْضَجَ فهو مَغْمُوقٌ وقال الزمخشرِيّ: بُسرٌ مَغْمُوقٌ، وهو الذي مُسَّ بخَلٍّ أَو مِلْح، ثم تُرِكَ⁣(⁣٣) في الشَّمسِ حتى يَلِينَ.

  قال ابنُ عبّاد: والغَمَقَة، مُحرَّكَةً: داءٌ يأْخُذُ في الصُّلْب مستَتِراً وقد غُمِقَ البَعِيرُ، كعُنِي فهو بعِيرٌ مغْموقٌ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  غَمَقُ البَحْر، مُحرَّكة: هو مدُّه في الصَّفَرِيَّة، نَقَله الأَزهرِيّ. يُقال: أَصابَنَا غَمَقُ البَحْرِ، فمَرِضْنا.

  وبلَدٌ غَمِق، ككَتِف: كثِيرُ المِياهِ، رطْبُ الهواءِ.

  وقالَ الأَصْمعِيُّ: الغَمَقُ: النَّدى.

  وليلَةٌ غَمِقة لَثِقة، نقله الجوهريّ، وقد غَمِقَ يوْمُنا، وعُشْبٌ غَمِق: كَثِيرُ الماءِ لا يُقلِعُ عنه المطَرُ.

  وأَما الغامِقُ، والغَمِيقة، بمعنى الثّقل في الأَلْوانِ، فعامِيّة.


(١) ديوانه ط بيروت ص ٩٤.

(٢) في الديوان برواية:

الكسب منهم ... ولو كانوا ذوي غلق سغابا

(٣) في الأساس: في جرّة في الشمس.