تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نغبق]:

صفحة 463 - الجزء 13

  والمَعْنَى - والله أَعلم -: مثلُ الّذِين كَفَرُوا كالبَهائِم التي لا تَفْقَهُ ما يَقُولُ الرّاعِي أَكْثَرَ من الصَّوْتِ فأَضافَ التَّشْبِيه إِلى الرّاعِي، والمَعْنَى في المَرْعِيِّ قالَ: ومِثْلُه في الكَلام: فلانٌ يَخافُك كخَوْفِ الأَسَدِ، المَعْنَى كخوْفِ الأَسد؛ لأَنَّ الأَسَدَ مَعْروفٌ أَنّه المَخُوفُ.

  قالَ الجَوْهَرِيُّ: وحَكَى ابنُ كَيْسانَ: نَعَقَ الغُرابُ بالعَيْنِ غير مُعْجَمة، قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: والغَيْن أَعلَى، أَي: صَاحَ. وقالَ الأَزْهَرِيُّ: نَعِيقُ الغُرابِ، ونُعاقُه، ونَغِيقُه، ونُغاقُه، مثل نَهِيقِ الحِمارِ ونُهاقِه، ولَكنَّ الثِّقات مِن الأَئِمَّة يَقُولونَ: كَلامُ العَرَبِ: نَغَقَ الغُرابُ، بالغَيْنِ المعجمة، ونَعَقَ الرَّاعِي بالشاءِ، بالعَيْنِ المُهْمَلة، ولا يُقالُ في الغُرابِ نَعَق، ويجوز نَعَب، قال: وهذا هو الصحيح.

  والناعِقان: كَوْكَبانِ من كَواكِب الجَوْزاءِ كما في الصِّحاح، وهما أَضْوَأُ كوكَبَيْنِ فيها، يقالُ: أَحَدُهما رِجْلُها اليُسْرَى، والآخر مَنْكِبُها الأَيْمن وهو الذي يُسَمَّى الهَنْعَةَ.

  وناعِق: فَرَسٌ كان لِبَنِي فُقَيْم. قال دُكَيْن بنُ رَجاء الفُقَيْمِي:

  وبَيْن آل ساطِع وناعِقِ

  كما في العُباب.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الناعِقاء: حُجْرُ اليَرْبُوع يَقِفُ عليه يَسْمَع الأَصوات، والمَعْرُوف عن كراع: العانِقاءُ، وقد تقدم.

  وسمعتُ نَعْقَةَ المُؤَذِّنِ، أَي: صوتَه بالأَذان.

  وقال ابنُ القَطَّاع: نَعَقَ في الفِتْنَةِ نَعِيقاً ونَعَقاناً: جَلَّبَ.

  ويقال: هو ناعِقَةُ بَنِي فُلانٍ، والجَمْع نَواعِقُ.

  وهو نَعَّاق، كَكَتَّان: كَثِيرُ النَّعِيقِ.

  [نغبق]: النُّغْبُق، كقُنْفُذ أَهمله الجوهريُّ. وقال ابنُ عبّاد: هو الأَحمَقُ.

  قال: والنُّغْبُوق كعُصْفُور: طائِر.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: النُّغْبُوقُ: ع⁣(⁣١). وقال ابنُ الأَعرابيّ. النَّغْبَقَة والوُعاقُ والوَعِيقُ: الصَّوْت الذي يُسْمَعُ من بَطْنِ الدَّابَّة.

  أَو هو صَوتُ جُرْدانِه إِذا تَقَلْقَل قي قُنْبِه عن الأَصمعيّ وأَبي عمروٍ كالنُّغْبُوقَةِ، وهذه عن أَبِي عَمْروٍ، وأَنْشَدَ:

  عَلَفْتُه غَرَزاً وماءً بارِداً ... شَهْرَيْ رَبِيعٍ واغْتَبَقْتُ غَبُوقَهْ

  حَتّى إِذا دُفِع الجِيادُ دَفَعْتُه ... وَسْطَ الجِيادِ ولاسْتِهِ نُغْبُوقَهْ

  كذا في رُباعيّ التهذيب.

  وقال ابنُ عَبّاد: الدّابَّةُ تُنَغْبِقُ استَها، أَي: تدخل وتخرج مُتَحرِّكةً للهُزال.

  [نغرق]: النُّغْرُقَة، بالضَّمّ أَهمَلَه الجَوهريُّ وصاحِبُ اللِّسان. وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: هو قَصِيبَةُ الشَّعَر.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  قال ابنُ الأَعرابي: يقال: جَذَب غُرنوقَه، أَي: ناصِيَتَه، وجَذَب نُغْرُوقَه أَي: شَعَرَ قَفاه، كذا في نَوادِره.

  [نغق]: نَغَقَ الغُرابُ يَنْغِقُ ويَنْغَقُ من حدِّ ضَرَب ومَنَع نَغِيقاً ونُغاقاً بالضّمّ، وهذه عن اللِّحيانِيِّ: صاحَ غِيقْ غِيقْ.

  أَو نَغَقَ في الخَيْر، ونَعَب في الشَّر⁣(⁣٢) قالَه الليثُ، وأَنشدَ:

  وازجُرُوا الطَّيْرَ فإِنْ مَرَّ بِكُمْ ... ناغِقٌ يَهْوِي فقولُوا سَنَحَا

  قال: ويُقال أَيضاً: نَغَقَ بِبَيْنٍ، وأَنشدَ لزُهَير:

  أَمْسَى بِذاكَ غُرابُ البَيْنِ قد نَغَقَا⁣(⁣٣)

  هكذا قال. وقال الصّاغانِيُّ: لم أَجِدْ هذا البيتَ في دِيوانِه ولا دِيوانِ ابْنِه كَعْب ¥.

  وناقةٌ نَغِيقٌ كأَمِيرٍ، وهي التي تَبْغِم. بُعَيْداتِ بَيْن، أَي:


(١) الجمهرة ٣/ ٣١٣.

(٢) في التهذيب: نغقٍ بخيرٍ ونعب ببينٍ.

(٣) ليس في ديوانه ط بيروت، وفي شرح الديوان صنعة ثعلب ص ٤١ وصدره فيه:

فعدّ عما ترى إذ فات مطلبه

وفيه «نعقا» بدل «نغقا».