[دبك]:
  دَأَكَ القومُ دَأَكاً إذا دَافَعَهم وزَاحَمَهم وقد تَدَاءَكُوا قال ابنُ مُقْبل:
  وقَرَّبُوا كلَّ صِهْمِيمٍ مَنَاكِبُهُ ... إذا تَدَاكأ منه دَفْعُه شَنَفا
  أي تَدَافَع في سَيْرِه كذا في اللِّسَانِ. وأَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانيُّ وغَيْرُهما.
  [دبك]: الدُّباكَةُ كثُمامَةٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانيُّ.
  وقالَ أَبُو حَنِيْفَة: هي الكُرْنافَةُ لُغَةُ سَوادِيّة كما في اللِّسَانِ.
  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:
  [دبرك]: دبِرْكِي بكسر الدَّال والموحَّدةِ وسكونِ الرَّاءِ وكسرِ الكافِ قَرْيَةٌ بمِصْرَ من أَعْمال المنوفيَّة وقَدْ دخَلْتها.
  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:
  [دبعك]: رجُلٌ دَبَعْبَك ودَبَعْبَكِيّ للذي لا يُبَالي ما قيلَ له من الشَّرِّ، قالَهُ الفرَّاءُ كما في اللِّسَانِ. وأَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانيُّ وغيرُهما.
  [درك]: الدَّرَكُ محرَّكةً اللّحاقُ وقد أدْرَكَهُ إذا لَحِقَهُ وهو اسمٌ من الإِدْرَاكِ. وفي الصِّحاحِ: الإِدْرَاكُ اللّحُوقُ يقالُ: مَشَيْتُ حتى أَدْرَكْتُه وعشْتُ حتى أَدْرَكْتُ زَمَانَه.
  ورجُلٌ دَرَّاكٌ كثيرُ الإِدْرَاكِ؛ قالَ الجَوْهَرِيُّ: وقلَّما يَجِيءُ فَعَّال من أَفْعَلَ يُفْعِل إلَّا أنَّهم قد قالُوا حَسَّاس دَرّاك لُغَةٌ أَو ازْدِوَاجٌ. وقالَ غيرُه: ولم يجئ فَعَّال من أَفْعَلَ إلَّا دَرَّاكٌ من أَدْرَكَ، وجَبَّارٌ من أَجْبَره على الحُكْمِ أَكْرَهَه وسَآر من قَوْلِه أَسْأَر في الكأْسِ إذا أَبْقَى فيها سُوْراً من الشَّرابِ وهي البَقِيَّةُ، وحَكَى اللَّحْيَانيُّ: رجُلٌ مُدْرِكَةٌ بالهاءِ سريعُ الإدْرَاكِ. وقال غيرُه: رجُلٌ مدْرِكٌ أيضاً أي كثيرُ الإِدْرَاكِ.
  قالَ ابنُ بَرِّي: وشاهِدُ دَرَّاك قَوْلُ قَيْسِ بنِ رفَاعَة:
  وصاحِبُ الوَتْرِ ليسَ الدهْر مُدْرِكَهُ ... عنْدي وإِني لدَرَّاكٌ بأَوْتارِ(١)
  وتَدارَكُوا تَلاحَقُوا أي لَحِقَ آخِرُهُم أَوَّلَهُم والدِّراكُ ككِتابٍ لَحاقُ الفَرَسِ الوَحْشَ وغيْرُها. يقالُ: فَرَسٌ دَرَكَ الطّريدَةَ يُدْرِكُها كما قالُوا: فَرَسٌ قَيْدُ الأَوَابدِ أي أَنَّهُ يُقَيِّدها.
  والدِّراكُ إتْباعُ الشيءِ بعضِهِ على بعضٍ في الأشْياءِ كُلِّها وهو المُدَارَكَةُ؛ وقد تَدَارَك. يقالُ: دَارَك الرجُلُ صَوْتَه أي تابَعَه. والمُتَدَارِكُ من القَوَافي والحُروفِ المتحرِّكَةِ ما اتَّفَقَ متحرِّكانِ بعدَهُما ساكِنٌ مِثْل فَعُو وأشْباه ذلِكَ؛ قالَهُ اللَّيْثُ.
  وفي المُحْكَم، المُتَدَارِكُ مِنَ الشِّعْرِ: كُلُّ قافِيَة تَوالى فيها حَرْفانِ مُتَحرِّكانِ بينَ ساكنَيْنِ كمُتَفاعِلُنْ وومُسْتَفْعِلُنْ ومَفَاعِلُنْ وفَعَلْ إذا اعتمد على حرفٍ ساكِنٍ نحو فَعولُنْ فَعَلْ فاللامُ من فَعَلْ ساكنَةٌ، وفُلْ إذا اعْتَمدَ على حرفٍ متحرِّكٍ نحو فعولُ فُلْ، اللامُ من فُلْ ساكِنَةٌ والواو من فَعُولُ ساكِنَةٌ، سمِّي بذلِكَ لِتَوالي حَرَكَتيْن فيها، وذلِكَ أنَّ الحَرَكَات كما قدَّمنا من آلاتِ الوصْلِ وأَمَارَاتِه، ف كأنَّ بَعْضَ الحَرَكاتِ أدْرَكَ بَعْضاً ولم يَعُقْهُ عنه اعْتِراضُ ساكِنٍ بين المُتَحرِّكَيْنِ هذا نصّ ابن سِيْدَه في المُحْكَمِ. قالَ الصَّاغَانيُّ: ومِثَالُه قَوْل امْرِئِ القَيْسِ:
  قِفَا نَبْكِ من ذِكْرَى حَبِيْبٍ ومَنْزِلِ ... بسِقْطِ اللِّوَى بَيْن الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ(٢)
  والتَّدْريكُ من المَطَرِ أنْ يُدَارِكَ القَطْرُ كأَنَّه يُدْرِكُ بعضُه بعضاً، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ وأَنْشَدَ أَعْرَابيٌّ يخاطِبُ ابْنَه:
  وَا بِأَبِي أَرْواحُ نَشْرِ فِيكا ... كأَنَّه وهْنٌ لمن يَدْرِيكا
  إذا الكَرَى سِنَاتهِ يُغْشِيكا ... رِيْحَ خُزَامَى وُلِّيَ الرَّكِيْكا
  أَقْلَعَ لمَّا بَلَغَ التَّدْرِيكا(٣)
  واسْتَدْرَكَ الشيءَ بالشيءِ إذا حاوَلَ إدْرَاكَه به واسْتَعْمل هذا الأَخْفَش في أَجْزاءِ العُروضِ لأنَّه لم ينْقِص من الجزءِ شيءٌ فيَسْتَدْرِكه.
  وأدْرَكَ الشيءُ إدْراكاً بَلَغَ وقْتَه وانْتَهَى ومنه أَدْرَك التَّمر والقِدْر إذا بَلَغَت إنَاها. وأدْرَكَ الشيءُ أيضاً إذا فَنِيَ حَكَاه
إلا أن يكون هنا سقط والأصل داكأ القوم ووأكهم دافعهم الخ فإنهما بمعنى واحد كما يفهم من القاموس وشرحه» وقد ورد في اللسان أيضاً في الشاهد: «تداكأ» بدل «تداءك».
(١) اللسان.
(٢) من معلقته.
(٣) اللسان.