تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نيك]:

صفحة 662 - الجزء 13

  وَيْلُ أُمِّ سَعْدٍ سَعْدَا

  وإنما سُمِّي بذلك لأَنَّك حَذَفْت ثُلُثَيْه فَنَهَكْتَه بالحذفِ أي بالغْتَ في إِمْراضهِ والإِجْحَافِ به. والنَّهِيْكُ: كأميرٍ المُبالِغُ في جميعِ الأَشياءِ كالناهِكِ والنَّهيْكُ من الرجالِ الشُّجاعُ كالنَّهوكِ وذلك لمُبَالغتِه وثَباتهِ لأنَّهُ يَنْهَك عَدُوَّهُ فيَبْلُغ منه وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيّ:

  وأَعْلَم أَنَّ الموتَ لا بُدَّ مُدْرِكٌ ... نَهِيكٌ على أَهلِ الرُّقَى والتَّماتمِ⁣(⁣١)

  فسَّرَه فقالَ: أَي قويٌّ مُقْدِم مُبَالغٌ. والنَّهِيْكُ: القويُّ الشديدُ من الإِبِلِ: الصَّؤُولُ وقَوْل أَبي ذُؤَيْبٍ:

  فلو تُبِزُوا بأَبي ماعِزٍ ... نَهِيكِ السلاحِ حَدِيدِ البَصَرْ⁣(⁣٢)

  أَرَاد أَنَّ سلاحَه مبالِغٌ في نَهْك عَدُوِّه. وقد نَهُكَ ككَرُمَ في الكلِّ نَهَاكَةً إذا وُصِفَ بالشَّجاعةِ وصارَ شجاعاً. وفي حدِيثِ مُحمَّد بن مسلمة: «كان من أَنْهَكِ أَصْحَاب رسول الله، ، والنَّهِيكُ: السَّيفُ القاطِعُ الماضي⁣(⁣٣) وفي بعضِ النسخِ: والمَاضِي بزِيَادةِ واو العطفِ فيُحْتَمَل أَنْ يكونَ صفَةً للقاطِع أو للرَّجلِ. ويقالُ: إنَّ النَّهِيكَ الحَسَنُ الخُلُقِ من الرجالِ، ومنه اسمُ الرَّجلِ.

  والنُّهَيْكُ كزُبَيْرٍ وأميرٍ الحُرْقُوصُ لدُوَيْبَّة. وعَضَّ الحُرْقُوصُ فرجَ أعْرابيَّة فقالَ زَوْجها:

  وما أَنا للحُرْقُوصِ إِنْ عَضَّ عَضَّةً ... لِمَا بين رجلَيْها بجِدٍّ عَقُورُ⁣(⁣٤)

  تُطَيِّبُ نَفْسِي بعد ما تَسْتَفِزُّني ... مَقالَتُها إنَّ النُّهيْكَ صَغيرُ⁣(⁣٥)

  وقالَ اللَّيْثُ: ما يَنْهَكُّ فلانٌ يَصْنَعُ كذا وكذا أي ما يَنْفَكُّ وأَنْشَدَ للعجَّاجِ:

  دَعْوَاهُمُ فالحَقُّ إِن أَلَمُّوا ... أنْ يَنْهَكُوا صَقْعاً وإنْ أَرَمُّوا⁣(⁣٦)

  أي ضَرْباً وإِنْ سَكَتُوا، وأَنْكَره الأَزْهَرِيّ وقالَ: لا أَدْرِي ما هو ولم أَعْرفْه لغيرِ اللَّيْثِ ولا أَحقُّه. وفي الحدِيثِ: «أَنْهَكوا أعْقَابَكُمْ» والرِّوايةُ: «انْهَكُوا الأَعْقابَ»، أو «لَتَنْهَكَنَّها النَّارُ» أي بالِغوا في غَسْلِها وتَنْظِيفها في الوضوءِ وفي الحدِيثِ الآخَر: «لِيَنْهَكَ الرجلُ⁣(⁣٧) في أَصابِعه أو لتَنْهَكَنَّها النارُ».

  وكذلك يقالُ في الحثِّ على القتالِ: انْهَكوا وُجوهَ القوم أي اجْهَدُوهم وابْلُغوا جَهْدَهم، ومنه حدِيثُ يَزِيد بن شجرةَ ¥ وكان أَميراً على الجيشِ: «انْهَكوا وجُوهَ القومِ فِدًى لَكُم أَبي وأُمِّي».

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  النَّهْكُ: التَّنَقُّصُ. ونَهَكَتِ الإِبلُ ماءَ الحوضِ كسَمِعَ شَرِبَتْ جميعَ ما فيه. وهنَّ نَوَاهِكٌ. وانْتَهَكَ عِرْضَهُ بالَغَ في شَتْمِه عن الأَصْمَعِيّ. وقالَ اللَّيْثُ: مررْتُ برجلٍ⁣(⁣٨) ناهيكَ من رجلٍ أي كافِيْكَ. وانْتَهَكَ الشَّيْء جَهَده. وفي حدِيثِ الخَلُوقِ: «اذْهَبْ فانْهَكْه»، أي اذْهَبْ فاغْسِلْه.

  والنَّهِيْكُ: الأَسَدُ.

  وانْتِهاكُ الحُرْمة: تناوُلُها بما لا يُحلُّ ويُرَادُ به أَيْضاً نَقْضُ العَهْدِ والغَدْرُ بالمُعَاهِدِ.

  وفي النَّوادِرِ: النُّهَيْكةُ: دابَّةٌ سُوَيْداءُ مُدارَةٌ تدخُل مَدَاخِل الحراقِيصِ.

  [نيك]: ناكَها يَنيكُها نَيْكاً جامَعَها وهو أَصْرَح من الجماعِ. والنَّيَّاكُ كشَدَّادٍ المُكْثِرُ منه شُدِّدَ للكَثْرةِ. وفي المثل قال:

  مَن يَنِكِ العَيْرَ يَنِكْ نَيَّاكا


بخطه والصواب: وفي المنسرح قوله، وقوله: أم سعد، بوصل الهمزة».

(١) اللسان.

(٢) ديوان الهذليين ١/ ١٥١ برواية لا شاهد فيها، والمثبت كرواية اللسان.

(٣) في القاموس: «والماضى» وسينبه الشارح إلى أنها عبارة بعض النسخ.

(٤) الوزن مختل.

(٥) اللسان.

(٦) ديوانه ص ٦٣ والتهذيب والتكملة والثاني في اللسان.

(٧) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: لينهك الرجل في الخ كذا بخطه، والذي في اللسان كالنهاية: لينهك الرجل ما بين أصابعه».

(٨) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: مررت برجل ناهيك الخ كذا في اللسان أيضاً وانظر ما وجه ذكره هنا إذ هو معتلّ وعبارة المجد في نهى: ونهيك من رجل وناهيك منه ونهاك منه، بمعنى حسب ا هـ» وعقّب الأزهري بعد ذكره قول الليث، ليس هذا الحرف من باب نَهَكَ، وإنما هو من معتلّ الهاء من نهى يَنْهَى.