تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[تكل]:

صفحة 77 - الجزء 14

  له أَيْطَلا ظَبْيٍ وساقَا نَعامةٍ ... وغارة سِرْحانٍ وتقْريبُ تُفَّل⁣(⁣١)

  قال: والرَّوايةُ المَشْهُورةُ: تَتْفُل. وهي بهاءٍ.

  قالَ شيْخُنا: واتَّفَقَ أَئمَّةُ اللُّغَةِ والصَّرفِ قاطِبَةً أَنَّ التاءَ الأُولَى في أَوّلِه زائِدَةً على ما عُرِفَ في الأَوْزانِ الصّرْفِيّةِ انْتَهى.

  قلْتُ: وفيه نَظَرَ ظاهِرٌ فتأمَّل.

  والتَّنْفُلُ كتَنْضُبٍ مُقْتَضاه⁣(⁣٢) أنَّه بالنونِ كما هو ظاهِرُ سِيَاقِهِ والصوابُ أنّه بتاءَيْن، فإنّ كراعاً قالَ: لَبِس في الكَلامِ اسمٌ تَوَالَتْ فيه تَاآن غيرُه ما يَبِسَ من العُشْبِ أو شَجَرٌ يُسَمِّه أَهْلُ الحجازِ مُشْط الذِّئبِ أو نَباتٌ مِثْل الاصْبَعِ أَخْضُر فيه أي في خُضْرتِه خُطْبَة⁣(⁣٣) قالَ أَبُو النَّجْم:

  حتى إذا ما ابْيَضّ جروُ التَّتْفُلِ⁣(⁣٤)

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  التَّفَلُ محرَّكةً البُصَاقُ عن ابن أَبي الحَديدِ.

  وقَوْمٌ سَفَلَةٌ تَفَلَةٌ، والشمسُ متفلة وَذَاقَ ماءَ البَحْرِ فَتفَلَه أي مَجَّه كَرَاهةً له قالَ ذُو الرُّمَّةِ:

  ومن جوفِ ماءٍ عَرْمَضُ الحولِ فَوْقَه ... مَتَى يَحْسُ مِنْه مائحُ القومِ يتفُلِ⁣(⁣٥)

  والمَتْفَلَةُ: المَبْزَقَةُ. وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: ما أَصَابَ فلانٌ من فلانٍ تَفلاً طَفِيفاً أي قليلاً.

  [تكل]: تَكِلَ عليه كفَرِحَ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: هي لُغَةٌ في اتَّكَلَ وبابُه المُعْتَلُ وإنَّما ذَكَرْتُهُ على اللَّفْظِ ولا يَخْفَى أنَّ مِثْلَ هذا لا يُسْتَدْرَكُ به على الجَوْهَرِيّ.

  [تلل]: تَلَّهُ يَتُلُّه تَلًّا فهو مَتْلولٌ وتَلِيلٌ صَرَعَه على التَّلِّ كقوله: تَرَّبَه، وبه فسر قَوْله تعالى {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ}⁣(⁣٦)، كما تقولُ: كَبَّه لوجْهِه، أو أَلقاهُ على تَلِيله أي عُنُقِه وخَدِّهِ وشاهِدُ التَّليلِ قَوْلُ الشاعِرِ:

  تَلِيلاً للجبينِ على يديْهِ ... بحدّ المشرفيَّةِ أو طَعِينا

  ورمى فُلاناً بِتِلَّةِ سَوْءِ بالكسرِ إذا رَماهُ بأمْرٍ قَبيحٍ وإنّما هو كقولِهم: هو بِبِيئة سُوْءٍ أي بحالَةِ سُوْءٍ.

  وتَلَّ الشَّيءَ في يدِهِ دَفَعَهُ إليه أو أَلقاهُ ومنه الحدِيثُ: «بَيْنَا أَنَا نائِمٌ أُتِيت بمفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأَرْضِ فتُلَّتْ في يدي»، قالَ ابنُ الأنْبَارِي أَي أُلْقِيت في يَدي. وفي حدِيثٍ آخَرَ: أَنَّه، أُتِيَ بشرابٍ فشَرِبَ منه وعن يَمِينه غُلامٌ وعن يسارِهِ الأشْيَاخُ، فقالَ للغُلام: «أَتأْذنُ أَنْ أُعطِي هؤُلاء؟» فقال: لا والله يا رَسُول الله لا أَوثِرُ بنَصِيبي منك أَحَداً فَتَلَّه رَسُولُ اللهِ ÷، في يدِهِ أي أَلْقَاهُ في يدِهِ.

  وقَوْمٌ تَلَّى كحَتَّى أي صَرْعَى قال أَبو كَبِير:

  وأَخُو الإِنابةِ إذ رَأَى خُلَّانَهُ ... تَلَّى شِفَاعاً حَوْله كالإذْخِر⁣(⁣٧)

  وتَلَّ يَتُلُّ ويَتِلُّ من حَدِّ نَصَرَ وضَرَبَ: تَصَرَّعَ وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: تَلَّ يُتِلُّ بالكسرِ إذا سَقَطَ، قالَ: وتَلَّ في يدِهِ يَتلُّ إذا صَبَّ وبه فسِّرَ الحدِيثُ المُتَقدِّمُ: فتُلَّت في يدِي أي صُبَّتْ.

  وتَلَّ جَبينُهُ رَشَحَ بالعَرَقِ وكذلك الحَوْض عن اللّحْيَانيّ.

  وتَلَّ يَتلُّ تَلًّا أَرخَى الحَبْلَ في البِئْرِ عن ابنِ الأَعْرَابيِّ وأَنْشَدَ:

  يَومانِ يَوْمُ نِعْمَةٍ وظِلِّ ... ويَوْمُ تَلّ مَحِصٍ مُبْتَلِّ⁣(⁣٨)

  والمِتَلُّ كمِقَصِّ ما تَلَّهُ أي صَرَعَه به والمِتَلُّ أَيْضاً القَوِيُّ الشَّديدُ، قالَ لَبِيدٌ ¥:


(١) ديوانه ط بيروت ص ٥٥ من معلقته برواية: «وتقريب تتفل» وبهامشه: التتفل ولد الثعلب، والمثبت كرواية اللسان وعجزه في التهذيب.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: مقتضاه الخ كذا بخطه وكأنه فهم أن تتفل في كلام المصنف بالنون وليس كذلك».

(٣) على هامش القاموس: «فيه خطبة» مضروب عليه بنسخة المؤلف.

(٤) التهذيب.

(٥) الأساس والمقاييس ١/ ٣٤٩ وبالأصل «خوف» وفي الصحاح واللسان عجزه.

(٦) الصافات الآية ١٠٣.

(٧) ديوان الهذليين ٢/ ١٠٣ برواية: «وأخو الإباءة» واللسان.

(٨) اللسان.