تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خمل]:

صفحة 212 - الجزء 14

  أَرَادَ لا يُخَلُّ لهنَّ ثَوْبٌ بعودٍ فأَوْقَعَ الخَلَّ على العودِ اضْطِراراً.

  والخال: بَقِيَّةُ الطَّعامِ بَيْن الأَسْنانِ.

  ورمْلٌ خَلْخالٌ: فيه خُشُونَةٌ.

  وتَخَلَّلَ الرمْلَ: مَضَى فيه، عن الأَزْهَرِيُّ.

  والخل كي، والخَلِيل: مَوْضِعٌ باليَمَنِ نُسِبَ إليه أَحَدُ الأَذْوَاءِ، هكذا قالَهُ نَصْر، والصوابُ خيليل كما سَيَأْتي.

  [خمل]: خَمَلَ ذِكْرُه وصَوْتُه خُمولاً: خِفَي قالَ المُتَنَخَّلُ:

  هل تَعْرِف المَنْزل بالأَهْيَلِ ... كالوَشْم في المِعْصَم لم يَخْمُلِ؟⁣(⁣١)

  أرَادَ لم يَدْرُس فيخْفَى، هو من حَدِّ نَصَرَ، هكذا صَرَّحَ به الأَزْهَرِيُّ وابنُ سِيْدَه والجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانيُّ وابنُ القَطَّاعِ وابنُ القوطِيَّة. ونَقَلَ جماعَةٌ من أَئِمَّةِ اللّغَةِ الأَنْدَلُسِييِّن من أَرْبابِ الأَفْعالِ وغَيْرِهم خَمُلَ ككَرُمَ كَرَامَةً، كما قالُوا في ضِدِّه نَبَاهَة، وقد جَاءَ في وَصْفِه، ، هدى به بعْدَ الضّلالَةِ وعلم به بعْدَ الجَهَالةِ ورفع به بعْدَ الخَمَالَة، ونَقَلَه عياضُ، وهو من أَئِمَّةِ اللِّسَانِ وسلمه وأَقَرَّه، وزَعَمَ بعضُ شُرَّاحِ الشفاءِ أَنّه للمُشَاكَلَةِ كما في نسيمِ الرّياضِ وغيرِه نَقَلَه شيْخُنا.

  قلْتُ: والصوابُ أنَّه على المُشَاكَلَةِ لأطْباقِهمِ على أنِّه من حَدِّ نَصَرَ لا غَيْرَ.

  وأَخْمَلَهُ الله تعالَى ضِدّ نوهه فهو خامِلٌ أي ساقِطٌ لا نَباهَةَ له.

  وفي التَّهْذِيبِ: لا يُعَرَّفُ ولا يُذَكَّرُ. ويقالُ أَيْضاً: هو خامِنٌ بالنُّونِ على البَدَلِ كما سَيَأْتي ج خَمَلٌ محرَّكةً.

  وفي الحدِيثِ: «اذْكُرُو الله ذِكْراً خامِلاً» أَي اخْفِضُوا الصَّوتَ بذِكْرِه تَوْقيراً لجَلالِهِ.

  والقَوْلُ الخامِلُ: هو الخَفيضُ، نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ.

  والخَميلَةُ: كسَفينَةٍ الْمُنْهَبَطُ الغامِضُ من الأَرْضِ، وفي المُحْكَمِ: من الرَّمْلِ. وفي التَّهْذِيبِ: مَفْرَجٌ بَيْن هَبْطةٍ وصلابَةٍ وهي مَكْرَمَةٌ للنَّباتِ.

  وقيلَ: هي الأَرْضُ السَّهْلةُ التي تُنْبِت، شُبِّه نَبْتُها بخَمْلِ القَطِيفَةِ.

  وقيلَ: هي مَنْقَعُ ماءٍ ومَنْبِتُ شَجَرٍ، ولا تكونُ إلَّا في وَطِيءٍ من الأَرْضِ، أَو رَمْلَةٌ تُنْبِتُ الشَّجرَ، قالَهُ الأَصْمَعِيُّ وأَنْشَدَ لطرفَةَ:

  خذولٌ تُراعي رَبْرَباً بخميلةٍ ... تَنَاوَلُ اطرافَ البريرِ وتَرْتَدي⁣(⁣٢)

  وقيلَ: هي مُسْتَرَقُّ الرَّمْلةِ حيْثُ يَذْهبُ مُعْظَمُها ويَبْقَى شيءٌ من لَيِّنِها، والجَمْعُ الخَمَائِلُ، قالَ لَبِيدٌ:

  باتَتْ وأَسْبَلُ واكفٌ من ديمةٍ ... يُروي الخمائلَ دائماً تَسْجَامُها⁣(⁣٣)

  والخَمِلَةُ: القَطيفَةُ ذاتُ الخَمْلِ والجَمْعُ الخَمِيلُ، قالَ أَبُو خِرَاشٍ:

  وظَلَّتْ تُرَاعِي الشمسَ حتى كأَنَّها ... فُوَيْقَ البَضِيع في الشُّعاعِ خَمِيلُ⁣(⁣٤)

  شَبَّه الأَتَان في شُعاعِ الشَّمسِ بها، ويُرْوَى جَمِيل بالجيمِ، شَبَّه الشَّمسَ بالإِهَالةِ في بَيَاضِها، كالخَمْلَةِ بالفتح، والخِمْلَةِ بالكسرِ.

  والخَمِيلَةُ: الشَّجرُ الكثيرُ المُلْتَفُّ الذي لا تَرَى فيه الشيءَ إذا وَقَعَ في وَسَطِه.

  وفي العُبَابِ: الشجرُ المُلْتَفُّ الكثيفُ.

  وقيلَ: هو المَوْضِعُ الكثيرُ الشَّجرِ حيثُ كانَ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: ولا يكونُ إلَّا في وَطِيءٍ⁣(⁣٥) من الأَرْضِ.

  والخَمِيلَةُ: ريشُ النَّعامِ، والجَمْعُ خَمِيلٌ، كالخَمْلِ والخَمَالةِ بفتحِهما، كما في المُحْكَمِ والتَّهْذِيبِ.


(١) ديوان الهذليين ٢/ ١ برواية: «لم يجمل» ويروى: لم يخمل بالخاء، واللسان.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٢١، من معلقته.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٧٢، من معلقته والمقاييس ٢/ ٢٢١.

(٤) شرح أشعار الهذليين ٣/ ١١٩١ وصدره فيه:

فلما رأين الشمس صارت كأنها

واللسان.

(٥) في التهذيب: وطاءٍ.