تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مذل]:

صفحة 690 - الجزء 15

  والمَدْلاءُ: رَمْلَةٌ شَرْقيَّ نَجْران، كما في العُبَابِ.

  ومَدَالَةُ، كسَحابَةٍ: ع.

  وتَمَدَّلَ بالمِنْديلِ كتَنَدَّلَ⁣(⁣١)، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  المَدْأَلُ، كمقْعَدٍ مَهْموزاً، بطْنٌ مِن ذِي رُعَيْن منهم الحارِثُ بنُ تبيعٍ الصَّحابيُّ شَهِدَ فتحَ مِصْر، هكذا قيَّدَة الرشاطيُّ، وظنِّي أَنَّه المَدَلِيُّ كجَبَليٍّ على ما ضَبَطَه ابنُ دُرَيْدٍ، فتأمَّل.

  [مذل]: مَذِلَ، كفَرِحَ، مَذَلاً: ضَجِرَ وقَلِقَ فهو مَذِلٌ، ككَتِفٍ، وهي مَذِلةٌ.

  ومَذَلَ بِسِرِّهِ، كنَصَرَ وعَلِمَ وكَرُمَ مَذْلاً، بالفتحِ وبالتَّحريكِ ومِذالاً⁣(⁣٢)، بالكسْرِ، وإطْلاقه يَقْتَضِي الفَتْح، فهو مَذِلٌ ومَذيلٌ قَلِقٌ وضَجِرٌ حتى أَفْشاهُ، وكلُّ مَن قَلِق بِسِرِّه حتى يُذيعَه أو بمَضْجعِه حتى يتحوَّلَ عنه فقد مَذِلَ به، قالَ قيسُ بنُ الخَطِيم:

  فلا تَمْذُلْ بسِرِّك كُلُّ سِرٍّ

  إذا ما جاوَزَ الاثنين فاشِي⁣(⁣٣)

  ومَذِلَتْ نَفْسُه بالشَّيءِ كعَلِمَتْ وكَرُمَتْ مَذَلاً ومَذالَةً: طابَتْ وسَمَحَتْ.

  ومَذِلَتْ رِجْلُهُ مَذَلاً ومَذْلاً: خَدِرَتْ كأَمْذَلَتْ وامْذَالَّتْ، كأَكْرَمَتْ واحْمَارَّتْ.

  وكُلُّ فَتْرَةٍ أَوخَدَرٍ مَذْلٌ وامْذِلالٌ؛ قالَ ذُو الرُّمَّةِ:

  وذِكْر البَيْن يصْدَعُ في فُؤادِي

  ويعقبُ في مَفَاصِلي امْذِلالا⁣(⁣٤)

  وأَنْشَدَ أَبو زَيْدٍ:

  وإنْ مَذِلَتْ رِجْلي دعَوتُكِ أَشْتَفِي

  بِذِكْراكِ من مَذْلٍ بها فَيَهُونُ⁣(⁣٥)

  ورجُلٌ مَذْلُ النَّفْسِ والكَفِّ واليَدِ أَي سَمْحٌ.

  والمَذِيلُ، كأَميرٍ: المَريضُ الذي لا يَتَقارُّ وهو ضَعيفٌ، قالَ الرَّاعِي:

  ما بال دَفِّك بالفِراشِ مَذِيلاً

  أَقَذًى بِعَيْنِك أَم أَرَدْتَ رَحِيلا⁣(⁣٦)؟

  وقد مَذِلَ على فراشِه، كفَرِحَ، مَذَلاً، فهو مَذِلٌ، ومَذُلَ ككَرُمَ مَذالةً، فهو مَذِيلٌ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: المَذِيلُ: حَديدٌ يُسَمَّى بالفارِسِيَّةِ نَرْم آهَن، أَي الحَدِيدُ الليِّنُ.

  والمِذْلُ، بالكسْرِ، لُغَةٌ في المِدْلِ بالدَّالِ المهْمَلَةِ، للصَّغيرِ الجُثَّةِ القَليل اللَّحْم، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  ورِجالٌ مَذْلَى: لا يَطْمَئِنُّونَ جَاؤُوا به على فَعْلَى لأنَّه قَلَق، ويدلُّ على ذلِكَ عامَّة ما ذَهَبَ إليه سِيْبَوَيْه في هذا الضَّرْبِ.

  والمِمْذَلُ، كمِنْبَرٍ: القَوَّادُ على أَهْلِهِ، عن ابنِ الأعْرَابِيِّ.

  والمُمْذَئِلُّ، كمُشْمَعِلِّ: الخاثِرُ النّفسِ، كما في العُبَابِ.

  والمِذَالُ، ككِتابٍ: المِذَاءُ، ومنه الحدِيْث: «الغيرَةُ مِن الإيْمانِ والمِذَالُ مِن النِّفاقِ»؛ ويُرْوَى: المِذَاءُ.

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ: المِذَالُ في الحدِيْث هو أَن يَقْلَق الرَّجُلُ بفِراشِه أَي عن فِراشِه الذي يُضاجِعُ فيه أَي عليه، حَليلَتَه، أَي زَوْجتَه، ويَتَحوَّلَ عنه حتى يَفْتَرِشَها غيرُه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  المَذِلُ، ككَتِفٍ: الباذِلُ لمَا عنْدَه مِن المَالِ؛ قالَ الأسْودُ بنُ يَعْفر:

  ولقد أَرُوحُ على التِّجَارِ مُرَجَّلاً

  مَذِلاً بمالي لَيِّناً أَجْيادِي⁣(⁣٧)


(١) على هامش القاموس: ومما يستدرك عليه: المندلي: نوع من العود، وهو المطرى بالمسك والعنبر واللبان، قال الزمخشري: منسوب إلى مندل قرية من الهند. ا هـ. شفاء الغليل كتبه نصر.

(٢) ضبطت في القاموس بالفتح.

(٣) ديوانه، فيما نسب إليه ص ٢٣٥ وانظر تخريجه فيه، واللسان والأساس.

(٤) ديوانه ص ٤٣٠.

(٥) اللسان والصحاح.

(٦) ديوانه ط بيروت ص ٢١٣ وانظر تخريجه فيه، واللسان والصحاح والأساس.

(٧) مفضلية رقم ٤٤ بيت رقم ٢١ برواية: «فلقد» والصحاح واللسان -