تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مقل]:

صفحة 696 - الجزء 15

  فهي مَغِلَةٌ، كفَرِحَةٍ؛ زادَ ابنُ سِيْدَه: ومَغَلَت أَي كمَنَعَ، فالصَّوابُ كمَنَعَ وفَرِحَ، أَكَلَتِ التُّرابَ مع البَقْلِ فأَخَذَها لذلِكَ وَجَعٌ في بَطْنِها؛ والاسمُ المغْلَةُ، بالفتحِ⁣(⁣١).

  قالَ الجوْهَرِيُّ: ويُكْوَى صاحِبُ المَغْلةِ ثلاثَ لَذَعات بالمِيْسَم خلْفَ السُّرَّةِ.

  وأَمْغَلُوا: مَغَلَتْ إِبِلُهُم وشاؤُهم، وهو داءٌ، يقالُ: مَغِلَت تَمْغَلُ.

  والمَغْلُ، ويُحَرَّكُ، اللّبَنُ الذي تُرْضِعُه المرأَةُ وَلَدَها وهي حامِلٌ؛ وقد مَغِلَتْ به، كفَرِحَ، وأَمْغَلَتْه، فهي مُمْغِلٌ، كمُحْسِنٍ، كذا في المحْكَمِ.

  والإِمْغالُ: وَجَعٌ في بَطْنِ الشَّاةِ كلّما حَمَلَتْ وَلَداً أَلْقَتْهُ، أَو هو أَن تُنْتَجَ سَنَواتٍ مُتَتابعةً كالكِشَافِ في الإبِلِ، أَو هو أَنْ يُحْمَلَ عليها في السَّنَةِ الواحِدَةِ مَرَّتَيْنِ.

  والإمْغالُ أَيْضاً: أَنْ تَلِدَ المرأَةُ كلَّ سَنَةٍ وتَحْمِلَ قَبْلَ الفِطامِ، وقد أَمْغَلَتْ فهي مُمْغِلٌ، نَقَلَه أَبو عَمْرو؛ وقالَ القَطاميُّ:

  بَيْضاء مَحْطوطَة المَتْنَيْنِ بَهْكَنَة

  رَيّا الرَّوادِف لم تُمْغِلْ بأَوْلادِ

  والمَغْلَةُ: الفَسادُ؛ ومنه حدِيْث الصَّوْم: «يَذْهَبُ بمَغْلةِ الصَّدْرِ»، أَي بثَغَلِهِ⁣(⁣٢) وفَسَادِه، ويُرْوَى بتَشْديدِ اللامِ بمعْنَى الغِلِّ والحقْدِ.

  والمَغْلَةُ، وضُبِطَ في بعضِ نسخِ الصِّحاحِ كفَرِحَةٍ، النَّعْجَةُ والعَنْزُ تُنْتَجُ في عامٍ واحِدٍ مَرَّتَيْنِ، كما في الصِّحاحِ، ج مِغالٌ، بالكسْرِ، وقد أَمْغَلَت إذا كانت تلْكَ حالَها، وهي غَنَمٌ مِمْغالٌ.

  ومَغَلَ به، كمَنَعَ مَغْلاً ومَغالَةً إذا وَقَعَ فيه، أَو وَشَى به عندَ السَّلطانِ، أَو عامٌّ سِواءً وَشَى به عندَ سُلطانٍ أَوْ لا.

  ومَغِلَ، كفَرِحَ: فَسَدتْ عَيْنُه؛ ونَصُّ أَبي زَيْدٍ: المَغَلُ القَذَى في العَيْن؛ يقالُ: مَغِلَت عَيْنُه بالكسْرِ: إذا فَسَدَت.

  وقالَ غيرُه: المَغَلُ الرَّمَص، والجَمْعُ أَمْغالٌ. والمِمْغَلُ، كمِنْبرٍ: المولَعُ بأَكْلِ التُّرابِ يَدْقَى منه أَي يَسْلَح، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  قالَ: ابنُ الأعْرَابيِّ: الإِمْغالُ أَنْ لا تُراحَ الإِبِلُ ولا غيرُها سَنَةً وهو ممَّا يُفْسِدُها.

  وأَمْغَلَ به عندَ السُّلطانِ إذا وَشَى به.

  وإنَّه لصاحِبُ مَغالَةٍ أَي شَرٍّ.

  والمِمْغَلُ، كمِنْبَرٍ: الأرْضُ الكثيرَةُ الغَمْلى، وهو نَبْتٌ.

  والمُغْلُ، بالضمِ: قومٌ بالعَجَمِ.

  ودابَّةٌ ممغولَةٌ كَمغِلةٍ.

  [مقل]: المَقْلُ: النَّظَرُ؛ مَقَلَه بعيْنِه يَمْقُلُه مَقْلاً: نَظَرَ إليه؛ قالَ القطاميُّ:

  ولقد يَرُوعُ قُلوبَهُنَّ تَكَلُّمِي

  ويَرُوعُني مَقْلُ الصِّوارِ المُرْشق⁣(⁣٣)

  ويقالُ: ما مَقَلَتْه عيْنِي منذُ اليوم.

  وحَكَى اللّحْيانيُّ: ما مَقَلَتْ عيْنِي مِثْلَه مَقْلاً أي ما أَبْصَرَتْ ولا نَظَرَتْ، وهو فَعَلَتْ مِن المُقْلةِ.

  والمَقْلُ: الغَمْسُ؛ مَقَلَه في الماءِ مَقْلاً: غَمَسَه وغَطَّه؛ ومنه حدِيْث الذُّبابِ: «فامْقُلوه»؛ قالَ أَبو عُبَيْدة: أَي فاغْمِسُوه في الطعامِ أَو الشَّرابِ.

  والمَقْلُ: الغَوْصُ في الماءِ؛ وقد مَقَلَ فيه يَمْقُلُ مَقْلاً: غَاصَ.

  والمَقْلُ: ضَرْبٌ من الرَّضاعِ.

  قالَ الأزْهرِيُّ: وكأَنَّه مَقْلوبُ المَلْقِ.

  والمَقْلُ: أَسْفَلُ البِئْرِ، يقالُ: نزحتُ الركيَّةَ حتى بلغتُ مَقْلَها.

  والمَقْلُ: أَنْ يَخافَ الرَّجُلُ على الفَصِيلِ من شرْبِهِ اللَّبَنَ فَيَسْقِيَهُ في كَفِّه قليلاً قليلاً.

  قالَ شَمِرٌ: قالَ بعضُهم لا يُعْرَف المَقْل الغَمْس، ولكنَّ


(١) ضبطت في القاموس بالقلم بالضم. وما أثبت يوافق اللسان.

(٢) في اللسان: بنغله.

(٣) اللسان، ويروى: مُقَل، ومَقْلُ أحسن لقوله تكلمي.