تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مكل]:

صفحة 698 - الجزء 15

  قالَ أَبو دُوَاد: سَمِعْت أَبا العَزّاف⁣(⁣١) يقولُ: سخِّن جَبِينك بالمُقْلةِ؛ شبَّه عَيْن الشمسِ بالمُقْلةِ.

  ورجُلٌ مُقَلَةٌ، كهُمَزَةٍ: يكثرُ المَقْلَ.

  ومَاقَلَه مَمَاقَلَةً: غامَسَهُ وانْغَمَس بالماءِ حتى جَاءَ بالمَقْلِ معه أَي بالحَصَا والتُّرابِ.

  ومقلَةُ الرَّكيَّةِ: أَسْفَلُها.

  وحَكَى ابنُ بَرِّي عن عليِّ بنِ حَمْزة⁣(⁣٢): يقالُ في حَصاةِ القَسْم مَقْلة ومُقْلة، بالفتحِ والضمِ، شبِّهَتْ بمُقْلَةِ العَيْن لأنَّها في وسطِ بياضِ العَيْنِ، وأَنْشَدَ بَيْت الخَطْمِيّ هكذا؛ ومنه حدِيْث عليٍّ: «لم يَبْقَ منها إلَّا جُرْعة كجُرْعَةِ المَقْلَةِ»، هي حَصاةُ القَسْم، وهي بالضمِ واحدَةُ المُقْل الثّمَر المَعْروفُ، وهي لصِغَرِها لا تَسَعُ إلَّا الشَّيء اليَسِيْر من الماءِ.

  ومَقَلَ الشيءَ في الشيءِ مَقْلاً: غَمَّه⁣(⁣٣).

  وفي حدِيث لُقْمان الحَكِيم؛ أَرَأَيْت الحَبَّة التي تكونُ في مَقْل البَحْر أَي في مَغاصِ البَحْر، أَرَادَ في موضِعِ المَغاصِ مِن البَحْرِ.

  وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ هلالِ الوَزِير الكَاتِب يُعْرَفُ بابنِ مقْلَةَ مَشْهورٌ.

  ومِن سَجَعاتِ الأساسِ: في خَطِّه خطّ لكلِّ مُقْلة كأَنَّه خَطُّ ابنِ مُقْلة؛ وتَرْجمتُه مُسْتوفَاة في تارِيخِ ابنِ خَلَّكان وغيرِه.

  [مكل]: المَكْلَهُ، بالفتحِ، ويُضَمُّ: جَمَّةُ البِئْرِ؛ وقيلَ: أَوَّلَ ما يُسْتَقَى⁣(⁣٤) من جَمَّتِها.

  يقالُ: أَعْطِني مَكْلةَ رَكيَّتك، يُرْوَى بالوَجْهَيْن؛ أَو القَليلُ مِن الماءِ يَبْقَى في البِئْرِ إلى وَقْت النَّزحِ الثاني، أَو في الإناءِ فهو ضِدٌّ؛ وقد مَكَلَت الرَّكِيَّةُ تَمْكُلُ مُكُولاً، فهو مِن حَدِّ نَصَرَ كما يَقْتَضِيه اصْطِلاحُه، ومِثْله في المحْكَمِ. ونَصُّ الصِّحاحِ والعُبَابِ: مَكِلَت البِئْر، بالكسرِ، وهو نَصُّ اللّيْثِ بعَيْنِه، فهي مَكُولٌ كصَبُورٍ، ج مُكُلٌ ككُتُبٍ.

  قالَ اللَّيْثُ: بِئْرٌ مَكُولٌ وجَمَّةٌ مَكُولٌ: اجْتَمَعَ الماءُ في وسطِها وكَثُرَ.

  وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: المَكُولُ التي نَزَحَ ماؤُها، وهو مِن الأضْدادِ.

  وحَكَى ابنُ الأعْرَابِيِّ: قَليبٌ مُكُلٌ، كعُنُقٍ. ومَكِلٌ مِثْل كَتِفٍ، ومُمْكَلَةٌ كمُكْرَمَةٍ ومَمْكولَةٌ، كلُّ ذلِكَ التي قد نَزَحَ ماؤُها.

  قالَ: والمِمْكَلُ، كمِنْبَرٍ: الغَدِيرُ القَليلُ الماءِ.

  وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: المُمَكَّلُ، كمُعَظَّمٍ البِئْرُ التي فيها ماؤُها، هكذا هو في سائِرِ النسخِ، ولا بُدَّ مِن ذِكْرِ كمُعَظَّم كما هو نَصُّ المحيطِ والعُبَابِ.

  قالَ: واسْتَمْكَلَ بها أَي تَزَوَّجَ بها، كأَنَّه مَقْلوبُ اسْتَمْلَكَ.

  وما بها، أَي النَّاقَةُ، مُكالٌ، كغُرابٍ، أَي شَحْمٌ كما في العُبَابِ.

  وقيلَ: المَكُولُ كصَبُورٍ: البِئْرُ يَقِلُّ ماؤُها فَيَسْتَجمُّ حتى يَجْتَمِعَ الماءُ في أَسفَلِها؛ ونَصُّ العَيْنِ في وسطِها.

  والمَكوِليُّ: اللّئيمُ، عن أَبي العَمَيْثَل الأَعْرَابيّ، كأَنَّه نُسِبَ إلى المَكُولِ البِئْر القَلِيلَة الماءِ.

  والمُماكِلُ⁣(⁣٥): من يَمْكُلُ كلَّ شيءٍ يَلْقاهُ، كما تُمْكَلُ البِئْرُ عن ابنِ عَبَّادٍ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  نَفْسٌ مكُولٌ: قَلِيلَةُ الخَيْرِ مِثْل البِئْرِ المَكُولِ، قالَ أُحَيْحةُ بنُ الجُلاح:

  صَحَوْت عن الصِّبا واللهْوُ غُولُ

  ونَفْسُ المرءِ آوِنةً مَكُولُ⁣(⁣٦)

  واسْتَدْرَك شيْخُنا هنا ابن ماكولا المحدِّث المَشْهور وقد ذَكَرْناه في تَرْكِيبِ أَكَلَ.


(١) في اللسان والتهذيب: «سمعت بالغرّاف يقولون ... والغراف نهر كبير تحت واسط بينها وبين البصرة».

(٢) في اللسان: عن أبي حمزة.

(٣) في اللسان: غمسه.

(٤) في القاموس: يُسقى.

(٥) في التكملة: «الماكِلُ».

(٦) اللسان.