تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مهل]:

صفحة 704 - الجزء 15

  ورجُلٌ مالٌ ومالٍ: ذُو مالٍ أَو كثيرُهُ، كأَنَّه قد جَعَلَ نفْسَه مالاً وحَقِيقَتُه ذُو مالٍ، وأَنْشَدَ أَبو عَمْرو:

  إذا كان مالاً كان مالاً مُرَزَّأْ

  ونالَ ندَاه كلُّ دانٍ وجانِب⁣(⁣١)

  قالَ ابنُ سِيْدَه: قالَ سِيْبَوَيْه: مال إمَّا أَنْ يكونَ فاعِلاً ذَهَبَتْ عَيْنُه، وإمَّا أَنْ يكونَ فَعْلاً.

  ورجُلٌ مَيَّلٌ، كسيِّدٍ، والقِياسُ مائِلٌ. وفي حدِيْث الطُّفَيْلِ: «كانَ رجُلاً شَرِيفاً مَيِّلاً» أَي ذَا مالٍ.

  قالَ ابنُ جنِّي: وحَكَى الفرَّاءُ: رجُلٌ مَئِلٌ، ككَتِفٍ؛ قالَ: والأصْلُ مَوِّلٌ بالواوِ ثم انْقَلَبَتِ الواوُ أَلِفاً لتَحَركِها وانْفِتاح ما قَبْلها فصارَتْ مالاً⁣(⁣٢)، ثم إنَّهم أَتَوا بالكَسْرَةِ التي كانت في واوِ مَوِل فحرَّكوا بها الأَلفَ في مالٍ فانْقَلَبَت هَمْزَة، وقالوا مَئِل أَي كثيرُه وهم مالَةٌ ومالونُ كثيرُو المالِ، وهي مالَةٌ ومالِئَة، ج مالَةٌ أَيْضاً ومالاتٌ، قالَهُ سِيْبَوَيْه.

  ومُلْتُه، بالضَّمِّ: أَعْطَيْتُه المالَ، عن ابنِ دُرَيْدٍ⁣(⁣٣)؛ زادَ غيرُه: كأَمَلْتُه إمالَةً.

  والمُولَةُ، بالضَّمِّ: العَنْكبوتُ، عن أَبي عَمْرو.

  وفي الصِّحاحِ: زَعَمَ قومٌ أَنَّ المُولَ العَنْكبوت الواحِدَةُ مُولَةٌ، وأَنْشَدَ:

  حاملة دَلُوك لا محمولَهْ

  مَلْأَى من الماءِ كعَيْن المُولَهْ⁣(⁣٤)

  قالَ: ولم أَسْمَعْه عن ثِقَةٍ.

  مُوَيْلٌ، كزُبَيْرٍ: من أَسْماءِ شَهْرِ⁣(⁣٥) رَجَبَ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: أَرَاهَا عادِيَّة.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  تَمَوَّلَ فلانٌ مالاً إذا اتَّخَذَ قَيْنةً. وفي الحدِيْث: «ما جَاءَك منه وأَنْتَ غيرُ مُشْرِف عليه فَخُذْه وتَمَوَّله» أَي اجْعَله لَكَ مالاً.

  وما أَمْوَلَهُ أَي ما أَكْثَر مالَهُ.

  وامْرأَةٌ مَيِّلَةٌ، ككَيِّسَةٍ: ذاتُ مالٍ.

  ويُصَغَّرُ المَالُ على مُوَيْلٍ، والعامَّةُ تقولُ مُوَيّل بتَشْديدِ الياءِ.

  والمول: المالُ لُغَةُ اليَمَنِ سَمِعْتها من بَنِي وَاقِدٍ وبَنِي الجَعْد.

  وأَمَّا المَوَّالُ الذي وَلَعَتْ به العامَّةُ فأَصْلُه مِن الياءِ يأْتِي ذِكْرُه في ول ي إنْ شاءَ اللهُ تعالَى.

  [مهل]: المَهْلُ، بالفتحِ ويُحَرَّكُ، والمُهْلَةُ، بالضَّمِّ: السَّكينَةُ والتُّؤَدَةُ والرِّفْقُ.

  وأَمْهَلَهُ: أَنْظَرَهُ ورَفَقَ به ولم يَعْجلْ عليه، قالَ الشاعِرُ:

  فيا ابنَ آدَمَ ما أَعْدَدْتَ في مَهَلٍ؟

  لله دَرُّكَ ما تأْتي وما تَذَرُ!(⁣٦)

  ومَهلَهُ تَمْهيلاً: أَجَّلَهُ؛ ومنه قوْلُه تعالَى: {فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ}⁣(⁣٧).

  وتَمَهَّلَ في عَمَلِه: اتَّأَدَ؛ وكلُّ تَرفُّقٍ تَمَهُلٍ.

  وقالَ اللَّيْثُ: المَهْلُ السَّكينَةُ والوَقارُ. يقالُ: مَهلاً يا رجُلُ وكذا للأُنْثَى، وفي العُبَابِ: للاثْنَيْن والجَمْعِ، زادَ في الصِّحاحِ: والمُؤَنَّث وهي موحدةٌ بمعْنَى أَمْهِلْ أَي ارْفقْ واسْكنْ لا تَعْجَلْ.

  وتَقولُ مُجِيباً، أَي إذا قيلَ لَكَ مَهْلاً قلْتَ: لا مَهَلَ واللهِ، ولا تَقولُ: لا مَهْلاً واللهِ، وتَقولُ ما مَهْلٌ واللهِ بِمُغْنِيَةٍ عنكَ، وأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ للكُمَيْت:

  أَقولُ له إذا ما جَاءَ مَهْلاً

  وما مَهْل بواعِظَةِ الجَهُولِ⁣(⁣٨)

  قالَ ابنُ بَرِّي: هذا البَيتُ نَسَبَه الجوْهَرِيُّ للكُمَيْت


(١) اللسان والصحاح والأساس.

(٢) عن اللسان وبالأصل «مال».

(٣) الجمهرة ٣/ ١٧٤.

(٤) اللسان والثاني في الصحاح والتكملة والمقاييس ٥/ ٢٨٦.

(٥) في القاموس: بالضم.

(٦) اللسان والتهذيب.

(٧) الطارق الآية ١٧.

(٨) اللسان والتكملة والتهذيب والأساس، وصدره في الصحاح، وعجزه في المقاييس ٥/ ٢٨٢.