تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وصل]:

صفحة 776 - الجزء 15

  وقالَ ابنُ السِّكِّيِت: سَمِعْت أَبا عَمْرو يقولُ: الوُشُولُ قِلَّةُ الغَناءِ والضَّعْفُ؛ وقد وَشَلَ كنَصَرَ.

  وجَاؤُوا أَوْشالاً أَي يَتْبَعُ بعضُهم بعضاً.

  وأَوْشَلَ الماءَ: وجدَهُ وَشَلاً أَي قَليلاً، ومنه قَوْلُ الحجَّاجِ لحفَّارٍ حَفَرَ له بئْراً: «أَخَسَفْتَ أَمْ أَوْشَلْت؟» أَي أَنْبَطْت ماءً كَثيراً أَم قَليلاً.

  ووأَوْشَلَ الفَصِيلَ إذا أَدْخَلَ أَطْباءَ النَّاقَةِ في فيهِ ليَتَعَلَّمَ الرَّضاعَ، كما في العُبَابِ.

  والمَواشِلُ: مَواضِعُ مَعْروفَة مِن اليَمامَةِ.

  قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لا أَدْرِي ما حقِيقَتُه.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  ماءٌ وَاشِلٌ يَشِلُ منه وَشْلاً، كما في التَّهْذِيبِ.

  وناقَةٌ وَشُولٌ: كَثيرَةُ اللَّبَنِ يَشِل لبنُها مِن كثْرَتِهِ أَي يَسِيلُ ويقْطُرُ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: ناقَةٌ وَشُولٌ دَائمَةٌ على مَحْلَبها.

  في العُبَابِ: ناقَةٌ وَشُولٌ قَليلَةُ اللَّبنِ فهو ضِدٌّ.

  والأَوْشالُ: مياهٌ تَسِيلُ من أَعْراضِ الجِبالِ فتَجْتَمِع ثم تُساقُ إلى المَزارِع، رَوَاه أَبو حَنيفَةَ.

  وفي المَثَلِ: وهَلْ بالرِّمالِ مِن أَوْشال؟ قالَ الزَّمَخْشرِيُّ يُضْرَبُ للنَّكِدِ.

  وعيونٌ وَشِلَةٌ: قَليلَةُ الماءِ.

  والوُشُولُ: النَّقْصانُ، عن أَبي عَمْرو، وأَنْشَدَ:

  إذا ضَمَّ قَوْمَكُمُ مَأْزِقٌ

  وَشَلْتُمْ وُشُولَ يَدِ الأَجْذمِ⁣(⁣١)

  ومِن المجازِ: رأْيٌ وَاشِلٌ، ورجُلٌ وَاشِلُ الرَّأْي: ضَعيفُه.

  وهو وَاشِلُ الحَظِّ: أَي ناقِصُه لا جِدَّ له.

  وما أَصَابَ إِلَّا وَشَلاً مِن الدُّنيا وأَوْشالاً منها. وهو مِن أَوْشالِ القَوْمِ وأَوْشابِهم أَي لَفِيْفهم، وهو مجازٌ.

  [وصل]: وصَلَ الشَّيءَ بالشَّيءِ يَصِلُهُ وَصْلاً وصُلَةً، بالكسرِ والضَّم، الأَخيرَةُ عن ابنِ جنيِّ. قالَ ابنُ سِيْدَه: لا أَدْرِي أَمُطَّرِدٍ هو أم غير مُطَّرد قالَ: وأَظنُّه مُطَّرداً كأَنَّهم يَجْعلُون الضمَّةَ مُشْعِرة بأَنَّ المحْذُوفَ إنَّما هي الفَاءُ التي هي الواوُ.

  وقالَ أَبو عليٍّ: الضمَّةُ في الصُّلَة ضمَّةُ الواوِ المحْذُوفَة مِن الوُصْلَة، والحَذْف والنَّقْل في الضمَّةِ شاذٌّ كشُذوذِ حَذْفِ الواوِ في يَجُدُ؛ ووَصَّلَهُ تَوْصِيلاً: لأَمَهُ، وهو ضِدُّ فَصَلَهُ.

  وفي التَّنْزيلِ العَزيزِ: {وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ}⁣(⁣٢) أَي وَصَّلْنا ذِكْرَ الأَنْبياءِ وأَقاصِيصَ مَن مَضَى بعضها ببعضٍ، لعلَّهم يَعْتَبرون.

  ويقالُ: وصَّلَ الحِبالَ وغيرَها تَوْصِيلاً: وصلَ بعضَها ببعضٍ.

  وقالَ الفرَّاءُ: وصِلَكَ اللهُ، بالكَسْرِ لُغةٌ في الفَتْحِ.

  ووَصَلَ الشَّيءَ ووَصَلَ إليه يَصِلُ وُصولاً ووُصْلَةً، بضمِّهما، وصِلَةً، بالكسرِ، بَلَغَهُ وانتَهَى إليه.

  ووَصَّلَه إليه وأَوْصَلَهُ: أَنْهاهُ إليه وأَبْلَغَهُ إِيَّاه.

  واتَّصَلَ الشَّيءُ بالشيءِ: لم يَنْقَطِعْ.

  قال شيْخُنا: وَقَعَ في مُصنَّفاتِ الصَّرْف أَنَّه يقالُ: ايْتَصَلَ بإِبْدالِ التاءِ الأُوْلى ياءً واسْتَدَلّوا ببَيْتٍ قد يقالُ إنَّه مَصْنوعٌ.

  قالَ الشيْخُ أَبو حيَّان: وهذا عنْدِي ليَس كما ذَهَبْوا إليه بل الياء المُنْقلبَةِ عن الواوِ المُنقلبَةِ عنها التَّاء على أَقَلّ اللّغَتَيْنِ في اتَّعَدَ وأَطَالَ في تَوْجيِهه انتَهَى.

  قلْتُ: والبَيْتُ الذي أَشَارَ إِليه هو ما أَنْشَدَه ابنُ جنيَّ:

  قامَ بها يُنْشِدُ كلَّ مُنْشِدِ

  وايتصَلَتْ بمِثْلِ ضَوْءِ الفَرْقَدِ⁣(⁣٣)

  قالَ إِنَّما أَرَادَ اتَّصَلَت فأَبْدَلَ مِن التاءِ الأُوْلَى ياءً كراهَةً للتَّشْديدِ.


(١) اللسان والتهذيب بدون نسبة فيهما.

(٢) سورة القصص الآية ٥١.

(٣) اللسان.