تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هدمل]:

صفحة 797 - الجزء 15

  كذا في العُبَابِ.

  وقالَ أَبو حَنيفَةَ: لَبَنٌ هِدْلٌ، بالكسرِ، في إدْلٍ⁣(⁣١)، لا يُطاقُ حَمَضاً.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: وأُرَاه على البَدَلِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  هَدَلَ الغلامُ وهَدَرَ إذا صَوَّتَ؛ قالَ ذو الرُّمَّةِ:

  طَوى البَطْنَ زنامٌ كأَنَّ سَحِيلَه

  عليهنَّ إذْ وَلَّى هَدِيلُ غُلام⁣(⁣٢)

  أَي غِناءُ غُلامٍ، كما في التَّهْذِيبِ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: وقد جَاءَ الهَدِيلُ في صوْتِ الهُدْهُدِ، قالَ الرَّاعِي:

  كَهُداهِدٍ كسَرَ الرُّماةُ جَناحَهُ

  يَدْعُو بقارِعةِ الطريقِ هَدِيلا⁣(⁣٣)

  قلْتُ: ليسَ الهُداهِدُ هنا الهُدْهُد كما ظَنَّه بل هو ذَكَر الحَمامِ، حقَّقه الحَسَنُ بنُ عبدِ اللهِ الأصْبهانيُّ في كتابِهِ، وأَنْشَدَ هذا البَيْتَ فتأَمَّلْ ذلِك.

  وتَهَدَّلَتِ الثِّمارُ: تَدَلَّتْ، وكذلِكَ الأَغْصانُ فهي مُتَهَدِّلَةٌ.

  وفي حَدِيْث قُسّ: «وروضةٍ قد تَهَدَّلَت أَغْصانُها»، أَي تَدَلَّت واسْتَرْختْ لثِقَلِها بالثَّمرةِ.

  وتَهَدَّلَتْ شَفَتُه: اسْتَرْخَتْ.

  والسَّحابُ إذا تَدَلَّى هَيْدَبُه فهو أَهْدَلُ، قالَ الكُمَيْت:

  بِتَهْتانِ دِيمَتِهِ الأَهْدَلِ

  والهَدِيلُ: الثَّقِيلُ مِن الرِّجالِ.

  ويقالُ للعَنْز إذا حُلِبَتْ: اهْدِ هَدَالَة، اسِي سَيَالَة.

  والتَّهْدَالُ، بالفتحِ، تَفْعالٌ مِن الهَدِيلِ، وأَنْشَدَ الأَصْبَهانيُّ:

  صدوح الضّحَى معروفةُ اللحن لم تُزَلْ

  يقودُ الهوى تَهدَالها ويقُودُها

  [هدبل]: الهِدَبْلُ، كسِبَحْلٍ: أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصَّاغانيُّ وصاحِبُ اللّسانِ هنا؛ وهو الرجُلُ الكثيرُ الشَّعَرِ، أَو الأَشْعَثُ الذي لا يُسَرِّحُ رأْسَهُ ولا يدهنهُ؛ وأَيْضاً الثَّقيلُ، ونَقَلَه صاحِبُ اللّسانِ في التي قَبْلها⁣(⁣٤)، ونَقَلَ عن أَبي زَيْدٍ في نوادِرِه، وأَنْشَدَ:

  هِدان أَخُو وَطْبٍ وصاحِبُ عُلْبة

  هَدِيلٌ لِرَثَّاتِ النِّقالِ جَرُورُ⁣(⁣٥)

  والنِّقالُ: النِّعالُ الخُلْقان، قالَ ورجُلٌ هَدِيلٌ ثَقِيلٌ.

  وأَوْرَدَ الصَّاغانيُّ هذا المعْنَى بعَيْنِه في التي بعْدَها كما سَيَأْتي فتأَمَّل ذلِكَ.

  [هدمل]: الهِدْمِلُ، كزِبْرِجٍ: الثَّوْبُ الخَلَقُ؛ قالَ تأَبَّطَ شَرًّا:

  نَهَضْت إليها من جُثُومٍ كأَنَّها

  عَجُوز عليها هِدْمِلٌ ذاتُ خَيْعَل⁣(⁣٦)

  قالَ ابنُ بَرِّي: مِن جُثُوم جَمْعُ جاثِمٍ، أَي نَهَضْت مِن بين جماعَةِ جُثُوم، كالهِدَمْلِ كسِبَحْلٍ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

  والهِدْمِلُ: القديمُ المُزْمِنُ، وضَبَطَه الصَّاغانيُّ كسِبَحْلٍ.

  وأَيْضاً: الكثيرُ الشَّعَر الأَشْعَثُ⁣(⁣٧) الذي لا يُسَرِّحُ رأْسَه ولا يدهنُه، وضَبَطَه الصَّاغانيُّ أَيْضاً كسِبَحْلٍ، وهو الصَّوابُ.

  والهِدَمْلُ، كسِبَحْلٍ: الثَّقِيلُ؛ ومَرَّ عن أَبي زَيْدٍ أَنَّه الهَدِيلُ كأميرٍ.

  وأَيْضاً: التَّلُّ المجتَمِعُ العالِي المُشْرِفُ.

  والهِدَمْلَةُ، بهاءٍ: الرَّمْلَةُ المشْرِفَةُ الكثيرَةُ الشَّجرِ؛ قالَ ذو الرُّمَّةِ:


(١) في القاموس بالضم منونة، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى الجر.

(٢) ديوانه واللسان وفيه «زبام» بدل «زنام».

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٢٣٨ وانظر تخريجه فيه واللسان.

(٤) الذي في اللسان في مادة «هدل» الهديل بالياء المثناة في الشرح وفي الشاهد.

(٥) اللسان.

(٦) اللسان وعجزه في الصحاح.

(٧) على هامش القاموس: ضبطه الصاغاني فيهما (يعني هنا والتي قبلها) كسِبَحْل، وهو الصواب كما في الشارح، ا هـ.