تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[درم]:

صفحة 235 - الجزء 16

  وذِكْرُهُ في «د وم» وَهَمٌ فيه تَعْريضٌ بالجَوْهَرِيُّ حيثُ ذَكَرَه هنا، وهذا هو الموجبُ لإيْرادِهِ بالقَلَمِ الأحْمر كالمُسْتَدْرِكِ عليه، وفيه نَظَرٌ لا يَخْفَى.

  [درم]: دَرِمَ السَّاقُ، كفَرِحَ: اسْتَوَى؛ وكَذلِكَ الكَعْبُ والعُرْقوبُ، كذا في المُحْكَمِ.

  وقيلَ: دَرِمَ الكَعْبُ أَو العَظْمُ إذا واراهُ اللَّحْمُ حتى لم يَبِنْ له حَجْمٌ.

  وقالَ اللّيْثُ: الدَّرَمُ اسْتِواءُ الكَعْبِ وعَظْم الحاجِبِ ونَحْوِهِ إذا لم يَنْتَبِرْ فهو أَدْرَمُ.

  وفي الصِّحاحِ: كَعْبٌ أَدْرَمُ، وقد درم.

  والمرأَةُ دَرْماء، وأَنْشَدَ شيخٌ من بنِي صحب بنِ سعْدٍ:

  قامَتْ تُرِيكَ خَشْيَةً أَنْ تَصْرِمَا ... ساقاً بَخَنْدَاةَ وكَعْباً أَدْرَمَا⁣(⁣١)

  وفي حدِيْث أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ العَجَّاجَ أَنْشَدَه:

  ساقاً بَخَنْدَاةَ وكَعْباً أَدْرَمَا

  والأَدْرَمُ الذي لا حَجْمَ لعِظامِه، يُريدُ أَنَّ كَعْبَها مُسْتوٍ مع الساقِ ليسَ بناتِئٍ، وهو دَليلُ السمنِ، ونُتُوُّهُ دَليلُ الضَّعْفِ.

  ودَرِمَتِ الأَسْنانُ: تَحاتَّتْ.

  ودَرِمَ البَعيرُ دَرَماً: إذا ذَهَبَتْ جِلْدَةُ أَسْنانِهِ⁣(⁣٢) ودَنَا وُقوعُها.

  ودَرمَ القُنْفُذُ والفَأْرَةُ والأَرْنَبُ يَدْرِمُ، مِن حَدِّ ضَرَبَ، دَرْماً، بالفتْحِ، ودَرِماً، بكسْرِ الرَّاءِ، ودَرَماً ودَرَماناً، محرَّكَتَيْنِ، ودَرامَةً: إذا قارَبَ الخَطْوَ في عَجَلَةٍ؛ ومنه سُمِّي الرجُلُ دَارِماً.

  وامْرَأَةٌ دَرْماءُ: لا تَسْتَبِينُ كُعوبُها ومَرافِقُها؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:

  وقد أَلْهُو إذا ما شِئْتُ يَوْماً ... إلى دَرْماءَ بَيْضاء الكُعُوبِ⁣(⁣٣)

  وكُلُّ ما غَطَّاهُ الشَّحْمُ واللَّحْمُ وخَفِيَ حَجْمُهُ فَقَدْ دَرِمَ، كفَرِحَ؛ ومنه دَرِمَ المِرْفَقُ والكَعْبُ.

  ودِرْعٌ دَرِمَةٌ، كفَرِحَةٍ ومُعَظَّمَةٍ: مَلْساءُ أَو لَيِّنَةٌ مُتَّسِقَةٌ ذَهَبَتَ خُشونَتُها وقَضَتْ⁣(⁣٤) جدَّتُها وانْسَحَقَتْ، وهو مجازٌ، قالَتْ:

  يا قائدَ الخَيْل ومُجْ ... تابَ الدِّلاصِ الدَّرِمَه⁣(⁣٥)

  وأَنْشَدَ شَمِرٌ:

  هاتِيكَ تَحْمِلُني وتَحْمِلُ شِكَّتي ... ومُفاضَةً تَغْشَى البَنانَ مُدَرَّمَهْ⁣(⁣٦)

  والأَدْرَمُ: الذي لا أَسْنانَ له كالأَدْرَدِ.

  وأَدْرَمَ الصَّبِيُّ، تَحَرَّكَتْ أَسْنانُهْ ليَسْتَخْلِفَ أُخَرَ.

  وأَدْرَمَ الفَصيلُ: شَرَعَ في الإِجْذاعِ والإِثْناءِ، وهو مُدْرِمٌ وكَذلِكَ الأُنْثَى وذلِكَ إذا سَقَطَتْ رَواضِعُهُ.

  وقالَ أَبو الجَرَّاحِ العُقَيليُّ: أَدْرَمَتِ الإِبِلُ للإجْذاعِ إذا ذَهَبَتْ رَواضِعُها وطَلَعَ غيرُها، وأَفَرَّتْ للإثْناءِ، وأَهْضَمَتْ للإرْباعِ وللإِسْداسِ جَمِيعاً.

  وقالَ أَبو زَيْدٍ مِثْلَه، قالَ: وكَذلِكَ الغَنَمُ.

  قالَ شَمِرٌ: ما أَجْوَدَ ما قالَ العُقَيليّ في الإدرامِ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: إذا أَثْنَى الفَرَسُ أَلْقَى رَواضِعَهُ، فيُقالُ أَثْنَى وأَدْرَمَ للإِثْناءِ، ثم هو رَباعٌ، ويقالُ: أَهْضَمَ للإرْباعِ.

  وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الإدْرامُ أَنْ يسْقُطَ سِنُّ البَعيرِ لِسِنٍّ نَبَتَتْ، يقالُ: أَدْرَمَ للإثْناءِ وأَدْرَمَ للإرْباعِ وأَدْرَمَ للإسْداسِ، ولا يقالُ: أَدْرَمَ للبُزُولِ لأنَّ البَازِلَ لا ينبتُ إلَّا في مَكانٍ لم يكنْ فيه سِنٌّ قبْلَه.

  وأَدْرَمَتِ الأَرْضُ: أَنْبَتَتِ الدَّرْماءَ، اسمٌ لنَباتٍ سُهْلِيٍّ


(١) الرجز للعجاج في ديوانه ص ٥٧ وفي الصحاح واللسان والمقاييس ٢/ ٢٧٠ بدون عزو.

(٢) في القاموس بالضم، وتصرف الشارح بالعبارة.

(٣) اللسان.

(٤) في الأساس: وقضض جدّتِها.

(٥) اللسان والأساس وفيها «قال» وقبله فيها:

يا خير من أوقد للأضياف ناراً زهمه

(٦) اللسان والتكملة والتهذيب.