تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سحم]:

صفحة 334 - الجزء 16

  وسُجوماً وسَجَماناً: قَطَرَ دَمْعُها وسالَ قَليلاً أَو كثيراً.

  وسَجَمَهُ هو وأَسْجَمَهُ وسَجَّمَهُ تَسْجيماً وتَسْجاماً إذا صَبَّه.

  والسَّجَمُ، بالتَّحريكِ: الماءُ، أَي ماءُ السَّماءِ.

  وأَيْضاً: الدَّمْعُ السائِلُ.

  وأَيْضاً: وَرَقَ الخِلافِ يشبَّهُ به المَعابِلُ؛ قالَ الهُذَليُّ يَصِفُ وَعِلاً:

  حتى أُتِيحَ له رامٍ بمُحْدَلَةٍ ... جَشْءٍ وبِيضٍ نَواحِيهِنَّ كالسَّجْم⁣(⁣١)

  وقيلَ: السَّجَمُ هنا ماءُ السَّماءِ، شَبَّه الرِّماحَ في بياضِها به.

  والأَسْجَمُ: الجَمَلُ الذي لا يَرْغُو ولا يُفْصِح في هدِيرِهِ مِثْلُ الأَزْيَم والأَزْجَمِ، وهو مجازٌ، وهو مأْخُوذٌ مِن قوْلِهم: سَجَمَ عن الأَمْرِ، إذا أَبْطَأَ وانْقَبَضَ، وهو مجازٌ أَيْضاً كما في الأساسِ.

  والسَّاجومُ: صُبْعٌ.

  وسَاجومُ: وادٍ قالَهُ نَصْر.

  وفي المُحْكَمِ: مَوْضِعٌ؛ وأَنْشَدَ لامْرِئِ القَيْسِ:

  كَسَا مُزْبِدَ السَّاجومِ وَشْياً مُصَوَّرا⁣(⁣٢)

  ومِن المجازِ: ناقَةٌ سَجُومٌ ومِسْجامٌ: إذا فَشَّحَتْ رِجْلَيْها عندَ الحَلْبِ وسَطَعَتْ برأْسِها.

  وأَخْصَرُ مِن ذلِكَ عبارَةُ الأساسِ فإنَّه قالَ: أَي درور.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  دَمْعٌ مَسْجومٌ: سَجَمَتْه العينُ سَجْماً.

  وأَعْيُنٌ سُجُومٌ: سَواجِمُ؛ قالَ القطاميُّ يَصِفُ الإِبِلَ بكثْرَةِ أَلْبانِها:

  ذَوارِفُ عَيْنَيْها من الحَفْلِ بالضُّحى ... سُجُومٌ كتَنْضاح الشِّنان المُشَرَّبِ⁣(⁣٣)

  وكَذلِكَ عينٌ سَجُومٌ وسَحابٌ سَجُومٌ.

  وانْسَجَمَ الماءُ والدَّمْعُ، فهو مُنْسَجِمٌ: انْصَبَّ.

  وانْسَجَمَ الكَلامُ: انْتَظَمَ، وهو مجازٌ وأَسْجَمَتِ السَّحابَةُ: دامَ مَطَرُها كأَثْجَمَتْ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  ودَمْعٌ سَجم وسِجامُ: وَصْفانِ بالمَصْدرِ؛ وشاهِدُ الأَوَّلِ قوْلُ المخبَّلِ:

  فماءُ شُؤُونِها سجم

  وشاهِدُ الثاني في شِعْرِ أَي بَكْرٍ:

  فدَمْعُ العينِ أَهْوَنُه سِجامُ

  وسَحابٌ سَجَّامٌ، كشَدَّادٍ: كثيرُ السَّجَم.

  ورجُلٌ سَجُومٌ عن المَكارِمِ: أَي مُنْقَبِضٌ، وهو مجازٌ.

  وسُجْمانُ، بالضمِّ: اسمٌ.

  وأَرضٌ مَسْجومَةٌ، أَي مَمْطورَةٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وهو مجازٌ.

  [سحم]: السَّحَمُ محرَّكةً، والسُّحْمَةُ بالضَّمِّ، والسُّحَامُ، كغُرابٍ: السَّوَادُ؛ واقْتَصَرَ الجَوْهريُّ على الثانِيَةِ.

  وقالَ اللَّيْثُ: السُّحْمَةُ: سَوادٌ كَلَوْنِ الغُرابِ الأَسْحَمِ.

  والأَسْحَمُ: الأَسْوَدُ؛ ومنه حديْثُ المُلاعنَةِ: «إنْ جاءَتْ به أَسْحَمَ أَحْتَمَ».

  وفي حديْثِ أَبي ذَرٍّ: «وعندَه امرأَةٌ سَحْماءُ»، أَي سَوْداءُ.

  ونَصِيٌّ أَسْحَمُ: إذا كانَ كَذلِكَ، وهو ممَّا تُبالِغُ به العَرَبُ في صفَةِ النّصِيِّ.

  والأَسْحَمُ: القَرْنُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لزُهَيْرٍ:

  نَجاةٌ مُجِدّ لَيْس فيه وَتِيرَةٌ ... وتَذْبِيبُها عنه بأَسْحَمَ مِذْوَدِ⁣(⁣٤)


(١) البيت لساعدة بن جؤية الهذلي، ديوان الهذليين ١/ ١٩٥، واللسان بدون نسبة - والتكملة ونسبه لساعدة.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٩٢ وفيه «مربد» بدل «مزبد» وصدره:

كأن دُمى شفعٍ على ظهر مرمرٍ

(٣) اللسان.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ٢٢ واللسان وعجزه في التهذيب والمقاييس ٣/ ١٤١ وجزء من عجزه في الصحاح والتكملة.