تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غضب]:

صفحة 289 - الجزء 2

  [غصلب]: الغُصْلُبُ بالضَّمِّ أَهملَه الجَوْهَرِيّ وصاحِبُ الِّلسَان، وقال الصَّاغَانِي: هو الطَّوِيلُ المُضْطَرِبُ مِنَ الرِّجَالِ.

  [غضب]: الغَضْبُ بفَتْح فَسُكُون: الثَّوْرُ، والأَسَدُ، كالغَضُوبِ. وَالغَضْبُ: الشَّدِيدُ الحُمْرَةِ أَوِ الأَحْمَرُ من كُلِّ شَيْء. والغَلِيظُ. والغَضْبُ: صَخْرَةٌ صُلْبَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ كالغَضْبَةِ بالهاء قال رُؤْبَةُ:

  قال الحَوَازِي وأَبَى أَنْ يُنْشَعَا⁣(⁣١) ... أَشَرْيَةٌ في قَرْيَة ما أَشْفَعَا

  وغَضَبَةٌ في هَضْبَةٍ ما أَمْنَعَا

  وقِيل: هِيَ المُرَكَّبَةُ في الجَبَل المُخَالِفَةُ له.

  والغَضَبُ بالتَّحْريكِ: ضِدُّ الرِّضَا وقد اخْتَلَفُوا في حَدِّه، فقِيل: هو ثَوَرَانُ دمِ القَلْبِ لقَصْدِ الانْتِقَام، وقيل: الأَلَم على كُلِّ شَيء يُمْكِن فيه غَضَب، وعلى مَا لَا يُمْكِن فيه أَسف، وقيل: هو يَجْمَعُ الشَّرّ كُلَّه، لأَنه يَنْشَأُ عن الكِبْر.

  قال شَيْخُنا: ولذلك أَوْصَى النَّبِيُّ الرجلَ الَّذِي قال له أَوْصِنِي بقَوْله؛ «لا تَغْضَب» وقيل: الغَضَب معه⁣(⁣٢) طمع في الوُصُولِ إِلى الانْتِقَام، والغَمُّ مَعَه يَأْسٌ من ذلك، كالمَغْضَبَة وقد غَضِب، كسَمِع، عَلَيْه. وغَضِب لَهُ: غَضِب على غَيْرِه من أَجْله، وذلِك إِذَا كَانَ حَيّاً. ويقال: غَضِبَ بِهِ، إِذَا كَانَ مَيِّتاً، وقال ابن عَرَفَة: الغَضَب منه محمُود ومَذْمُوم.

  فالمَذْمُوم: ما كان في غَيْرِ الحَقِّ، والمَحْمود: ما كان في جَانِب الدِّين والحَقِّ، وأَما غَضَبُ الله فهو إِنكارُه على مَنْ عَصَاه فيُعَاقِبه. وقال اللهُ تَعَالَى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}⁣(⁣٣) يَعْنِي اليَهُودَ. وهو غَضِبٌ كَكَتِفٍ وغَضُوبٌ كَصبُور وغُضُبٌّ كعُتُلٍّ وغُضُبَّةٌ بزِيَادَةِ الهَاءِ وغَضُبَّةٌ بفَتْحِ الغَيْنِ مع ضَمِّ الضَّادِ وغَضَبَّةٌ بفَتْحهِمَا مَع تَشْدِيد المُوَحَّدَة، هكَذا في النُّسَخ المُصَحَّحَة، ونقله الصَّاغَانِيُّ هكذا عن أَبِي زَيْد، وضَبَطَه شيخُنا كَهُمَزَة، وهو خَطأٌ وغَضْبَانُ، وهذا الأَخِير هو المُتَّفَق عليه بَيْن أَربَابِ اللُّغَة والتَّصْرِيف. يقال: رجل غَضِبٌ وغُضُبٌّ إِلى آخر ما ذكر، أَي يَغْضَبُ سَرِيعاً، وقيل: شَدِيدُ الغَضَب. وقد نقل الجوهَريُّ بعضَ هَذِه الأَلفاظ عن الأَصْمَعِيّ. وَهِي أَي الأَنْثَى غَضْبَى كسَكْرَى ويُوجَدُ في بَعْضِ النُّسَخ بالمَدّ، وهو شَاذٌّ، والصَّوَابُ بالقَصْر، كما في نُسْخَتِنَا. وغَضُوبٌ مُبالغَة. ويستوي فيه المُذَكَّرُ والمُؤَنَّث، وسيَأْتي أَنَّه اسمُ امرأَة، وَلغةُ بني أَسَد: امرأَةٌ غَضْبَانَةٌ وملآنَةٌ وأَشباهُهُما، وهي لُغَةٌ قَلِيلَةٌ، صرَّح به ابنُ مَالِك وابنُ هشَام وأَبُو حَيَّان، ج غِضَابٌ، بالكَسْر.

  قال دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّة يَرْثِي أَخَاه عَبْدَ الله:

  فإِن تُعْقِب الأَيَّامُ والدَّهْرُ تَعلَمُوا ... بَنِي قَارِبٍ⁣(⁣٤) أَنَّا غِضَابٌ بمَعْبَدِ

  قال ابنُ مَنْظُور: قولُه بمَعْبَد يَعْنِي عَبْدَ اللهِ، فاضْطُرَّ.

  وغَضَابَى بالفَتْح، كَنَدَامَى ويُضَمّ أَوَّلُه، وهو الأَكْثرُ، مثل سَكْرى وسُكارى. وأَنْشدَ الجَوهَرِيّ:

  فإِن كُنْتُ لمْ أَذْكُرْك والقَوْمُ بَعْضُهمْ ... غُضَابَى⁣(⁣٥) على بَعْضٍ فمَالِي وَذائِمُ⁣(⁣٦)

  وقد أَغْضَبَه غَيْرُه فتَغَضَّبَ، وغَاضَبْتُه: رَاغَمْتُه، وبه فُسِّر قولُه تَعَالى {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً}⁣(⁣٧) أَي مُراغِماً لقومه. وغَاضَبْتُ فُلَاناً: أَغْضَبْتُه وأَغْضَبَنِي وهو على حقِيقَةِ المُفَاعَلَةِ.

  والغَضُوبُ: الحَيَّةُ الخَبِيثَةُ، والعَبُوسُ مِنَ النُّوقِ وكذَلِكَ غَضْبَى قال عَنْتَرَةُ:

  يَنْبَاعُ من ذِفْرَى غَضُوبٍ جَسْرَةٍ ... زَيَّافَةٍ مِثْلِ الفَنِيقِ المُقْرَمِ

  والغَضُوب: جَماعة النّسَاء وغضوب. والغَضُوب: اسْمُ امْرَأَة.


(١) «الحوازي» عن اللسان (نشع) وبالأصل: «الحواري».

(٢) في الأصل «مع» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله مع طمع كذا بخطه ولعل الظاهر معه بدليل المقابلة».

(٣) سورة الفاتحة الآية ٧.

(٤) عن الصحاح، وبالأصل «بني قائف» وأشار إلى ذلك بهامش المطبوعة المصرية.

(٥) ضبط الصحاح: غضابي بفتح أوله. ولم يذكر فيها إلا الفتح.

وبهامشه: «بالفتح ووقع في بعض النسخ بضم العين زيادة من الناسخ وفيه نظر، لأن ضم الأولى في أربعة ألفاظ فقط كسالى وسكارى وعجالى وغيارى على ما صرح به في الشافية ...».

(٦) وذائم جمع وذيمة قال الجوهري: الهدية إلى بيت الله الحرام.

والوذائم وهي الأموال التي نذرت فيها النذور».

(٧) سورة الأنبياء الآية ٨٧.