تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غنتم]:

صفحة 526 - الجزء 17

  وفي التهْذِيبِ؛ إذا تَداكَأَت فَوْقه الأَمْواجُ؛ وأَنْشَدَ:

  كما هَوَى فِرعونُ إذْ تَغَمْغَما ... تحتَ ظِلالِ المَوْجِ إذ تَدَأَّما⁣(⁣١)

  أَي صارَ في دَأْماءِ البَحْرِ.

  [غنتم]: غُنْتُمٌ، كقُنْفُذٍ والتَّاءُ مُثَنَّاةٌ فَوْقِيَّةٌ: أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.

  وهو ابنُ ثَوابَةَ الطَّائِيُّ مُحَدِّثٌ حَدَّثَ عنه عبدُ اللهِ بنُ أَبي سَعْدٍ الوَرَّاق، كذا في التَّبْصِير⁣(⁣٢).

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [غنجم]: غُنجومٌ، بالضَّمِّ: اسْمُ قَبِيلَةٍ مِنَ البَرْبرِ؛ أَوْرَدَهُ شَيْخُنا.

  [غنم]: الغَنَمُ، محرَّكَةً: الشَّاءُ لا واحِدَ لها مِن لَفْظِها، وفي المُحْكَمِ: مِن لَفْظِهِ، الواحِدَةُ شاةٌ.

  وِقالَ الجَوْهرِيُّ: هو اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مَوْضوعٌ للجِنْسِ، يَقَعُ على الذُّكورِ وِعلى الإِناثِ وعليهِما جَمِيعاً⁣(⁣٣)؛ وفي بعضِ النُّسخِ: وعليها جَمِيعِها؛ فإذا صَغَّرْتها أَلْحَقْتَها الهاءَ فقُلْت غُنَيْمة، لأنَّ أسْماءَ الجُموعِ التي لا واحِدَ لها مِن لَفْظِها إذا كانَتْ لغيرِ الآدَمِيِّين فالتَّأْنِيث لها لازِمٌ يقالُ: خَمْس مِنَ الغَنَم ذُكُور فتُؤَنِّث العَدَدَ، وإن عَنَيْت الكِباشَ إذا كان يَلِيهِ مِنَ الغَنَم لأنَّ العَدَدَ يَجْرِي في تَذْكِيرِه وتَأْنِيثِه على اللَّفْظِ لا على المَعْنَى، والإِبِلُ كالغَنَمِ في جَمِيعِ ما ذَكَرْناه؛ هذا نَصُّ الجوْهرِيِّ.

  وقَوْلُه: إذا كانَ يَلِيه، هكذا هو بخطِّ الجوْهرِيِّ؛ وفي بعضِ النُّسخِ: إذا كانَ يَلِيه الغَنَم، وفي نسْخةٍ أُخْرَى: إذا كان بَيْنه مِنَ الغَنَم؛ ووَجَدْت في الهامِشِ ما نَصّه: لم أَفْهَم ذلِكَ. ج أَغْنامٌ وِغُنُومٌ وِكسَّرَه أَبو جندب الهُذَليُّ أَخُو صَخْر⁣(⁣٤) على أَغانِم، فقالَ مِن قَصيدَةٍ يَذْكرُ فيها فِرارَ زُهَيْر بن الأَغرِّ اللّحْيانيّ:

  فَرَّ زُهَيْرٌ رَهْبَةً مِن عِقابِنَا ... فَلَيْتَكَ لم تغدرْ فتُصْبِح نَادِما

  إلى صلح الغسفا فَقُنَّةِ عَاذِبٍ ... أُجَمِّعُ منهم جامِلاً وأَغانِما⁣(⁣٥)

  قالَ ابنُ سِيْدَه: وعنْدِي أَنَّه أَرادَ وِأَغانِيمَ فاضْطَرَّ فحذَفَ.

  وِقالوا: غَنَمانِ في التَّثْنِيَةِ؛ قالَ الشَّاعِرُ:

  هُمَا سَيِّدانا يَزْعُمانِ وإِنَّما ... يَسُودانِنا إن يَسَّرَتْ غَنماهُما⁣(⁣٦)

  قالَ ابنُ سِيْدَه: وعنْدِي أَنَّهم ثَنّوه على إرادَةِ قَطيعَيْنِ أَو سِرْبَيْن؛ تقولُ العَرَبُ: تَرُوح على فُلان غَنَمانِ أَي قَطِيعَان لكلِّ قَطِيعٍ رَاعٍ على حدةٍ، ومنه الحَديْث: «أَعْطُوا من الصَّدَقَةِ مَن أَبْقَت له السَّنة غَنماً ولا تُعطُوها مَن أَبْقَت له غَنَمَيْنِ»، أَي قِطعَةً واحدةً لا يُقَطَّعُ مِثْلها فتكونُ قِطْعَتَيْن لقِلّتِها، وأَرادَ بالسَّنة الجَدْبَ.

  قالَ: وكَذلِكَ تَرُوح على فلانٍ إِبِلَان: إِبِل ههنا وإِبِل ههنا.

  وِفي التهْذِيبِ عن الكِسائيّ: غَنَمٌ مُغْنَمَةٌ، كمُكْرَمَةٍ ومُعَظَّمَةٍ: أَي مُجْتَمعةٌ.

  وقالَ غيرُهُ: كثيرَةٌ.

  وقالَ أَبو زَيْدٍ: غَنَمٌ مُغَنَّمَةٌ وإِبِلٌ مُؤبَّلة إذا أُفْرِدَ لكلِّ منهما رَاعٍ.


(١) اللسان والتهذيب ونسبه بحاشيته لرؤية، وقبلهما:

من خرّ في قماقمنا تقمقما

(٢) التبصير ٣/ ١٠٥٠.

(٣) في القاموس: «وعليها جميعِها» وعلى هامشه عن إحدى النسخ كالأصل.

(٤) في اللسان: خِراش.

(٥) ديوان الهذليين ٣/ ٨٨ في شعر أبي جندب بينهما عدة أبيات، وبرواية «تفرر» بدل: «تعذر»، و «إلى ملح الفيفا فقنة عازب ... وأغاغا» وفي الديوان: «خيفة» بدل من: «رهبة» وانظر رواية اللسان.

(٦) اللسان والأساس بدون نسبة.