تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ونم]:

صفحة 735 - الجزء 17

  وِالوَليمَةُ: طَعامُ العُرْسِ، كما في الصِّحاحِ.

  أَو كُلُّ طَعامٍ صُنِعَ لدَعْوَةٍ وغيرِها.

  قالَ أَبو عُبَيْدٍ: سَمِعْتُ أَبا زَيْدٍ يقولُ: يُسمَّى الطَّعامُ الذي يُصْنَع عنْدَ العُرْس الوَليمَةَ، والذي عنْدَ الإِمْلاكِ النَّقيعةَ.

  وقالَ الحَسَنُ ابنُ عبدِ اللهِ العَسْكريّ في كتابِ الأَسْماءِ واللُّغاتِ: الوَلِيمَةُ ما يُطْعَمُ في الإِمْلاكِ مِن الوَلْم، وهو الجَمْعُ لأَنَّ الزَّوْجَيْن يَجْتَمِعان.

  وِأَوْلَم إيلاماً: صَنَعَها، ومنه قوْلُه لعبْدِ الرَّحْمنِ بنِ عَوْف: «أَوْلِمْ ولو بشاةٍ»؛ أي اصْنَع وَليمةً.

  وِأَوْلَم فلانٌ: اجْتَمَعَ خَلْقُه وعَقْلُه، عن أَبي العبَّاس.

  وِالوَلْمَةُ: تَمامُ الشَّيءِ واجْتِماعُه؛ عنه أَيْضاً.

  وِوَلْمَةُ: حِصْنٌ بالأَنْدَلُسِ مِن أَعْمالِ شنتمريه.

  [ونم]: الوَنِيمُ، كأميرٍ: خُرْءُ الذُّبابِ؛ وفي الصِّحاحِ: سَلْحُه؛ كالوَنَمَةِ، محرَّكةً؛ وقد وَنَمَ، كوَعَدَ، يَنِمُ وَنْماً وِوَنِيماً؛ وأَنْشَدَ الأَصْمَعيُّ للفَرَزْدقِ:

  لقد وَنَمَ الذُّبابُ عليه حتى ... كأَنَّ وَنِيمَه نُقَطُ المِدادِ⁣(⁣١)

  ويقالُ: إنَّ الذُّبابَ يَنِمُ على السَّوادِ بَياضاً وعَكْسه.

  ويقالُ: لا تَجْعَل نُقَطَ الكِتابِ كوَنِيم الذُّبابِ.

  [وهم]: الوَهْمُ: من خَطَراتِ القَلْبِ، والجَمْعُ أَوْهامٌ؛ كما في المُحْكَمِ.

  أَو هو مَرْجوحُ طَرَفَيِ المُتَردِّدِ فيه.

  وقالَ الحُكَماءُ: هو قُوَّةٌ جسْمانِيَّة للإِنْسانِ، مَحَلُّها آخِر التَّجْويفِ الأَوْسَطِ مِن الدِّماغِ مِن شأْنِها إدْرَاك المَعاني الجزئية المُتَعلِّقَة بالمَحْسُوساتِ كشَجاعَةِ زَيْدٍ، وهذه القُوَّةُ هي التي تحكم في الشَّاةِ بأَنَّ الذِّئْبَ مَهْروبٌ منه، وأَنَّ الوَلَدَ مَعْطوفٌ عليه، وهذه القُوَّةُ حاكِمَةٌ على القُوى الجسْمانِيَّة كُلّها مُسْتخدمَة إيَّاها اسْتِخْدام العَقْل القُوَى العَقْلِيَّة بأَسْرِها؛ ج أَوْهامٌ.

  وِأَيْضاً: الطَّريقُ الواسِعُ؛ كما في الصِّحاحِ.

  وقالَ اللَّيْثُ: الطَّريقُ الواضِحُ الذي يَرِدُ المَوارِدَ ويَصْدُرُ المَصادِرَ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للَبيدٍ يَصِفُ بعيرَهُ وبَعيرَ صاحِبِه:

  ثم أَصْدَرْناهُما في واردٍ ... صادرٍ وَهْمٍ صُواهُ قد مَثَلْ⁣(⁣٢)

  وِأَيْضاً: الرَّجلُ العظيمُ.

  وِأَيْضاً: الجَمَلُ العَظيمُ.

  وقيلَ: هو مِن الإِبِلِ الذَّلولُ المُنقادُ في ضِخَمٍ وقُوَّةٍ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لذي الرُّمَّة يَصِفُ ناقَتَه:

  كأَنَّها جَمَلٌ وَهْمٌ وما بَقِيتْ ... إِلَّا النَّحيزةُ والأَلْوَاحُ والعَصَبُ⁣(⁣٣)

  ج أَوْهامٌ وِوُهومٌ وِوُهُمٌ، بضمَّتَيْنِ.

  وِوَهِمَ في الحِسابِ، كوَجِلَ، يوهمُ وَهْماً: غَلِطَ وسَها.

  وِوَهَمَ في الشَّيءِ، كوَعَدَ، يَهمُ وَهْماً: ذَهَبَ وَهْمُه إليه وهو يُريدُ غيرَهُ، كما في الصِّحاحِ؛ ومنه الحَدِيْث: أنَّه وَهَم في تَزْويجِ مَيْمونَةَ، أَي ذَهَبَ وَهْمُه.

  وِأَوْهَمَ كذا منَ الحِسابِ: أَي أَسْقَطَ، وكذا أَوْهَمَ مِن صَلاتِه ركْعَةً.

  وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَوْهَمْتُ أَسْقطتُ مِنَ الحِسابِ شَيئاً فلم يُعَدِّ أَوْهَمْتُ؛ ومنه حَدِيْثُ سَجْدتيْ السَّهْو: أَنَّه وَهَمَ⁣(⁣٤) في صلاتِه فقيلَ: كأَنَّك أَوْهَمْتَ في صَلاتِك؟

  فقالَ: «كيفَ لا أُوهِمُ ورُفْغُ أَحَدِكم بين ظُفُره وأُنْمُلَتِه»، أَي أَسْقَطَ مِن صَلاتِه شيئاً.

  وقالَ الأصْمَعيُّ: أَوْهَمَ إذا أَسْقَطَ، وِوَهِمَ إذا غَلِطَ.


(١) اللسان والصحاح، ولم أجده في ديوانه.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٤٣، واللسان وفيه: «كالمثل»، والصحاح والتهذيب.

(٣) اللسان والصحاح والتهذيب.

(٤) في اللسان: أوهم.