تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جمهن]:

صفحة 113 - الجزء 18

  التبْصِيرِ: المرِّيّ⁣(⁣١) هكذا ضَبَطَه المُحَدِّثونَ بالنُّونِ، وهو صاحِبُ النوادِرِ والمزاحِ⁣(⁣٢)، والصَّوابُ بالزاي المُعْجَمَةِ في آخِرِه؛ أنْشَدَ أبو بَكْرِ بنِ مُقْسِمٍ:

  إنَّ أبا الحَارِثِ جُمَّيْزا ... قد أوتِيَ الحِكْمَةَ والمَيْزا⁣(⁣٣)

  وقد أهْمَلَه المصنِّفُ في حَرْف الزاي ونَبَّهْنا عليه هناك.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  جُمانٌ، كغُرابٍ: اسْمُ امْرأةٍ لها ذِكْرٌ في شعْرٍ أنْشَدَه الدَّارْقطنيُّ عن المحامليّ.

  والجمانيون: بَطْنٌ مِن العلويِّين.

  والجَمَنَةُ، محرَّكةً: إبْريقُ القَهْوةِ يَمانِيَّة.

  وأبو بَكْرٍ أحْمَدُ بنُ إبْراهيمَ بنِ جِمانَةٍ، ككِتابَةٍ، سَمِعَ عليّ⁣(⁣٤) بن مَنْصور، وعنه ابنُ السّمعانيّ.

  [جمهن]: جُمْهانُ، كعُثْمانَ: أهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ والجماعَةُ.

  وهو مُحَدِّثٌ من التَّابِعينَ.

  قالَ ابنُ حَبَّان في الثِّقات: هو مَوْلَى الأَسلميين كُنْيَتُهُ أبو العَلاءِ يَرْوِي عن عُثْمان وسَعْد، وعنه عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ.

  وكانَ عليُّ بنُ المدينيّ يقولُ: أُمِّي مِن ولدِ عبَّاسِ بنِ جُمْهانَ.

  وسَعِيدُ بنُ جُمْهان الأَسْلميِّ تابعِيٌّ أيْضاً، عن ابنِ أبي أوْفى وسَفينَة، رَوَى عنه حمادُ بنُ سَلَمَةَ وعبْدُ الوَارِثِ، ماتَ سَنَة ١٣٦، ¦.

  [جنن]: جَنَّهُ اللَّيْلُ يَجُنُّه جَنًّا، وجَنَّ عليه كَذلِكَ، جَنًّا وجُنوناً، وكَذلِكَ أجَنَّهُ اللَّيْلُ: أي سَتَرَهُ، وهذا أصْلُ المَعْنَى. قالَ الرَّاغبُ: أصْلُ الجنّ السّترُ عن الحاسةِ؛ {فَلَمّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً}.

  وقيلَ: جَنَّه: سَتَرَهُ؛ أو جَنَّه: جَعَلَ له ما يُجِنُّهُ كقَوْلِكَ: قَبَرْتهُ وأقْبَرْتُه وسَقَيْتُه وأسْقَيْتُه.

  وكُلُّ ما سُتِرَ عَنْكَ: فقد جُنَّ عَنْكَ، بالضَّمِّ.

  وجِنُّ اللَّيْلِ، بالكسْرِ، وجُنونُهُ، بالضَّمِ، وجَنانُهُ، بالفتْحِ: ظُلْمَتُهُ أو شِدَّتُها.

  وقيلَ: اخْتلاطُ ظَلامِهِ لأَنَّ ذلِكَ كُلَّه ساتِرٌ.

  وفي الصِّحاحِ: جَنانُ اللَّيْلِ: سَوادُهُ، وأيْضاً: ادْلِهْمامُه؛ قالَ الهُذَليُّ:

  حتى يَجيءَ وجِنُّ الليل يُوغِلُه ... والشَّوْكُ في وَضَحِ الرِّجْلَيْن مَرْكوزُ⁣(⁣٥)

  ويُرْوَى: وجُنْحُ اللَّيْل.

  وقالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ:

  ولو لا جَنانُ الليلِ أدْرَكَ خَيْلُنا ... بذي الرِّمْثِ والأَرْطَى عياضَ بنَ ناشِب⁣(⁣٦)

  ويُرْوَى: جُنونُ الليْلِ، عن ابنِ السِّكِّيت، أي ما سَتَرَ من ظلْمَتِه.

  والجَنَنُ، محرَّكةً: القَبْرُ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ، سُمِّي بذلِكَ لسَتْرِه المَيِّت.

  وأيْضاً: المَيِّتُ لكَوْنِه مَسْتُوراً فيه، فهو فِعْلٌ بمعْنَى مَفْعولٍ كالنَّفْضْ بمعْنَى المَنْفُوضِ.

  وأيْضاً: الكَفَنُ لأَنَّه يُجِنُّ المَيِّتَ أي يَسْترُه.

  وأجَنَّه: كفَّنَهُ.

  وقالَ ثَعْلَب: الجَنانُ: الثَّوْبُ واللَّيْلُ، أو ادْلِهْمامُهُ، وهذا نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ وتقدَّمَ شاهِدُه قَرِيباً وهو بعَيْنِه اخْتلاطُ ظَلامِه، فهو تكْرارٌ.


(١) في التبصير ١/ ٤٦٣: المدني.

(٢) الأصل والتبصير وفي التكملة: والملح.

(٣) من شواهد القاموس، والتكملة.

(٤) في التبصير ١/ ٤٥٣: مكيّ.

(٥) اللسان.

(٦) من قصيدة في الأصمعيات ١١، واللسان والمقاييس ١/ ٤٦٢، وفي اللسان: وقيل: هو لخفاف بن ندبة.