تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مدشن]:

صفحة 529 - الجزء 18

  ومَدْيَنُ: قَرْيةُ شُعَيْب، #، نُسِبَ إلى مَدْيَنِ ابنِ إبراهيمَ، #، والنِّسْبَةُ إليها مَدينيٌّ.

  والمَدِينَةُ: اسْمُ مَدينَةِ النَّبيِّ ، خاصَّةً، غَلَبَتْ عليها تَفْخِيماً لها، شرَّفَها اللهُ تعالى وصَانَها، ولها أَسْماءُ جَمَعْتُها في كرَّاسَةِ.

  وقد أَوْرَدَ المصنِّفُ، ¦ منها في كتابِهِ هذا جمْلَةٌ.

  والنِّسْبَةُ إلى مَدينَةِ النَّبيِّ ، مَدَنِيٌّ⁣(⁣١)، وإلى مَدينَةِ المَنْصورِ وأَصْفَهان وغيرِهِما: مَدِيْنِيٌّ، وإلى مَدَائِنَ كسْرى مَدائِنِيُّ، للفَرْقِ بينَ النّسبِ لئَلَّا تَخْتَلِط.

  أو الإنسانُ والثَّوْبُ مَدَنِيٌّ والطَّائِرُ ونَحْوهُ مَدِينيُّ، لا يقالُ غيرُ ذلِكَ.

  قالَ سِيْبَوَيْه: فأَمَّا قَوْلُهم: مَدَائِنِيّ فإنَّهم جَعَلُوا هذا البِناءَ اسْماً للبَلَدِ.

  ويقالُ للرَّجُلِ العالِمِ بالأَمْرِ الفَطِنِ: هو* ابنُ مَدِينَتِها، وابنُ بَجْدَتِها، وابنُ بَلْدَتِها، وابنُ بُعْثُطِها، وابنُ سُرْسُورِها؛ قالَ الأَخْطَلُ:

  رَبَتْ ورَبا في كَرْمِها ابنُ مَدِينةٍ ... يَظَلُّ على مِسْحاتِه يَتَرَكَّلُ⁣(⁣٢)

  وفسَّرَه الأَحْولُ بابنِ أَمةٍ.

  والمَدائِنُ: مَدِينَةُ كِسْرَى قُرْبَ بَغْدادَ على سَبْعَةِ فَراسِخَ منها، سُمِّيَت لكِبَرِها، وهي دارُ مَمْلَكةِ الفُرْسِ: وأَوَّل من نَزلَها أَنُوشَرْوان، وبها إيوانُه وارْتِفاعُه ثَمانُونَ ذِراعاً بها كانَ سَلْمانُ وحذيفَةُ، وبها قَبْرَاهُما افْتَتَحها سعْدُ بنُ أَبي وقَّاصٍ سَنَة أَرْبَع⁣(⁣٣) عَشَرَةَ.

  وقيلَ: هي عدَّةُ مُدُنِ مُتقارِبَةُ الميلين والثلاث، والنِّسْبَةُ مَدائِنِيٌّ على القِياسِ، منها: أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أَحمدَ⁣(⁣٤) بنِ عبدِ اللهِ بنِ أَبي سيْفٍ المَدَائِنيُّ صاحِبُ التَّصانِيفِ المَشْهورَةِ، رَوى عنه الزُّبَيْرُ بنُ بكَّارِ.

  والمَدانُ، كسَحابٍ: صَنَمٌ، وبه سُمِّي عبْدُ المُدَانِ، وهو أبو قَبيلَةٍ من بَني الحارِثِ، منهم: عليُّ بنُ الرَّبيعِ ابنِ عبدِ اللهِ بنِ عبْدِ المَدَانِ الحارِثيُّ المدانيُّ، وَلِيَ صَنْعاءَ أَيَّام السفَّاحِ، وعبْدِ المَدانِ اسْمُه عَمْرُو وعبدُ اللهِ ابْنُه، هذا كانَ يُسَمَّى عَبْد الحَجَرِ، له وِفادَةٌ، فسَمَّاه النبيُّ ، عَبْد اللهِ.

  والمَدِينُ، كأَميرٍ: الأَسَدُ، وقد تكونُ الميمُ فيهما زائِدَةٌ.

  والمَيْدانُ: ذُكِرَ في «م ي د».

  وتَمَدْيَنَ الرَّجُلُ: تَنَعَّمَ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أبو مَدينَةَ عبدُ اللهِ بنُ حِصْنٍ السَّدُوسِيُّ تابِعِيٌّ رَوَى عنه قَتادَةُ.

  والمُسْتَنصرُ بنُ المُنْذرِ المَدِينيُّ، بسكونِ الدالِ وفتْحِ التَّحْتانِيَّة، ذَكَرَه الهَمَدَانيُّ.

  وأبو مُسْلمٍ عبدُ الرَّحمنِ بنُ محمدِ بنِ مَدْيَنٍ المَدينيُّ الأَصْبهانيُّ إلى جَدِّه، رَوَى عن أَبي بكْرِ بنِ أَبي عاصِمٍ، وعنه ابنُ مَرْدَوَيه.

  وأبو مَدينِ الغَوْث شُعَيْبُ بنُ الحُسَيْنِ الأنْصارِيُّ التَّلمسانيُّ مَشْهورٌ.

  ومديانُ: اسمُ ولدِ سيِّدِنا إبْراهيم، #، ذَكَرَه السَّهيليّ.

  وفَيْفَاءُ مَدَانٍ، كسَحابٍ: وادٍ بالشامِ لقُضاعَةَ بناحِيَةِ حَرَّة الرجلى، جاءَ ذِكْرُه في غَزْوَةِ زيْدِ بَني جُذَام بناحِيَة حِسْمَى.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [مدشن]: المادُشونِيَّة: حَديقَةٌ في أَوَّل بِطْحَانَ بالمَدينَةِ وهي الماجُشُونِيَّة، وهي عاميَّةٌ.


(١) وربما قيل: «مديني».

(*) كذا بالاصل، وفي القاموس: «انا ابن» بدل: هو ابن.

(٢) ديوانه واللسان والتهذيب.

(٣) في معجم البلدان: «سنة ١٦»، وذكر خليفة فتحها سنة ١٥.

(٤) في اللباب: «محمد».