تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[يلبن]:

صفحة 597 - الجزء 18

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  {حَقُّ الْيَقِينِ}: خالِصُه وواضِحُه، مِن إضافة البعضِ إلى الكُلِّ لا مِن إضافَةِ الشيءِ إلى نَفْسِه، لأنَّ الحقَّ هو غيرُ اليَقِينِ.

  وقالَ أَبو زيْدٍ: رجُلٌ ذُو يَقَنٍ، محرَّكةً، لا يَسْمَعُ شيئاً إلَّا أَيْقَنَ به، ورُبَّما عَبَّرُوا عن الظَّنِّ باليَقِينِ، وباليَقِينِ عن الظَّنِّ؛ قالَ أبو سِدْرَةَ الهُجَيْمِيُّ:

  تَحَسَّبَ هَوَّاسٌ وأَيْقَنَ أَنَّني ... بها مُفْتَدٍ من واحدٍ لا أُغامِرُه⁣(⁣١)

  يقولُ: تَشَمَّمَ الأَسَدُ ناقَتِي يظنُّ أَنَّني أَفْتَدِي بها منه، وأَسْتَحْمِي نَفْسِي فأَتْركُها له ولا أَقْتَحِمُ المَهالِكَ بمُقاتَلَتِه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [يلبن]: يَلْبَنُ: كجَعْفَرٍ: جَبَلٌ قُرْبَ المَدينَةِ، وقد ذَكَرَه المصنِّفُ، ¦ في لبن، وليسَتِ الياءُ زائِدَةً.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [يلتكن]: يَلْتَكِينُ، بفتحٍ فسكونٍ وفتحِ الفَوْقيَّة وكسْرِ الكافِ: اسمُ مُحدِّثٍ، رُومِيٍّ⁣(⁣٢)، رَوَى عن عبدِ اللهِ بنِ السَّمَرْقَنْدي، وعنه سعدُ اللهِ بنُ الوادِي.

  ويَلْتَكِينُ بنُ طلبوق⁣(⁣٣) عن مالِكٍ البَانْيَاسِيّ؛ ومحمدُ ابنُ طرخان بنِ يَلْتَكِين بنِ علمٍ⁣(⁣٤) التّرْكيّ الفَقِيهُ ماتَ سَنَة ٥١٣، ¦.

  [يمن]: اليُمْنُ، بالضَّمِّ: البَرَكَةُ؛ وقد تَكَرَّرَ ذِكْرُه في الحدِيثِ، وهو ضِدُّ الشُّؤْمِ؛ كالمَيْمَنَةِ؛ وبه فسِّرَ قَوْلُه تعالى: {أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ}⁣(⁣٥)، أَي كانوا مَيامِينَ على أَنْفُسِهم غَير مَشَائِيم، وجَمْعُ المَيْمَنَةِ مَيَامِنُ، وقد يَمِنَ الرَّجُلُ، كعَلِمَ وعُنِيَ وجَعَلَ وكَرُمَ، يُمْناً، فهو مَيْمونٌ وأَيْمَنُ ويامِنٌ ويمينٌ.

  وفي الصِّحاحِ: يُمِنَ فلانٌ على قوْمِه فهو مَيْمونٌ إذا صارَ مُبارَكاً عليهم، ويَمَنَهُم، فهو يامِنٌ، مِثْلُ شُئِمَ وشَأَمَ.

  وفي المُحْكَم: يَمَنَه اللهُ يُمْناً، فهو مَيْمُونٌ، واللهُ اليَامِنُ؛ واليَمِينُ واليَامِنُ، كالقَدِيرِ والقَادِرِ؛ قالَ:

  بَيْتُكَ في اليامِنِ بَيْتُ الأيْمَنِ⁣(⁣٦)

  ج أَيامِنُ جَمْعُ أَيْمَن، وجَمْعُ المَيْمونِ مَيامِينُ.

  وتَيَمَّنَ به وبرأْيِه واسْتَيْمَنَ: أَي تَبَرَّكَ به.

  وقَدِمَ على أَيْمَنِ اليَمِينِ: أَي اليُمْنِ؛ كما في الصِّحاحِ.

  وفي المُحْكَم: قَدِمَ على أَيْمَنِ اليُمْنِ: أَي على اليُمْنِ.

  واليَمِينُ: ضِدُّ اليَسارِ، ج أَيْمُنٌ بضمِّ الميمِ وفتحِها، وأَيْمانٌ وأَيامِنُ جَمْعٌ أَيْمَنَ، وأَيامِينُ جَمْعُ أَيْمانٍ.

  واليَمِينُ: البَرَكَةُ.

  وأَيْضاً: القُوَّةُ⁣(⁣٧) والقُدْرَةُ؛ ومنه قَوْلُ الشمَّاخِ:

  تَلقَّاها عَرابَةُ باليَمِينِ⁣(⁣٨)

  أَي بالقُوَّةِ، وكذا قَوْلُه تعالى: {لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ}⁣(⁣٩).

  قالَ الزجَّاجُ: أي بالقُوَّةِ؛ وقيلَ: باليَدِ اليُمْنَى.

  وأَمَّا قَوْلُه تعالى: {فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً}⁣(⁣١٠) بِالْيَمِينِ، فقيلَ: بيَمِينِه؛ وقيلَ: بالقُوَّةِ؛ وقيلَ: بالحَلْفِ.


(١) اللسان والصحاح.

(٢) في التبصير ٤/ ١٤٩٨ «التركي» ونص على كسر التاء من يلتكين هنا وفيما سيلي.

(٣) التبصير: طايوق.

(٤) التبصير: بُجكُم.

(٥) البلد، الآية ١٨.

(٦) اللسان، ونسبه في التهذيب لرؤبة.

(٧) على هامش القاموس عن نسخة: والمنزِلَةُ الجليلةُ.

(٨) ديوانه ص ٩٧ وصدره:

إذا ما راية رفعت لمجدٍ

والبيت في الصحاح منسوباً للحطيئة، وفي اللسان والتكملة والمقاييس ٦/ ١٥٨، والتهذيب للشماخ.

(٩) الحاقة، الآية ٤٥.

(١٠) الصافات، الآية ٩٣.