تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أمه]:

صفحة 9 - الجزء 19

  وهو القليبُ بنُ عَمْرِو بنِ تَمِيمٍ؛ وفي طيِّئٍ: بنُو إلَهٍ مثْلُ عِلَهٍ، ابن عَمْرِو بنِ ثمامَةَ؛ وفيها أَيْضاً عبْدُ الإِلَهِ مثْلُ عُلَةٍ، ابنُ حارِثَةَ بنِ عيرنَةَ⁣(⁣١) بنِ صهْبانَ بنِ عميمى⁣(⁣٢) بنِ عَمْرِو بنِ سنبسٍ؛ وفي النَّخْعِ: بنُو أليهة بن عَوْفٍ.

  [أمه]: أَمِهَ، كفَرِحَ، أَمْهاً: نَسِيَ، ومنه قِراءَةُ ابنِ عباسٍ: وادَّكَرَ بعد أَمَهٍ⁣(⁣٣)، وقالَ الشاعِرُ:

  أَمِهْتُ وكنتُ لا أَنْسَى حَدِيثاً ... كذاك الدَّهْرُ يُودِي بالعُقُولِ⁣(⁣٤)

  قالَ الجوْهرِيُّ: وأَمَّا في حدِيثِ الزّهْري: أَمِهَ بمعْنَى أَقَرَّ واعْتَرَفَ⁣(⁣٥)، فهي لُغَةٌ غَيْرُ مَشْهورَةٍ.

  * قُلْتُ: والحدِيثُ المَذْكُورُ: «من امْتُحِنَ في حَدِّ فأَمِهَ ثم تَبَرَّأَ فليْسَتْ عليه عُقُوبَة، فإن عُوقِبَ فأَمِهَ فليسَ عليه حَدٌّ إلَّا أَنْ يَأْمَه مِن غيرِ عُقُوبَةٍ».

  قالَ أَبو عُبيدٍ: ولم أَسْمَعْ الأَمَهَ بمعْنَى الإِقْرارِ في غيرِ هذا الحدِيثِ. وفَسَّرَ أَبو عُبيدٍ⁣(⁣٦) قِراءَةَ ابن عبَّاسٍ بالإِقْرارِ، قالَ: ومَعْناهُ أَنْ يُعاقَبَ ليُقِرَّ فإِقْرارُه باطِلٌ.

  وأَمَهَ، كنَصَرَ: عَهِدَ. يقالُ: أَمَهْتُ إِليه في أَمرٍ فأَمَهَ إِليَّ، أَي عَهِدْتُ إِليه فعَهِدَ إِليَّ؛ عن أَبي عُبَيدٍ.

  والأمِيهَةُ، كسَفِينَةٍ: جُدَرِيُّ الغَنَمِ.

  وفي الصِّحاحِ: بَئْرٌ يَخْرُجُ بالغَنَم كالحَصْبَةِ والجُدَرِيِّ؛ وقد أُمِهَتْ، كعُنِيَ تُومَهُ⁣(⁣٧)، وأَمِهَتْ مِثَالُ عَلِمَ؛ وعلى الأُولى اقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ وجَماعَةٌ، أَمْهاً، بالفتْحِ عن ابنِ الأَعْرابيِّ، وأَمِيهَةً، كسَفِينَةٍ عن أَبي عُبيدَةَ.

  وقالَ ابنُ سِيدَه: هو خَطَأٌ لأَنَّ الأمِيهَةَ اسمٌ لا مَصْدَرٌ إذ ليْسَتْ فَعِيلَة من أبْنِيَةِ المَصادِرِ. فهي أمِيهَةٌ ومَأْموهَةٌ ومُؤَمَّهَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ، وهذه عن الفرَّاءِ وأَنْشَدَ لرُؤْبَة:

  تُمسي به الأُدْمان كالمؤمَّه⁣(⁣٨)

  وعلى الأَولَيَيْن اقْتَصَرَ ابنُ سِيدَه، والجَوْهرِيِّ على الثانِيَةِ.

  وقالَ الجوْهرِيُّ: يقالُ في الدّعاءِ: آهَةً وأَمِيهَةً؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ:

  طَبِيخُ نُحازٍ أَو طَبِيخُ أَمِيهَةٍ ... دَقِيقُ العِظام سَيِّئُ القِشْمِ أَمْلَطُ⁣(⁣٩)

  قالَ الأَزْهرِيُّ: الآهَةُ: التَّأْوُّهُ؛ والأَمِيهَةُ: الجُدَرِيُّ.

  وقالَ ابنُ سِيدَه يقولُ: كانتْ أُمُّهُ حامِلَةً به وبها سُعالٌ أَو جُدَرِيُّ، فجاءَتْ به ضاوِياً.

  وقالَ الفرَّاءُ: أُمِهَ الرَّجُلُ، كعِنِيَ، فهو مَأْمُوهٌ، وهو الذي ليسَ معه عَقْلُه.

  والأُمَّهَةُ، كقُبَّرَةٍ، لُغَةٌ في الأُمِّ، كما في المُحْكَم.

  وفي الصحاح أَصْلُ قَوْلهم أُمُّ.

  وقالَ أَبو بكْرٍ: الهاءُ في أُمَّهَة أَصْلِيَّة، وهي فُعَّلَة بمنْزِلَة تُرَّهَةٍ وأُبَّهَةٍ.

  * قُلْتُ: فإِذاً قَوْل شيْخِنا إنَّهم أَجْمَعوا على زِيادَةِ هائِه فلا معْنًى لوُرودِه هنا ولا لدَعْوى أنه لُغَةٌ مَحلُّ نَظَر.

  أَو هي لِمَنْ يَعْقِلُ؛ والأُمُّ لمَا لا يَعْقِلُ، والجَمْعُ أُمَّهاتٌ وأُمَّاتٌ؛ قالَ قُصَيٌّ:

  أُمَّهَتي خِنْدِفُ والْياسُ أَبي⁣(⁣١٠)

  وقالَ زهيرٌ فيمَا لا يَعْقِل:

  وإلَّا فأنا بالشَّرَيَّةِ فاللِّوَى ... نُعَقِّرُ أُمَّاتِ الرِّباعِ ونَيْسِرُ⁣(⁣١١)


(١) في التكملة: عرنة.

(٢) في التكملة: عمميّ.

(٣) يوسف، الآية ٤٥ [والقراءة: {أُمَّةٍ}].

(٤) اللسان والصحاح.

(٥) على هامش القاموس عن نسخة: وأَقَرَّ.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وفسر أبو عبيد قراءة ابن عباس بالإقرار، كذا بخطه، والصواب: فسر الحديث، كما تدل عليه بقية العبارة».

(٧) في الصحاح واللسان: تؤمه.

(٨) اللسان والتكملة.

(٩) اللسان والصحاح والتهذيب.

(١٠) اللسان وقبله:

عبد يناديهم بهالٍ وهب

(١١) الديوان ط بيروت ص ٣٢ واللسان برواية: «الشربة».