تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دهده]:

صفحة 35 - الجزء 19

  وفي اللِّسانِ والتّكْمِلَةِ عن اللَّيْثِ: شِدَّةُ حَرِّ الرَّمْلِ والرَّمْضاءِ.

  وأَيْضاً: لُعْبَةٌ للصِّبْيانِ⁣(⁣١).

  وادْمَوْمَهَ الرَّمْلُ: كادَ يَغْلِي من شِدَّةِ الحَرِّ.

  وادْمَوْمَهَ فلانٌ: غُشِيَ عليه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  دَمِهَ يومُنا، كفَرِحَ، فهو دَمِهٌ ودامِهٌ: اشْتَدَّ حَرُّهُ؛ قالَ الشاعِرُ:

  ظَلَّتْ على شُزُنٍ في دَامِهٍ دَمِهٍ ... كأَنَّه من أُوارِ الشمسِ مَرْعُونُ⁣(⁣٢)

  والدَّمَهُ، محرّكةً: شِدَّةُ حَرِّ الشمسِ.

  ودَمَهَتْه الشمسُ: صَخَدَتْه.

  وتقدَّمَ له في⁣(⁣٣) حَرْفِ الراءِ: دمهكير هو الأَخْذُ بالنَّفْسِ مِن شِدَّةِ الحَرِّ؛ وهو من هذا.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  دَمَتْيُوهُ، بفتْحِ الدالِ والميمِ وسكونِ الفَوْقيَّة وضمِّ التّحْتية: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن الغَرْبيةِ، وقد وَرَدْتُها.

  [دهده]: دَهْدَهَ الحَجَرَ فتَدَهْدَهَ: دَحْرَجَهُ من عُلوِّ إلى سُفْلٍ فَتَدَحْرَجَ، كدَهْداهُ دَهْداةً ودَهْداءَةً فتَدَهْدَى تَدَهْدياً، الألِفُ والياءُ بَدَلان من الهاءِ؛ قالَ رُؤْبَة:

  دَهْدَهْنَ جَوْلانَ الحَصَى المُدَهْدَهِ⁣(⁣٤)

  وفي حدِيثِ الرُّؤْيا: «فيَتَدَهْدَى الحجرُ فيَتْبَعُه فيأْخُذُه»، أَي يَتَدَحْرَجُ؛ وقالَ الشاعِرُ:

  يُدَهْدِهْنَ الرُّؤُوسَ كما تُدَهْدِي ... حَزاوِرَةٌ بأَبْطَحِها الكُرينَا⁣(⁣٥)

  حَوَّلَ الهاءَ الأَخيرَةَ ياءً لقُرْبِ شَبَهِها بالهاءِ.

  ودَهْدَهَ الشَّيءَ: قَلَبَ بعضَه على بعضٍ، كدَهْدَاهُ.

  والدَّهْداهُ: صِغارُ الإِبِلِ، ج دَهادِهُ، ثم صُغِّر على دُهَيْدِه، وجَمْعَ الدَّهْدَاهُ على الدُّهَيْدِهِينَ بالياءِ والنونِ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ:

  قد رَوِيَتْ إلّا دُهَيْدِهِينا ... قُلَيَّصاتٍ وأُبَيْكِرِينا⁣(⁣٦)

  والدَّهْدَهَةُ مِن الإِبِلِ: المائَةُ فأَكْثَرُ كالدَّهْدَهانِ والدُّهَيْدِهانِ؛ وأَنْشَدَ أَبو زيْدٍ في كتابِ الخَيْلِ للأغَرِّ:

  لنِعْمَ ساقي الدَّهْدَهانِ ذي العَدَدْ ... الجِلَّة الكُومِ الشِّرَابِ في العَضُدْ⁣(⁣٧)

  وقولُهُم: إلَّا دَهٍ فَلا دَهٍ؛ قالَ الأصْمعيُّ: أَي إنْ لم يكُنْ هذا الأمْرُ الآنَ فلا يكونُ بعدَ الآنَ؛ قالَ: ولا أَدْرِي ما أَصْله، وإنِّي أَظنُّها فارِسِيَّةٌ. يقولُ: إنْ لم تَضْرِبْه الآنَ فلا تَضْرِبه أَبداً؛ كذا في الصِّحاحِ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: العَرَبُ تقولُ: إلَّا دَهٍ فَلا دَهٍ، يقالُ للرَّجُلِ إذا أَشْرفَ على قضاءِ حاجَتِه من غَرِيمٍ له أَو مِن ثأْرِهِ، أَو مِن إكْرامِ صَدِيقٍ له إلَّا دَهٍ فَلا دَهٍ، أَي إنْ لم تَغْتَنمِ الفُرْصةُ السَّاعَةَ فَلَسْتَ تُصادِفُها أَبداً؛ ومِثْلُه: بادِرِ الفُرْصةَ قَبْل أَنْ تكونَ الغُصَّة؛ وأَنْشَدَ أَبو عبيدَةَ لرُؤْبَة:

  فاليومَ قد نَهْنَهَنِي تَنَهْنُهنِي ... وقُوَّلٌ إلَّا دَهٍ فلا دَهِ⁣(⁣٨)


(١) على هامش القاموس عن نسخة: دَمِهَ الحرّ، كفَرِح: اشْتَدَّ، وفلانَ بالحرِّ: اشتَدَّ عليه، ودَمَهَتْهُ الشَّمْسُ، كمَنَعَ.

(٢) اللسان والتكملة بدون نسبة، ويروى: «ومدٍ».

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وتقدم له الخ عبارته هناك: الدمهكر كسفرجل: الأخذ بالنفس معرب دمه كير».

(٤) ديوانه ص ١٦٦ واللسان والتهذيب وقبله:

إذا سباهيك الرياح الوله

(٥) البيت لعمرو بن كلثوم، من معلقته، شرح المعلقات العشر للزوزني ص ١١١ برواية: «يدهدون الرؤوس» وفي شرحه: يدهدون: يتدحرجون. وفي اللسان والتهذيب بدون نسبة.

(٦) اللسان والصحاح والتهذيب والتكملة، قال الصاغاني: والرواية:

قد رديت إلا دهيدهينا ... إلّا ثلاثين وأربعينا

أبيكرات وأبيكرينا

والرجز من الأصمعيات.

(٧) اللسان والأول في التهذيب والصحاح.

(٨) ديوانه ص ١٦٦ واللسان والثاني في الصحاح والمقاييس ٢/ ٢٦.