تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جدي]

صفحة 274 - الجزء 19

  ويقالُ: جَدَا عليه شُؤْمُه، أَي جَرَّ عليه، وهو مِن بابِ التَّعْكِيسِ كقَوْلِه تعالى: {فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ}⁣(⁣١) نَقَلَه الزَّمَخْشرِيُّ.

  [جدي] ي الجَدْيُ: من أَولادِ المَعَزِ ذَكَرُها، كذا في الصِّحاحِ والمُحْكَم. ومنهم مَنْ قَيَّدَه بأنَّه الذي لم يَبْلغ سَنَة؛ ج أَجْدٍ في القلَّةِ، وإذا كَثُرَتْ فهي جِداءٌ وجِديانٌ، بكسْرِهِما.

  ولم يَذْكُرِ الجَوْهريُّ الأَخيرَةَ، قالَ: ولا تَقُل الجَدَايا ولا الجِدَى، بكسْرِ الجيمِ.

  ومِن المجازِ: الجَدْيُ مِن النّجومِ جَدْيانِ: أَحَدُهُما الدَّائِرُ مع بَناتِ نَعْشِ، والآخَرُ: الذي بلِزْقِ الدَّلُوِ، وهو بُرْجٌ مِن البروجِ، ولَا تَعْرِفُه العَرَبُ، وكِلاهُما على التَّشْبِيهِ بالجَدْي في مَرآةِ العَيْنِ؛ كذا في المُحْكَم.

  وفي الصِّحاح: الجَدْيُ بُرْجٌ في السَّماءِ؛ والجَدْيُ: نَجْمٌ إلى جنبِ القُطْبِ تُعْرَفُ به القِبْلَةُ.

  قالَ شيْخُنا: والمَشْهورُ عنْدَ المُنَجِّمِين أنَّ الذي مع بَناتِ نَعْشِ يُعْرَفُ بالجُدَيِّ مُصَغّراً؛ قالَ في المغربِ: تميزاً للفَرْقِ بَيْنه وبينَ البرجِ.

  والجَدِيَّةُ، كالرَّمِيَّةِ: القِطْعَةُ مِن الكِساءِ المَحْشُوَّةُ تحتَ دَفَّتَي السَّرْجِ والرَّحْلِ، والجَمْعُ الجَدَايا، ولا تَقُل جَدِيدَةٌ، والعامَّةُ تَقُولُه؛ كما في الصِّحاح.

  كالجَدْيَةِ⁣(⁣٢) ج جَدْياتٌ، بالفَتْح، كذا في النُّسخ تِبْعاً للصَّاغاني في التّكْمِلَة ونَصَّه: قالَ أَبو عبيدٍ وأَبو عَمْروٍ والنَّضْر: جَمْع جَديةِ السَّرْجِ والرَّحْلِ جَدَياتٌ بالتَّخْفيفِ، انتَهَى وضُبِطَ في بَعضِ الأُصولِ بالتَّحْريكِ، كما في الصِّحاحِ.

  قالَ سِيْبَوَيْه: جَمْعُ الجَدْيَةِ جَدَيات، ولم يُكَسِّرُوا الجَدْيَة على الأَكْثَر اسْتِغْناء بجَمْع السَّلامَةِ إذ جازَ أَن يَعْنُوا الكَثِيرَ، يَعْني أنَّ فَعْلَة تُجْمَع فَعَلاتٍ يُعْنِى بهِ الأكْثَر كما أَنْشَدَ لحَسَّانَ: لَنَا الجَفَناتُ⁣(⁣٣).

  قَالَ الجوهري وتُجْمَعُ الجديةُ على جَدىً قال ابنُ بَرِّي صوابه جَدْي كَشْريةٍ وشَرْيٍ واغفال المصنِّف إياه قُصُورٌ.

  وقالَ اللَّحْيانيُّ: الجَدِيَّةُ الدَّمُ السَّائِلُ والبَصِيرَةُ منه ما لم يسل.

  وقالَ أَبو زيْدٍ: الجَدِيَّةُ من الدَّمِ: ما لَصِقَ بالجَسَدِ، والبَصِيرَةُ ما كانَ على الأرْضِ.

  والجَدِيَّةُ: النَّاحيةُ يقالُ: هو على جديَّتِه، أَي ناحِيَتِه.

  وأَيْضاً: القِطْعَةُ من المِسْكِ.

  وأَيْضاً: لَوْنُ الوَجْهِ يقالُ: اصْفَرَّتْ جَدِيَّةُ وَجْهِه؛ قالَ الشَّاعِرُ:

  تَخالُ جَدِيَّةَ الأَبْطالِ فيها ... غَداةَ الرَّوعِ جَادِيّاً مَدُوفا⁣(⁣٤)

  [وكَسُمَيَّةَ: جَبَلٌ] *. والجادِيُّ: الزَّعْفَرانُ، نُسِبَ إلى الجادِيَةِ مِن أَعْمالِ البَلْقاء.

  قالَ الزَّمْخشريُّ: سمعْتُ مَنْ يقولُ: أَرْضُ البَلْقاءَ تَلِدُ الزَّعْفَرانَ.

  هكذا ذَكَرَه الأزْهرِيُّ وابنُ فارِسَ في هذا التَّرْكيبِ، وهو عنْدَهما فاعول.

  وذَكَرَه الجَوْهرِيُّ في «ج و د» على أنَّه فعلى؛ كالجادِيَا ** ذَكَرَه الصَّاغانيُّ في ترْكيبِ «م ل ب».

  والجادِيُّ: الخَمْرُ على التَّشْبيهِ في اللَّوْنِ.

  وأَجْدَى الجُرْحُ: سَالَ دَمُه؛ أَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:

  وإنْ أَجْدَى أَظَلَّاها ومَرَّتْ ... لَمَنْهبِها عَقامٌ خَنْشَلِيلُ⁣(⁣٥)


(١) سورة لقمان، الآية ٧.

(٢) على هامش القاموس عن نسخة: بالفتح.

(٣) جزء من بيت لحسان بن ثابت، ديوانه ط بيروت ص ٢٢١ وتمامه فيه:

لنا الجفنات الغرّ يلمعن بالضحى ... وأسيافنا يقطرن من نجدةٍ دما

(٤) اللسان والتهذيب بدون نسبة.

(*) ما بين معكوفتين سقط من الأصل.

(**) كذا، وبالقاموس: «كالجادِياءِ».

(٥) اللسان، ويروي «لمنهلها».