تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خظو]:

صفحة 380 - الجزء 19

  تَجاوَزْته، ولا يقالُ تَخَطَّأْت بالهَمْز.

  وفلانٌ لا يَتَخَطَّى عن الطُّنُبِ، أَي لا يَبْعُدُ عن البَيْتِ للتَّغَوُّطِ جُبْناً ولُؤْماً وقَذَراً.

  وفي حديثِ الجمعة: «رأَى رَجُلاً يَتَخَطَّى رِقابَ الناسِ»، أَي يَخْطُو خَطْوة خَطْوة.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الخِطاءُ، بالكسْرِ والمدِّ: جَمْعُ خَطْوةٍ، بالفتْحِ، كرَكْوةٍ ورِكاءٍ؛ وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ لامْرئِ القَيس:

  لَها وثَباتٌ كَوَثْبِ الظِّباءِ ... فَوادٍ خِطاءٌ ووادٍ مَطِرْ⁣(⁣١)

  قالَ ابنُ برِّي: أَي تَخْطُو مرَّةً فتكفُّ عن العَدْوِ وتَعْدُو مرَّةً عَدْواً يُشْبه المَطَر.

  ورَوَى أَبو عبيدَةَ: فوادٍ خَطِيطٌ.

  ويُرْوى: كصَوْبِ الخَرِيفِ.

  وقالَ أَبو زيْدٍ: يقالُ ناقَتُكَ هذه من المُتَخَطِّيات الجِيَفِ، أَي هي ناقَةٌ جَلْدَة قَوِيَّة تَمْضِي وتُخَلِّف التي قد سَقَطَتْ.

  ويقالُ: أَخْطَيْت غَيْرِي إذا حَمَلْته على أَنْ يَخْطُوَ.

  ويقالُ في الدعاءِ: للإِنْسانِ: خُطِّيَ عَنْك السّوءُ، أَي دُفِعَ.

  يقالُ: خُطِّيَ عَنْك، أَي أُمِيطَ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.

  والخَطَوْطَى: النَّزِقُ.

  وتقولُ العامَّةُ: خُطّ أَي امْشِ؛ والصَّحيحُ اخْط.

  ومِن المجازِ: تَخَطَّاهُ المَكْرُوه، وتَخَطَّيْت إليه بالمَكْروه، وبينَ القَوْلَيْن خُطاً يَسِيرةً إذا تَقارَبا، وقرَّبَ اللهُ عليك الخَطْوَةَ فانْصَرف راشداً، أَي المَسافَةَ.

  وخُطىً، كهُدىً: مَوْضِعٌ بينَ الكُوفَةِ والشامِ؛ نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ.

  [خظو]: وخَظَا لَحْمُهُ يَخْظُو خُظُوّاً، كسُمُوِّ: اكْتَنَزَ، فهو خاظٍ.

  يقالُ: لَحْمُهُ خَظَا بَظَا إتْباعٌ، وأَصْلُه فَعَلٌ؛ قالَ الأَغْلَبُ العجليُّ:

  خاظِي البَضِيع لحمُه خَظا بَظا⁣(⁣٢)

  لأنَّ أَصْلَها الواوُ.

  وقالَ الفرَّاءُ: خَظا بَظا وكَظا، بغيرِ هَمْزٍ، أَي اكْتَنَزَ، ومِثْلُه يَخْظُو ويَبْظُو ويَكْظُو.

  والخَظَوانُ، محرَّكةً: مَنْ رَكِبَ بَعْضُ لَحْمِهِ بَعْضاً، ومِثْلُها: أَبَيان وقَطَوان ويَوْمٌ صَخَدَانٌ.

  وخَظاهُ اللهُ وأَخْظاهُ: أَضْخَمَه وأَعْظَمَه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الخَظاةُ: المُكْتَنِزَةُ مِن كلِّ شيءٍ.

  وقَدَحٌ خاظٍ: حادِرٌ غلِيظٌ؛ حَكَاهُ أَبو حنيفَةَ.

  والخاظِي: الغَلِيظُ الصُّلْبُ؛ ومنه قَوْلُ الشاعِرِ:

  بأيدِيهِمْ صَوارِمُ مُرْهَفاتٌ ... وكلُّ مُجَرَّبٍ خاظِي الكُعوبِ⁣(⁣٣)

  وأَمَّا قولُ امْرئِ القَيْس:

  لَها مَتْنَتانِ خَظاتاكما ... أَكَبَّ على ساعِدَيْهِ النَّمِرْ⁣(⁣٤)

  قالَ الكِسائيُّ: أَرادَ خَظَتا فأَشْبَع.

  وقالَ الفرَّاءُ: أَرادَ خَظاتَان فحذفَ النُّون اسْتِخْفافاً.

  [خظي]: ي خَظِيَ لَحْمُهُ، كرَضِيَ: أَهْمَلَهُ الجَوهرِيُّ وأَنْكَرَه فقالَ: ولا تَقُلْ خظى.

  وقالَ القزَّاز في جامِعِه: خَظَي خَظىً، بالفتْحِ


(١) ديوانه ط بيروت ص ١١٣ برواية: «كصوب السحاب» وضبطت فيه خطاء بفتح الخاء. كالصحاح، والمثبت ضبط اللسان بالكسر.

(٢) شعراء أمويون، شعر الأغلب العجلي ص ١٧٠ واللسان.

(٣) اللسان والتهذيب بدون نسبة.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١١٢ واللسان والصحاح والتهذيب ٧/ ٥١٩.