تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خفو]:

صفحة 381 - الجزء 19

  مَقْصوراً: اكْتَنَزَ، ولم يَذْكُر خَظَى⁣(⁣١) بالفتْحِ.

  وذَكَرَ ابنُ فارِسَ الكَسْرَ والفتْحَ، قالَ: والفَتْح أَكْثَر، قالَ: وأَمَّا قَوْلهم: خَظيَتِ المرْأَةُ وبَظِيَتْ، فهو بالحاءِ، ولم أَسْمَع فيه الخاءَ؛ وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ لعامِرِ بنِ الطُّفَيل:

  رِقابٌ كالمَواجِنِ خاظِياتٌ ... وأَسْتاهٌ على الأَكْوار كُومُ⁣(⁣٢)

  وهذا الذي أَنْكَره الجَوهرِيُّ، أَثْبَته ابنُ دُرَيْدٍ، وسلمه الأَزْهرِيُّ واسْتَدَلَّا بما قالَهُ أَبو الهَيْثم كما تَراهُ، وأَيَّدَهُما الصَّاغانيُّ كَذلِكَ، وإيَّاهُ تَبعَ المصنِّفُ.

  وقالَ أَبو الهَيْثم: يقالُ: فَرَسٌ خَظٍ بَظٍ، ثم يقالُ: خَظاً بَظاً.

  ويقالُ: امرأَةٌ خَظِيَةٌ بَظِيَةٌ ثم يقالُ: خَظاةٌ بَظاةٌ تُقْلَبَ الياء أَلفاً ساكنَةً على لُغَةِ طيِّئ.

  وأخْظَى الرَّجُل: سَمِنَ؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ.

  وأَيْضاً: سَمَّنَ جَسَدَهُ.

  [خفو]: وخَفا البَرْقُ يَخْفُو خَفْواً، بالفتْحِ وعليه اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ وخُفُوّاً، كسُمُوِّ؛ نَقَلَه ابنُ سِيدَه؛ لَمَعَ لَمعاً ضَعِيفاً مُعْترضاً في نَواحِي الغَيْمِ، فإن لَمَعَ قلِيلاً ثم سكَنَ وليسَ له اعْتِراضٌ فهو الوَمِيضُ، فإن شَقَّ الغَيْم واسْتَطالَ في الجَوِّ إلى وَسَطِ السَّماءِ مِن غير أَنْ يأْخُذَ يَمِيناً وشِمالاً فهو العَقِيقَةُ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.

  وقالَ أَبو عبيدٍ: الخَفْوُ اعْتِراضُ البَرْقِ في نواحِي السَّماءِ.

  وفي الحدِيثِ: أنَّه سأَلَ عن البَرْقِ فقالَ: «أَخَفْواً أَو وَمِيضاً».

  وخَفَا الشَّيءُ خَفْواً: ظَهَرَ.

  والخِفْوَةُ، بالكسْرِ: الخِفْيَةُ على المُعاقَبَةِ. يقالُ: فَعَلَ ذلكَ خِفْيَةً وخِفْوَةً.

  [خفي]: ي خَفاهُ يَخْفِيه خَفياً، بفتْحٍ فسكونٍ، وخُفِيّاً، كعُتِيِّ: أَظْهَرَهُ؛ وهو مِن الأَضْدَادِ.

  يقالُ: خَفَى المطرُ الفِئْرانَ إذا أَخَرَجَهُنَّ من أَنْفاقِهِنَّ، أَي من جَحِرَتِهِنَّ؛ قالَ امْرؤُ القَيْسِ يَصِفُ فَرَساً:

  خَفاهُنَّ من أَنْفاقِهنَّ كأَنَّما ... خَفاهُنَّ وَدْقٌ من سَحَابٍ مُرَكَّبِ⁣(⁣٣)

  ويُرْوَى: من عَشِيِّ مُجَلَّبِ.

  وأَنْشَدَ اللحْيانيُّ لامْرئِ القَيْسِ بنِ عابسٍ:

  فإنْ تَكْتُمُوا الشّرَّ لا نَخْفِه ... وإن تَبْعَثُوا الحَرْبَ لا نَقْعُدِ⁣(⁣٤)

  قوْلُه: لا نَخْفِه أَي لا تُظْهِرْه.

  وقُرِئ قوْله تعالى: إِنَّ الساعَةَ آتِية أَكادُ أَخْفِيها⁣(⁣٥)؛ أَي أُظْهِرُها؛ حَكَاهُ اللحْيانيُّ عن الكِسائي عن محمدِ بن سهل عن سعيدِ بن جبيرٍ.

  ونقلَ ذلكَ عن الأَخْفَش أَيْضاً، وبه فُسِّر أَيْضاً حدِيثُ: «كانَ يَخْفي صَوْتَه بآمِيْن»؛ فيمَنْ ضَبَطَه بفتْحِ الياءِ أَي يظهر.

  وخَفَاهُ يَخْفِيه: اسْتَخْرَجَهُ؛ كاخْتَفاهُ، وهو افْتَعَل منه؛ قالَ الشاعِرُ:

  فاعْصَوْصَبُوا ثم جَسُّوهُ بأَعْيُنِهِمْ ... ثم اخْتَفَوْهُ وقَرْنُ الشَّمسِ قد زالا

  ومنه الحدِيثُ: «ما لم تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَو تَخْتَفُوا


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ولم يذكر خظى بالفتح هكذا في خطه، ولعل الصواب بالكسر بدل الفتح فتأمل».

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٣٢ واللسان والصحاح.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٦٩ برواية:

خفاهن ودق من عشيّ مجلّبِ

والمثبت كرواية اللسان والتهذيب والمقاييس ٢/ ٢٠٢ والصحاح وفيها «ذو سحاب».

(٤) البيت بهذه الرواية في اللسان منسوباً لامرئ القيس بن عابس، وفيه «السر» بدل «الشر» وفي التهذيب بدون نسبة وفيه «الداء» بدل «الشر» والبيت لامرئ القيس بن حجر الكندي ديوانه ط بيروت ص ٨٥ برواية:

فإن تدفنوا الداء لا نخفه

(٥) سورة طه، الآية ١٥.