تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رتو]:

صفحة 445 - الجزء 19

  أَكَلْنا الرُّبَى يا أُمَّ عَمْروٍ ومَنْ يَكُنْ ... غرِيباً بأَرْضٍ يَأْكُلُ الحَشَراتِ⁣(⁣١)

  وقد قيلَ في تَفْسيرِ قَوْلِه تعالى: {إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ}: إنَّها ايلياء لأنَّها كَبِدُ الأَرْض وأَقْرب إلى السَّماءِ بثمانِيَةِ عَشَرَ مِيلاً، أَو دِمَشْق، أَو الرَّمْلَة، وقيلَ مِصْرَ، عن الزَّمَخْشريِّ.

  والرَّبْوَةُ: مَوْضِعٌ بدِمَشْق به مَسْجِدٌ مَشْهُورٌ يزارُ.

  ورَوابِي بَنِي تمِيمٍ قُرْبَ الرَّقةِ.

  [رتو]: ورَتاهُ يَرْتُوهُ رَتْواً: شَدَّهُ؛ أَنْشَدَ الجوهريُّ للبيدٍ يَصِفُ درْعاً:

  فَخْمةٌ ذَفْراءُ تُرْتَى بالعُرَى ... قُرْدُمانِيّاً وتَرْكاً كالبَصَلْ⁣(⁣٢)

  أَي تُشَدُّ إلى فَوْقُ لتشمرَ عن لابِسِها.

  وأَيْضاً: أَرْخاهُ وأَدْهاهُ؛ أَنْشَدَ الجوهريُّ للحارِثِ يَذْكُرُ جَبَلاً وارْتِفاعَه:

  مُكْفَهِرّاً على الحَوادِثِ لا يَرْ ... تُوهُ للدَّهْرِ مُؤيِدٌ صَمَّاءُ⁣(⁣٣)

  أَي لا تُدْهِيِه دَاهِيَة ولا تُغَيِّرُه؛ ضِدٌّ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.

  ورَتا القَلْبَ يَرْتُوهُ رَتْواً: قوَّاهُ؛ ومنه الحديثُ: «إنَّ الخَزِيرَةَ تَرْتُو فُؤَادَ المَرِيضِ» أَي تَشُدُّه وتُقَوِّيه، كما في الصِّحاحِ.

  وفي النَّهايَةِ: «الحَسَا يَرْتُوا فُؤَادَ الحَزِينِ»، بمَعْناه.

  ورَتا الدَّلْوَ، وبالدَّلْوِ كما هو نَصُّ الأُمَويّ، يَرْتُوهُ رَتْواً: جَذَبَها؛ ونَصّ الأُمويّ: مَدَّها مَدّاً؛ رَفِيقاً؛ كما في الصِّحاحِ. ورَتا برأْسِه رَتْواً، بالفتْحِ، ورُتُوّاً كعُلُوٍّ: أَشارَ⁣(⁣٤).

  وفي الصِّحاح: هو مثْلُ الإِيماءِ؛ حكَاهُ أَبو عبيدٍ.

  والرَّتْوَةُ: الخَطْوَةُ؛ ومنه حدِيثُ فاطِمَةَ، ^: «فَدَنَتْ رَتْوَة»، أَي بخَطْوَةٍ.

  وقد رَتَا يَرْتُو: إذا خَطَا.

  والرَّتْوَةُ: شَرَفٌ مِن الأَرْضِ، كالرَّبْوَةِ.

  وأَيْضاً: سُوَيْعَةٌ من الزَّمانِ، وهي الدَّرَجَة، وبه فُسِّر حدِيثُ مُعاذٍ الآتي.

  وأَيْضاً: الدَّعْوَةُ، عن ابنِ الأعرابيِّ.

  وأَيْضاً: القَطْرَةُ⁣(⁣٥).

  وأَيْضاً: رَمْيَةٌ بسَهْمٍ، وبه فُسِّرَ حدِيثُ مُعاذٍ، ¥: «أنَّه يتقدَّمُ العُلماءُ يوْمَ القِيامَةِ بِرَتْوَةٍ».

  أَو نحوُ مِيلٍ؛ عن أَبي عبيدٍ، وبه فسرَ حدِيْث مُعاذٍ أَيْضاً.

  أَو مَدَى البَصَرِ، وبه فُسِّر حدِيثُ مُعاذٍ أَيْضاً، وقيلَ: الرَّتْوَةُ هنا الخَطْوَةُ.

  والرَّاتِي: العالِمُ الرَّبَّانِيُّ المُتَبَحِّرُ في العلومِ.

  وفي التَّهذيبِ: هو العالِمُ العامِلُ المُعَلِّم.

  ويقالُ: رُتِيَ في ذَرْعِهِ، كعُنِي: فُتَّ في عَضُدِهِ، عن ابنِ سِيدَه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  رَتَوْتُ أَرْتُو: خَطَوْتُ.

  والرَّاتِي: الزَّائِدُ على غيرِهِ في العَمَلِ؛ نقلَهُ الأَزهريُّ، وفي التَكْملَةِ: في العِلْمِ.

  والرَّتْيَةُ والرُّتْيَةُ، بالفتْحِ والضمِّ: الخَطْوَةُ؛ عن اللَّحْيانيّ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: ولسْتُ منها على ثِقَةٍ.


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٤٦ واللسان والتهذيب والصحاح.

(٣) للحارث بن حلزة، من معلقته، مختار الشعر الجاهلي ٢/ ٣٤٤ برواية «ما ترتوه ... حماء» والمثبت كرواية الصحاح واللسان والتهذيب.

(٤) بعدها زيادة في القاموس. سقطت من الشارح. ونصها: «وضم، وخَطَا».

(٥) على هامش القاموس عن نسخة: «والفِطْرَةُ».