تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نلب]:

صفحة 453 - الجزء 2

  * ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه: قولُهم: إِنَّهُ لَمِنْكَابٌ عن الحَقِّ.

  وقامَةٌ نَكْباءُ: مائِلَةٌ. وقِيَمٌ نُكْبٌ؛ والقامَةُ: البَكَرَةُ.

  والأَنْكَبُ: المُتَطَاوِلُ الجائرُ.

  ومَناكِبُ الأَرْض: جِبالُها، وقيلَ: طُرُقُها، وقيلَ: جَوانِبُها. وفي التّنزيل العزيزِ: {فَامْشُوا فِي مَناكِبِها}⁣(⁣١) قال الفَرّاءُ: يُرِيدُ في جَوانِبِها، وقال الزَّجّاجُ معناهُ: في جبالها، وقيل: في طُرُقها. قال الأَزهريُّ: وأَشْبَهُ التَّفْسِيرِ، واللهُ أَعلم، تفسيرُ مَنْ قالَ: في جِبالِهَا، وهو أَبلغُ في التَّذلِيل.

  وفي الصَّحاح: المَنْكِبُ من الأَرض: المَوضِعُ المُرتفِعُ.

  وفي المَثَل: الدَّهْرُ أَنكبُ لا يُلِبُّ، أَي كثيرُ النَّكَبَات⁣(⁣٢)، أَي: كثيرُ العُدُولِ عن الاستقامة. ويُرْوى: أَنْكَثُ، بالمُثَلَّثَة⁣(⁣٣).

  ومن المجاز: هَزُّوا [له]⁣(⁣٤) مَنَاكِبهم، أَي: فرِحُوا [به]⁣(⁣٤).

  ونَكِبَ فُلانٌ، يَنْكَبُ، نَكَباً، أَي: اشْتَكَى مَنْكِبَه. وفي حديثِ ابْنِ عُمَرَ: «وخِيارُكُم أَلْيَنُكُم مَنَاكِبَ في الصَّلاة» أَرادَ لزومَ السَّكِينَةِ فيها. وقيلَ⁣(⁣٥): أَراد التَّمكينَ لِمَنْ يَدخُلُ في صَفِّ الصَّلاةِ.

  ونَكْبُونُ: من قُرَى بُخَارَى، وتَقدَّم في نقب.

  [نلب]: * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه: نِيلَابُ، بالكَسْر، اسمٌ لمدينة جُنْدَيْسَابُورَ. كذا في المُعْجَم.

  [نوب]: النَّوْبُ: نُزُولُ الأَمْرِ، كالنَّوْبَةِ، بزيادة الهاءِ.

  نابَ الأَمْرُ نَوْباً ونَوْبَةً.

  والنَّوْبُ: اسْمٌ ل جَمْعِ نائِب، مثل: زائِرٍ وزَوْرٍ، وبه صرّحَ السُّهَيْليُّ في الرَّوْض. وقيلَ: هو جَمعٌ. والنَّوْبُ: ما كان مِنْكَ مَسيرَةَ يَوْمٍ ولَيْلَة، والقَرَبُ: ما كانَ مَسيرَةَ ليلة، وأَصْلُهُ في الوِرْد. قال لَبِيدٌ:

  إِحْدَى بَني جَعْفَرٍ كَلِفْتُ بها ... لَمْ تُمْسِ مِنّي نَوْباً ولَا قَرَبَا

  وقيلَ: ما كان على ثلاثةِ أَيّام، وقيلَ: ما كَان على فَرْسَخَيْنِ، أَو ثلاثة.

  والنَّوْبُ: القُوَّةُ، يُقَالُ أَصبحْتَ لا نَوْبَةَ لك، أَي: لا قُوَّةَ لك، وكذلك: تَركْتُهُ لا نَوْبَ له: أَي لا قُوَّةَ له.

  والنَّوْبُ: القُرْبُ خلافُ البُعْد، نقلَه الجوهريّ عن ابن السِّكِّيت وأَنشد لِأَبِي ذُؤَيْب:

  أَرِقْتُ لِذكْرِهِ من غَيْرِ نَوْبٍ ... كما يَهْتَاجُ مَوْشِيٌّ قَشِيبُ

  أَراد بالمَوْشِيِّ: الزَّمّارَةَ من القَصَبِ المُثَقَّب. وعن ابْن الأَعْرَابيِّ: النَّوْبُ: القَرَبُ⁣(⁣٦)، يَنُوبُها: يَعْهَدُ إِليها، يَنالُها.

  قال: والقَربُ والنَّوْبُ واحدٌ. قال أَبو عَمْرو: القَرَبُ أَنْ يَأْتِيَهَا في ثلاثةِ أَيّام مَرَّةً.

  والنُّوبُ، والنُّوبَةُ بالضَّمِّ: جِيلٌ من السُّودانِ، الواحِدُ نُوبِيٌّ.

  والنُّوبُ: النَّحْلُ أَي: ذُبابُ العَسل. قال الأَصمعيُّ: هو من النُّوبَةِ الّتي تَنُوب النّاسَ لِوَقْت مَعْرُوف؛ قال أَبو ذُؤَيْب:

  إِذَا لَسَعَتْهُ الدَّبْرُ لم يَرْجُ لَسْعَها ... وخالَفَها في بَيْتِ نُوبٍ عَوامِلِ⁣(⁣٧)

  وقال أَبو عُبَيْد - وفي نُسخ من الصَّحاح: أَبو عُبَيْدة -⁣(⁣٨): سُمِّيَتْ نُوباً، لِأَنَّهَا تَضْربُ إِلى السَّوَاد، فمَنْ جعلَها مُشَبَّهَةً بالنُّوبَةِ، لِأَنَّهَا تَضْرِبُ إِلى السَّواد، فلا واحِدَ لها. ومَنْ سَمّاها بذلك لِأَنَّها ترْعَى ثُمَّ تَنُوبُ، فيكونُ واحدُهُ⁣(⁣٩) نائِبٌ، مثل غائط وغُوطٍ، وفارِهٍ وفُرْهٍ، شَبَّهَ ذلك بنَوْبَةِ النّاسِ،


(١) سورة الملك الآية ١٥.

(٢) في مجمع الأمثال: والصحيح أن يقال: أنكب من النكَب، وهو الميل.

(٣) أي كثير النكث والنقض لما أبرم، وألثّ مثل ألبّ في المعنى.

(٤) زيادة عن الأساس.

(٥) في النهاية واللسان: وقيل: أراد ألا يمتنع على من يجيء ليدخل في الصف لضيق المكان، بل يمكّنه من ذلك.

(٦) عن اللسان، وفي الأصل «القريب».

(٧) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله لم يرج أي لم يخف، وقوله: وخالفها: الذي في الصحاح وحالفها بالحاء المهملة. وكتب بهامش نسخة الشارح بجانب: وخالقها بالمهملة والمعجمة وقد ذكر في اللسان الروايتين ووجههما «فراجعه».

(٨) في الصحاح المطبوع: أبو عبيد.

(٩) اللسان: واحدها.