تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[معو]:

صفحة 193 - الجزء 20

  والمَطاةُ: الاسْمُ من التَّمَطِّي.

  والتَّمْطِيةُ: الشِّمْراخُ.

  والمُطْوُ، بالضم: عِذْقُ النَّخْلةِ؛ عن عليِّ بنِ حَمْزَةَ البَصْري عن أَبي زِيادٍ الكِلابي، كذا وَجَدَه صاحِبُ اللِّسانِ بخطِّ الشَّيْخ رضِي الدِّيْن الشاطِبي.

  * قُلْت: فهو إذاً مُثَلَّث.

  والمَطا، مَقْصورٌ: الصاحِبُ، والجَمْعُ أَمْطاءٌ ومَطِيٌّ؛ الأخيرَةُ اسْمٌ للجَمْعِ؛ قال أَبو ذُؤَيْب:

  لقد أَلْقَى المَطِيَّ بنَجْدِ عُفْرٍ ... حديثٌ إنْ عَجِبْتَ له عَجِيبُ⁣(⁣١)

  [معو]: والمَعْوُ: الرُّطَبُ؛ عن اللَّحْياني؛ وأَنْشَدَ:

  تُعَلَّلُ بالنَّهِيدَةِ حينَ تُمْسِي ... وبالمَعْوِ المُكَمَّمِ والقَمِيمِ

  أَو هو البُسْرُ الذي عَمَّهُ الإرْطابُ وفي الصِّحاح: قال أبو عبيدٍ: إذا أَرْطَبَ النَّخْل كُلَّه فذلكَ المَعْو، قالَ: وقِياسُه أَن تكونَ الواحِدَةُ مَعْوةٌ، ولم أَسْمَعْه.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: المَعْوَةُ الرُّطْبَةُ إذا دَخَلَها بعضُ اليبِس.

  قالَ ابنُ برِّي؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعرابي:

  يا بِشْرُ يا بِشْرُ أَلا أَنْتَ الوَلِي ... إنْ مُتُّ فادْفِنِّي بدارِ الزَّيْنَبي

  في رُطَبٍ مَعْوٍ وبِطِّيخٍ طَرِي

  والمَعْوُ أَيْضاً: الشَّقُّ في مِشْفَرِ البَعِيرِ الأَسْفَلِ، والنَّعْوُ في الأعْلى.

  وقال الليْثُ: مَعا السِّنَّورُ يَمْعُو مُعاءً، كغُرابٍ: صَوَّتَ، وهو أَرْفَعُ من الصَّئِيِّ، ويُرْوَى بالغَيْنِ أَيْضاً.

  وتَمَعَّى السِّقاءُ: تَمَدَّدَ واتَّسَعَ؛ لُغَةٌ في تَمَأَّى بالهَمْزِ.

  وتَمَعَّى الشَّرُّ فيمَا بَيْنهم: فَشَا، كتَمَأَّى بالهَمْزِ وقد ذُكِرَ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أَمْعَتِ النَّخْلَةُ: صارَ ثَمَرُها مَعْواً؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عن اليَزِيدِي.

  ومَعْوَةُ السَّمُرَةِ: ثَمْرَتُها إذا أَدْرَكَتْ، على التَّشْبِيهِ.

  وأَمْعَى البُسْرُ: طابَ؛ عن ابنِ القطَّاع.

  [معي]: ي المَعْيُ، بالفَتْح، والمِعَى، كإلَى: من أَعْفاجِ البَطْنِ؛ الأولى عن ابنِ سِيدَه؛ واقْتَصَرَ الجَوْهرِي وغيرُهُ على الأخيرَةِ، وبه جاءَ الحديثُ: «المُؤْمِنُ يَأْكُلُ في مِعًى واحِدٍ»؛ وأَنْشَدَ القالِي لحميدِ بنِ ثَوْرٍ:

  خَفِيف المِعَى إلا مصيراً يبلّه ... دمُ الجوفِ أو سؤرٌ من الحوضِ نافعُ

  وهو مُذَكَّرٌ وقد يُؤَنَّثُ. قالَ الفرَّاءُ: أَكْثَرُ الكَلام على تَذْكِيرِهِ، ورُبَّما ذَهَبُوا به إلى التَّأْنِيثِ كأنَّه واحِدٌ دلَّ على الجَمْعِ، وأَنْشَدَ للقُطامي:

  كأَنَّ نُسُوعَ رَحْلي حين ضَمَّتْ ... حَوالِبَ غُرَّزاً ومِعًى جِياعا⁣(⁣٢)

  أَقامَ الواحِدَ مقامَ الجَمْع؛ كما قال تعالى: {ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً}⁣(⁣٣)؛ ج أَمْعاءٌ؛ ومنه الحديثُ: «والكافِرُ يأكُلُ في سَبْعَةِ أمْعاءٍ».

  قال القالِي: الهاءُ في سَبْعة تدلُّ على التَّذْكِيرِ في الواحِدِ.

  قالَ اللَّيْثُ: الأمْعاءُ المَصارِين.

  وقال الأزْهرِي: هو جَمِيعُ ما في البَطْنِ ممَّا يتَرَدَّدُ فيه مِن الحَوايا كُلِّها.

  والمِعَى، كإلَى: المِذْنَبُ مِن مَذانِبِ الأرْضِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.


(١) ديوان الهذليين ١/ ٩٢ برواية:

لقد لاقى المطي بجنب عفرٍ

والمثبت كرواية اللسان وفيه «لاق».

(٢) اللسان والتهذيب، وبالأصل «غزراً».

(٣) سورة الحج، الآية ٥