مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[حدوث حركات النجوم]

صفحة 103 - الجزء 1

  فنقول ولا قوة إلا بالله: إن النجوم في أنفسها محدثة مدبرة، ومخلوقة بمشيئة الله مقدرة، ومبرية مصنوعة مصورة، وذلك أنا نظرنا في جميع حالاتها، فإذا هي تدل على صانعها من قِبَلِ أجسامها وحركاتها.

  فأول ما نبدأ إن شاء الله تعالى بذكر حركة الفلك ومسيره، فنقول: إن النجوم لا تخلو في جريها من أحد أربعة أوجه لا خامس لها:

  [١]: إما أن تكون جرت فوق الأرض في جو السماء، قبل أن تجري في الفلك تحتها.

  [٢]: وإما أن تكون جرت تحت الأرض قبل أن تجري فوقها.

  [٣]: وإما أن تكون لم تبدأ بالحركة قبل أن تجري من تحتها ولا من فوقها.

  [٤]: وإما أن تكون بدأت بهما معاً في حال واحد.

  فإن قلت: إنها بدأت بالحركة من فوق الأرض قبل أن تجري تحتها، ناهيتها وأقررت بحدثها من الفوق قبل التحت، وجعلت بدءها بالحركة من أحد المكانين قبل الآخر.

  وإن قلت: إنها بدأت بالحركة من تحتها قبل أن تحرك فوقها، ناهيتها أيضاً وجعلت الحدث كان من التحت قبل الوصول إلى الفوق.

  وإن قلت: إنها جرت في الفوق والتحت معاً أحلت، لأن النجم لا يوجد في الفوق والتحت معاً في حال واحد، لأن الفوق غير التحت، والتحت غير الفوق، فكل نجم مما ذكرنا لا يخلو من أن يكون سارياً من الفوق إلى التحت، أو من التحت إلى الفوق، أو لم يسر من أيهما.